الوقت-تستعد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيف حركة "أنصار الله" اليمنية كمنظمة إرهابية قبل مغادرة ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير، مما يزيد المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل جهود المساعدات الدولية وتقويض جهود السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الحركة وحكومة الرئيس هادي والتحالف السعودي، بحسب صحيفة "فورين بوليسي".
ووفق ما كشفته الصحيفة، "فقد حاولت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية ثني إدارة ترامب عن القيام بهذه الخطوة". وذكّرت الصحيفة بأن "التحالف السعودي الذي يشن حرباً على اليمن منذ أكثر من 5 سنوات، صنّف الحركة بالفعل كمنظمة إرهابية وحثّ واشنطن على فعل الشيء نفسه".
ونقلت "فورين بوليسي" عن مصادر دبلوماسية قولها إن "إدارة ترامب كانت تفكر في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد هذا المسار السريع، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، ضغط في الأسابيع الأخيرة على الولايات المتحدة للتراجع، وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للتدخل، والذي بدوره حثّ سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت على إعادة النظر في الخطة، كما ضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع. لكن الجهود تعثرت على ما يبدو".
وذكرت أنه "يقال إن وزارة الدفاع الأميركية والخبراء في وزارة الخارجية يعارضون هذه الخطوة. وفي الوقت نفسه، يقوم تحالف من الجمعيات الخيرية الدولية بإعداد بيان مشترك يستبق التصنيف، يقارن الآثار المحتملة للمجاعة في الصومال بعد أن صنفت الولايات المتحدة حركة الشباب جماعة إرهابية في عام 2008".
ووفق الصحيفة، فقد حاول "الدبلوماسيون المعارضون لهذه الخطوة أيضاً التأثير على السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الحليف القوي لترامب والذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، للتعبير عن معارضته لهذا التصنيف. لكن الديموقراطيين في الكونغرس الذين لطالما طالبوا إدارة ترامب بمحاسبة الرياض على دورها في الحرب، قلقون من أن التسمية قد تقوض محادثات السلام الهشة في الدولة التي مزقتها الحرب".
السناتور كريس مورفي، العضو الديموقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال إن "أي تعيين من هذا القبيل سيكون محاولة واضحة من قبل إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية".
وأضاف أن "الحوثيين وداعموهم الماليون يخضعون بالفعل للعقوبات الأميركية، لذا فإن الأثر العملي لهذا التصنيف سيكون حصرياً هو زيادة صعوبة التفاوض مع قادة الحوثيين وتقديم المساعدات إلى المناطق التي يسيطرون عليها".
كما اعتبرت الصحيفة أن "هذه الخطوة تبدو جزء من مسعى أوسع من قبل البيت الأبيض وبومبيو لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة للإدارة، وهو تطور من المرجح أن يعقد جهود الرئيس المنتخب جو بايدن بإعادة فتح المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي".