الوقت- أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، الجمعة، جراء قمع الاحتلال الإسرائيلي، مسيرات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وأصيب طفل بجروح خطيرة، اليوم الجمعة، إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي صوبه، في قرية صفا غرب رام الله.
وأفاد رئيس مجلس قروي صفا أحمد سمارة أن الطفل أحمد عبد الرزاق فلنة (16 عاما) أصيب بالرصاص الحي بعد استهدافه من قبل جنود الاحتلال في منطقة "الخربة" بالقرية.
وأضاف أن قوات الاحتلال نقلت الطفل بمركبة إسعاف إلى مستشفى "هداسا" بالقدس، حيث تبين أنه مصاب في إحدى ساقيه، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها أُبلغت بأن حالة الطفل خطيرة.
وأشار سمارة إلى أن الأهالي حاولوا الوصول إلى المنطقة التي أصيب فيها الطفل، إلا أن جنود الاحتلال هددوا بإطلاق النار صوبهم، موضحا أن الطفل أصيب بينما كان بصحبة أحد أصدقائه في منطقة "الخربة"، التي تعتبر متنزها لأهالي القرية.
كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق وسط مدينة الخليل، الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد انطلاق مسيرة لإحياء الذكرى الـ 27 لمجزرة المسجد الإبراهيمي.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعت المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد علي بكاء وسط المدينة إحياءً لذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي، وتنديدا بانتهاكات واعتداءات الاحتلال على المسجد.
وأطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الصوت والغاز السام تجاه المواطنين، عقب خروجهم في المسيرة، ما أدى لإصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وصورا للمجزرة في المسجد والشهداء الذين ارتقوا فيها، ورددوا الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال والمستوطنين.
ووافقت الخميس الذكرى الـ27 لمجزرة المسجد الإبراهيمي التي ارتكبتها مجموعة من المستوطنين عام 1994 بزعامة الإرهابي "باروخ غولدشتاين" داخل المسجد بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وقد استشهد فيها 29 مصليًا وجُرح 150 آخرون.
وفي اليوم نفسه تصاعدت المواجهات في مدينة الخليل وقراها وجميع المدن الفلسطينية، وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيدًا.
وعلى إثر المجزرة أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت من طرف واحد لجنة تحقيق برئاسة رئيس محكمة الاحتلال العليا "مئير شمغار" للتحقيق في المجزرة وأسبابها.
كما أصيب طفل بعيار "إسفنجي"، وعشرات المواطنين بحالات اختناق، الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاما.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، أصيب بعيار "إسفنجي" في صدره نقل إثرها إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، حيث وصفت حالته بالطفيفة، مضيفا أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عولجوا ميدانيا.
وفي السياق، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، يوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال الاسرائيلي مسيرة منددة بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة جبل "الشرفة" بقرية دير جرير شرق رام الله.
وقال شهود عيان: إن جيش الاحتلال أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق.
هذا، واندلعت مواجهات، يوم الجمعة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة مناهضة للاستيطان في بلدة بيت دجن شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية أن عشرات المواطنين شاركوا بمسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الكبير في بيت دجن باتجاه البؤرة الاستيطانية المقامة شرقي البلدة، رافعين الأعلام ومرددين الهتافات الرافضة لإقامة البؤرة على أراضيهم.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام بكثافة، باتجاه المشاركين بالمسيرة، ما أدى لإصابات بالاختناق في صفوف المشاركين.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في نابلس غسان دغلس أن المسيرات الأسبوعية في بلدة بيت دجن تتواصل للأسبوع الـ20 تواليًا، مشددا على ضرورة توسيع الفعاليات لمواجهة الاحتلال ومخططاته الاستيطانية.
يشار إلى أن المنطقة الشرقية في قرية بيت دجن، تشهد مواجهات مستمرة في أيام الجمعة منذ عدة أشهر، وهي مهددة بالاستيلاء عليها من الاحتلال لمصلحة الاستيطان.
وتأتي الفعاليات رداً على مخططات الاستيطان في المنطقة، حيث أقدم مؤخراً المستوطنون على إقامة بؤرة استيطانية "زراعية" في أراضي البلدة تمثلت بنصب نحو خمسة بيوت متنقلة وحظيرة أغنام في أراضي القرية.
وشهدت المنطقة الشمالية الشرقية من أراضي بيت دجن في نوفمبر الماضي أعمال تجريف وشق طرق، من مشارف مستوطنة "الحمرا" بالأغوار الوسطى وصولا إلى بيت دجن.
وأشار ناشطون في مجال الاستيطان إلى أن المستوطنين مدّدوا خطوط مياه لتزويد البؤرة الجديدة بالمياه من مستوطنة "الون مورية" القريبة من القرية، إضافة إلى شق طريق بطول عدة كيلومترات ما أدى إلى إلحاق الأضرار ومصادرة مئات الدونمات من أراضي المواطنين.
وفقدت بيت دجن في الماضي آلاف الدونمات الزراعية في منطقة الأغوار وفي الجبال القريبة على مستوطنة "الحمرة" التي سرقت أراضي البلدة منذ عام 1969.
وتبلغ مساحة أراضي بيت دجن الإجمالية قرابة 44100 دونم، وما صادره الاحتلال يعدل نصف مساحة البلدة على الأقل، وتتواصل المخططات الاستيطانية ما قد يأتي على المئات الأخرى من مساحة الأراضي.