الوقت – قال رئيس الأمانة العامة لمنتدى فلسطين للإعلام "حسن حيدر"، والذي شغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "القدس برس" في سجله الإعلامي، عن أسباب تسرع الدول العربية في تطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني المحتل وإمكانية نجاح هذه الدول في هذا الطريق: "أولاً، دعني أؤكد أن الکيان الصهيوني يرى التطبيع مع الدول العربية من حوله وسيلةً لتحسين وضعه في مواجهة الدول التي تعارض التطبيع وتدعم المقاومة، وليس هدفاً، ولذلك فإن التطبيع هو وسيلة لهذا الکيان لتضخيم فريقه في مواجهة الأمة الإسلامية وقضاياها المختلفة".
اتفاقيات التطبيع لم تحقق إنجازاً للعرب
وأضاف حسن حيدر: "لذلك، فإن تسريع بعض الدول للتطبيع مرتبط بقضية ما تسمى صفقة القرن، التي يتوقف نجاحها على تشكيل فريق صهيوني عربي يمكنه التحرك ضد الأمتين العربية والإسلامية".
وقال: "لكن كل الاتفاقيات والاحتفالات التي تقام بمناسبة توقيعها(صفقة القرن)، هي مجرد حبر علی ورق، ولن تنتهي بإقامة علاقات طبيعية، لأن أحد أطراف هذه العلاقات على الأقل له وجود غير طبيعي، وعلاوة على ذلك فإن الشعوب العربية لديها خيارات عديدة لحماية نفسها وقيمها ومواجهة التمرد والعدوان الصهيوني الأمريكي".
ولكن يجب على الذين انضموا مؤخرًا إلى صفوف التطبيع، أن يقيّموا تجربتي التطبيع العربي في مصر والأردن، ليدركوا أن هذه الاتفاقيات لم تحقق أي انفتاحات شعبية أو ثقافية أو اقتصادية.
خطة التسوية مع المحتل تتعارض مع فكرة التحرير الكامل لفلسطين
رئيس الأمانة العامة لمنتدى فلسطين للإعلام ورداً على ما إذا كانت عودة السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني مع کيان الاحتلال، وخاصةً إعلان ذلك في الجلسات الأخيرة للحوار الوطني في القاهرة، غير متوقعة بالنسبة لفلسطين، قال؟ "بصفتي کمراقب، وبالطبع جميع المراقبين، أعتقد أن إعلان عودة السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني مع کيان الاحتلال لم يكن غير متوقع، ولكن في الواقع لم يعقد أحد آمالاً علی ما يسمى اجتماعات الحوار الوطني للتقريب بين حركتي حماس وفتح".
وأضاف: "بادئ ذي بدء، يجب التأكيد على أنه من المستحيل أن تلتقي خطة تقوم على تعزيز قيم المقاومة والمواجهة مع کيان الاحتلال حتی القضاء عليه وتحرير فلسطين بالكامل(حركات المقاومة)، مع خطة تقوم على التسوية مع المحتل والاعتراف به وإقامة علاقات أمنية واقتصادية وغيرها معها(تابعة للسلطة الفلسطينية)".
لا جدوى من الرهان علی إدارة بايدن
وحول المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تريدها كل الفصائل الفلسطينية، قال رئيس الأمانة العامة لمنتدى فلسطين: في رأيي، إن مستقبل المصالحة الفلسطينية سيشهد أربع سنوات أخرى غير مثمرة، وهي نفس سنوات الحكومة الأمريكية بقيادة جو بايدن، لأنه من غير المثمر رهان قيادة السلطة الفلسطينية علی هذه الحكومة، وهي تمثل خسارةً.
وأکد حسن حيدر أن "المصالحة الفلسطينية ليس لها مستقبل، وهذا لا يعني أنني متشائم بشأن مستقبل القضية الفلسطينية، لكنني أعتقد أن فصائل المقاومة ستركز أكثر على أجندتها في السنوات المقبلة".
وحول الإدارة الأمريكية الجديدة وأن هناك أملاً في إدارة بايدن لحل القضية الفلسطينية، تابع الناشط الإعلامي الفلسطيني: "إدارة بايدن لن تعطي الأولوية للقضية الفلسطينية، ولديها قضايا أكثر أهميةً، لذا فإن الأمل فيها أمل ضائع ويائس، لكن قيادة السلطة الفلسطينية تراهن علی سراب خلال السنوات الأربع القادمة".
وحول ما إذا كان هناك احتمال أن تتحول فصائل المقاومة إلی مجموعات الضغط علی السلطة الفلسطينية لمنعها من التنسيق الأمني والرهان على حكومة بايدن، قال حسن حيدر: "إن موقف السلطة الفلسطينية من العودة إلى العلاقات مع الکيان الإسرائيلي هو إهانة وتحدٍّ للشعب الفلسطيني، والسلطة تدرك جيداً أن هذا التحرك سيثير غضب كل الفصائل الفلسطينية، التي عقدت اجتماعاً تاريخياً في 3 سبتمبر في بيروت ورام الله، عشية التطبيع العلني للعلاقات بين الإمارات والبحرين مع الکيان الإسرائيلي".
يجب خروج فصائل المقاومة من مظلة السلطة الفلسطينية
ووفق هذا المحلل الفلسطيني، فإن مواقف الإدانة والتنديد لن يكون لها تأثير كبير على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وقد لا يلتفت إليها على الإطلاق. حيث انتهج هذا الرجل الاستبداد والهوان بشكل كامل، كما فعل النظام العربي منذ عقود.
ورداً على سؤال أنه في ظل تعقيدات الوضع السياسي، فما هي الخطوة المناسبة للمقاومة للوقوف في وجه التطبيع باعتباره لحظةً تاريخيةً للتخلص من هذه التعقيدات، قال حسن حيدر: يجب خروج فصائل المقاومة من مظلة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، والتحرك نحو توحيد كل الفصائل. أعتقد أنه إذا أضيف إليهم شخصيات مستقلة مؤثرة، فسيكونون ثلثي الشعب الفلسطيني، وفي هذه الحالة يمكنهم اتخاذ خطوات عملية حقيقية، وتطوير آرائهم السياسية والأمنية والعسكرية، وفرض رأيهم في الداخل والخارج.
وأضاف: "هذه الفصائل تعلم جيداً أنها يمكن أن تحظى بدعم الدول العربية والإسلامية المؤثرة.. کما اختبرت هذه الفصائل دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدولة التي قدمت لها جميع أنواع الدعم، فاستطاعت تحقيق انتصارات ضد جيش الاحتلال.. والآن يجب تفعيل كل حلول التحالف والتضامن بين قوى الأمة الإسلامية، ويجب أن تغض الطرف عن التفاصيل التي لا يحتاجها أحد".