الوقت- خلال زيارته الخارجية الأولى كوزير للخارجية، وصل "فيصل المقداد" وزير الخارجية السوري الجديد إلى العاصمة الإيرانية "طهران"، للقاء نظيره الإيراني وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين.
وتعدّ زيارة المقداد لطهران هي أول زيارة خارجية له، منذ انتخابه وزيراً للخارجية السورية.
بعد وفاة وزير الخارجية السوري السابق "وليد المعلم"، عيَّن الرئيس السوري "بشار الأسد" فيصل المقداد وزيراً جديداً للخارجية في البلاد، وقد وصل الآن إلى طهران في زيارته الخارجية الأولی.
وجرى خلال الاجتماع بين وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" ووزير الخارجية السوري "فيصل المقداد" مناقشة مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، فضلاً عن مكافحة الإرهاب بشکل مشترك.
وفي إشارة إلى العلاقات الواسعة والاستراتيجية، أكد الجانبان إرادتهما لتوسيع وتعزيز العلاقات وتبادل وجهات النظر، حول تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية ومتعددة الأطراف.
كما شكر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها المستمر لسوريا في محاربة الإرهاب والتطرف، وأشار إلى الإجراءات الأمريكية غير العادية في المنطقة والتي أدت إلى تصعيد التوترات، معتبراً إياها بأنها تأتي في سياق تفضيل مصالح الکيان الصهيوني على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وجدَّد وزير الخارجية السوري التأكيد علی عزم حكومته على مواصلة مكافحة الإرهاب، وشدَّد على أهمية التعاون المشترك بين البلدين في هذا الصدد، واصفاً إياه بأنه خطوة أساسية نحو عودة السلام والاستقرار إلى سوريا.
أهمية طهران بالنسبة لدمشق
يظهر اختيار طهران كوجهة أولى في زيارة وزير الخارجية السوري إلى الخارج، أن دمشق لديها صلات مع طهران أكثر من أي دولة أخرى، فيما يخص العلاقات الإقليمية والأمنية.
تعدّ روسيا وإيران الآن شريكين وحليفين رئيسيين لسوريا في مكافحة الإرهاب، وتمكنت حكومة دمشق، بدعم من موسكو وطهران، من تجاوز أزمة الحرب ضد القوی والجماعات الإرهابية، واستعادة السيطرة على العديد من المناطق السورية من المجموعات الإرهابية.
والآن، حتى قبل زيارته لموسكو، وضع وزير الخارجية السوري زيارة طهران على جدول أعماله، لإظهار مدى التزام بلاده بحليفها الإيراني.
ثقة السوريين بالتحالف مع الإيرانيين
إضافة إلى إيران، لدى الحكومة السورية شركاء أجانب مهمون آخرون أيضاً، بما في ذلك روسيا والصين، والعلاقات الدافئة مع الصينيين والروس مهمة لسوريا.
وعلى الرغم من العلاقات الدافئة بين سوريا وروسيا والصين، لم تمارس الشركات الروسية والصينية تواجدًا اقتصاديًا وتجاريًا مهمًا في سوريا في السنوات الأخيرة، عندما كانت سوريا تحت العقوبات الأمريكية القاسية.
وفي الواقع ، على الرغم من أن الروس والصينيين هم الشريكان السياسي والأمني للحكومة السورية، إلا أنه في المجال الاقتصادي، لم يكن لشركات هذين البلدين وجود كبير في سوريا حتى الآن.
هذا في حين أن سوريا بحاجة ماسة في فترة ما بعد الحرب الحالية إلى إعادة بناء هيكلها الاقتصادي، وفي هذا الصدد فهي بحاجة مضاعفة إلى الاستثمار الأجنبي.
ولکن على الرغم من العقوبات الأمريكية على سوريا، إلا أن الشركات الإيرانية أعلنت حتى الآن عن استعدادها لإعادة بناء سوريا والوجود المدني الكبير فيما بعد الحرب في هذا البلد.
کما تدرك سوريا جيدًا أنه بعد الحرب وفي عملية إعادة بناء البلاد، فإن الشركات الأكثر موثوقيةً ستكون الناشطين الاقتصاديين الإيرانيين والشركات الإيرانية، التي ستكون موجودةً في السوق السورية على الرغم من العقوبات الأمريكية.
اجتياز مرحلة الحرب
من ناحية أخرى، تظهر زيارة وزير الخارجية السوري إلى إيران، أن دمشق تستعد لمرحلة ما بعد الحرب ودخول العملية السياسية. حيث تحتاج سوريا إلى الاستمرار في الحصول على دعم إيران إلى جانب روسيا، لبدء عصرها السياسي.
وعلى الرغم من الاستقرار النسبي للوضع في سوريا والمراحل الأخيرة للحرب على الإرهاب، إلا أن الأراضي السورية محتلة من قبل الصهاينة في هضبة الجولان، ويقوم الصهاينة أحيانًا بتحركات عسكرية ضد الأراضي السورية، وهو ما يقابَل عادةً برد فعل من الدفاعات الجوية السورية والقوى السياسية.
في الوقت الحالي، تعتبر جمهورية إيران الإسلامية من أهم حلفاء السوريين في مواجهة الاعتداءات والأعمال الاستفزازية الصهيونية، وكما وقفت إيران إلى جانب الجيش السوري والقوى السياسية والعسكرية في الحرب على الإرهاب، فإن لدى دمشق الآن آمالًا كبيرةً في أن تبقی طهران الداعم الأهم لدمشق في مواجهة العدوان الصهيوني.