الوقت- كتب معهد بروكينغز في تقرير لبروس ريدل، كبير مراكز الفكر ومدير مشروع الاستخبارات التابع لمركز الأبحاث الأمريكي: دعت حكومة بايدن بذكاء إلى إنهاء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وأوقفت بعض صفقات الأسلحة، ويجب أن تستمر حكومته في الضغط من أجل الإفراج عن نشطاء حقوق الإنسان الآخرين المحتجزين بتهم باطلة، وكذلك المواطنين الأمريكيين المحتجزين في السعودية.
وقال العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية إن على المجتمع الدولي الآن السعي لتحقيق هدف آخر والمطالبة بإطلاق سراح ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف حيث تم القبض على بن نايف ليس لأنه ارتكب جريمة، ولكن لأنه يشكل خطراً ويعتبر منافساً لولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان، محمد بن نايف أنقذ حياة العشرات إن لم يكن المئات من الأمريكيين وهزم القاعدة في وطنه، قد تبدو ضغوط واشنطن على القادة السعوديين في هذا الصدد غير عادية، لكن يجب أن يتم ذلك بشكل عاجل، لأن محمد بن نايف قضية خاصة بالنظر إلى مساعدته الكبيرة في تأمين حياة الأمريكيين إضافة إلى ذلك، فإن حياته في خطر.
وأضاف التقرير: محمد بن نايف هو نجل الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، تلقّى تعليمه في ولاية أوريغون ثم في أفبياي وسكوتلاند يارد، حل محل والده تدريجياً، وعلى عكس والده، الذي كان متشككاً جداً تجاه الأمريكيين - إن لم يكن خبيثًاً - فإن محمد بن نايف أكثر موالاة لأمريكا من الأمراء السعوديين الآخرين، وأكثر كفاءة منهم بكثير، وخاصة في مكافحة الإرهاب.
وقال ريدل: "التقيت لأول مرة بمحمد بن نايف عندما كنت المساعد الخاص للرئيس كلينتون لجنوب آسيا والشرق الأوسط في المجلس الأعلى للأمن القومي"، رافقت نائب رئيس الخوارزمية في رحلة إلى الشرق الأوسط في مايو 1998، حيث التقينا محمد بن نايف ووالده خلال لقاءاتنا بالرياض، وفي ذلك الوقت علمنا أن وزارة الداخلية السعودية أحبطت مؤامرة للقاعدة لمهاجمة القنصلية الأمريكية في جدة خلال زيارة نائب الرئيس للقنصلية قبل لقاء ولي العهد الأمير عبد الله.
وأردف بالقول: إضافة إلى سمعته الدولية كشخصية استخباراتية متفائلة، فإن حياة محمد بن نايف كانت في خطر حتى في المنزل في أعقاب حادثة أوشك خلالها على الموت في عام 2009، كان بطلاً، ربما يكون محمد بن نايف أنجح ضابط مخابرات في العالم العربي، وقد وصفه ليون بانتا، وهو مدير سابق آخر لوكالة المخابرات المركزية ، بأنه "أذكى وأنجح شخصية في جيله".
وأضاف: في أبريل 2016، عين الملك سلمان محمد بن نايف ولياً للعهد، وكان محمد بن نايف أول من وصل في جيله إلى أعلى مراتب العائلة المالكة، وفي يوليو 2017، أزاح الملك سلمان محمد بن نايف من العرش دون أي تفسير واستبدله بابنه محمد بن سلمان – وقد شن محمد بن سلمان لاحقاً حرباً كارثية في اليمن واغتال جمال خاشقجي.
وقال في التقرير: قبل عام واحد فقط تم القبض على محمد بن نايف بتهمة الخيانة العظمى، ولم يظهر علناً منذ ذلك الحين ولا يمكنه الوصول إلى وسائل التواصل، كما ورد أنه حُرم من الرعاية الطبية أو الأدوية، وقد تكون حياته في خطر.
وختم المعهد تقريره بالقول: "لسنا على علم بأي إجراءات قضائية ضده"، تهمة الخيانة هي بالطبع تهمة سخيفة، إنه مسجون لأنه رمز لبديل كفوء وعملي لولي العهد الخطير والمهمل. يريد محمد بن سلمان إزالة الشخص الذي هو الخيار الرئيس لتحويل السعودية عن المسار الخطير الحالي وتحويلها إلى شريك مسؤول، لذلك يتعين على فريق بايدن، وخاصة قادة المخابرات الجدد، الضغط من أجل الإفراج عن محمد بن نايف، نحن مدينون له بالكثير.