الوقت- أصبح واضحا للعيان أن الغرب أصبح عاجزا عن النفوذ الى ايران خصوصا بعد الاتفاق النووي الأخير، فالقيادة الايرانية الحكيمة أدركت مبكراً المخطط الاميركي الجديد، وايقنت ان فشل اميركا في اختراق بلادها بالقوى الصلبة و الحروب و الضغوطات والعقوبات، قد يدفعها للجوء الى مؤامرة جديدة متمثلا في القوى الناعمة ومحاولة استخدام الاتفاق النووي كحصان طروادة للتغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي، من هنا تعاملت القيادة الايرانية بحزم مطلق مع هذا المعطى المبني على تجارب تاريخية مع "الشيطان الاكبر" وبرز ذلك في خطابات الامام الخامنئي(مد ظله) في أكثر من محطة مفصلية، حاولت تثبيت الخطوط الحمر.
في اعتقاد القيادة الايرانية و من خلفهم الشعب الايراني، ان اميركا ما بعد الاتفاق كما قبله، لم و لن تتغير و هي الشيطان الأكبر و ستبقى تحيك المؤامرات في محاولة منهم للنفوذ للداخل الايراني، و يرى الايرانيون ان الادارة الاميركية انتقلت الى الخطة "ب"، في التعامل مع بلادهم، ويبرز ذلك من خلال هجمة ثقافية واقتصادية ودبلوماسية شرسة، ومحاولات لاختراق الطوق المجتمعي الحديدي في ايران، والتأثير على قيمه من خلال نشر القيم الغربية و الفساد الاخلاقي بشتى اشكاله، وتمهيد الارضية لمحاولة التغلغل ومن ثم التوغل في المجتمع لشق صفه واحداث الشرخ بين ابنائه وصدم فئاته ببعضها، لتفجيره من الداخل بعدما فشلت كل الآلاعيب من الخارج في تفتيت عضده، او توهينه لامتلاكه مناعة صلبة مبنية على اسس ثورية اسلامية عميقة، متجذرة في الكيان والهوية والتاريخ وعزم وزخم شبابه وعراقة كهوله. و في محاولة جديدة منها للنفوذ الى الداخل الايراني أمرت القيادة الأمريكية الوسائل الاعلامية العربية و الغربية و الفارسية مثل "بي بي سي" و غيرها من وسائل الاعلام المغرضه، ببدأ حربها على القضاء الايراني الذي ألق القبض على الصحفي جيسون رضائيان ذو الأصول الايرانية-الامريكية و ذلك بتهمة التجسس لصالح أمريكا.
جيسون رضائيان هو أمريكي ذو أصول ايراني، اتخذ من الصحافة عنواناً كي يستطيع التنقل بحرية في ايران و يعمل جاسوسا لصالح الادارة الأمريكية، عمله كان يقتضي على فبركة الاخبار عن الأوضاع في الجمهورية الاسلامية خاصة فی احداث سنة 2009 للمیلاد، و قد اعترف جيسون بعمالته لصالح الادارة الأمريكية و ارتباطه بالقنوات الاسرائيلیة و قد اضتضح ذلك من خلال الاتصالات التي كان يجريها مع الخارج أنه كان يتواصل معهم مع وسيط لهم في القنصلية الأمريكية في دبي "ألن آير".
جيسون لم يكن سوا حلقة صغيرة من الحرب التي تديرها أمريكا على ايران، فأمريكا تسعى الى استنساخ تجربة "الربيع العربي" في ايران، وتتمظهر الهجمة الجديدة ب:
1-تعديل اللهجة تجاه طهران ومحاولة اظهار الطبقة السياسية فيها بانها منقسمة بين محافظين واصلاحيين
2-انفتاح لامحدود للاستثمار الغربي في السوق الايرانية
3-فتح السفارات واعادة التبادل الدبلوماسي
4-تسليط اكثر من 25 قناة فضائية مدبلجة باللغة الفارسية موجهة للشعب الايراني
من هنا، دأب قائد الثورة الاسلامية على التحذير في خطبه الاخيرة من مخطط اميركي جديد يندرج في سياق الحرب الناعمة وفحواه محاولة تغلغل الغرب سياسياً وثقافيا في ايران عبر الاستفادة من الاجواء التي اوجدها الاتفاق النووي، وذلك بعد فشل كل الضغوطات والعقوبات والمحاولات الاميركية السابقة في زحزحة ايران عن مواقفها الداعمة للمقاومة.
محاولات الادارة الأمريكية الأخيرة و خصوصاً تسليط الضوء من جديد على قضية جيسون و ذلك بشن حرب على القضاء الايراني لايهام العالم أن الجمهوريه الاسلامية تقمع الصحافة و الحريات في ايران، هذه المحاولات لن تلقى آذانا صاغية لا في الداخل الايراني و لا في الخارج، العميل سيبقى عميل و سوف يحاسب على جرمه و الذي لا يعرفه الغرب و الادارة الأمريكيه أن في ايران قيادة حكيمة و شعب متمسك بقيادته، شعب لا تزال فيه روح الثورة الاسلامية لن ينسط الى كلام في الهواء و خصوصاً أنه يأتي من أمريكا التي ستبقى الشيطان الأكبر في نظرهم.