الوقت-أكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" في مجلس النواب اللبناني، أن "محاولات البعض الاستقواء بقوى خارجية لتشكيل حكومة مزوّرة التمثيل لمصلحة فريق واحد، هي محاولات ترمي إلى تجويف مضمون المبادرة الفرنسيّة، والإطاحة بجسور الثقة التي حرصنا دائماً على تدعيمها مع المكونات الأخرى".
كتلة حزب الله البرلمانية جددت خلال اجتماعها الدوري اليوم الخميس، موقفها الذي سبق وعرضته على الرئيس اللبناني ميشال عون، برفضها القاطع "أن يسمّي أحد عنّا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة".
واستغربت الكتلة أن "ينحو بعض من يشكلون الحكومة في الظل، إلى منع الرئيس المكلف مصطفى أديب من التشاور مع الكتل واستحداث آليات جديدة والإخلال بالتوازن الحكومي عبر انتزاعهم حقيبة وزارة المالية من غيرهم"، لافتةً إلى أنّه "رغم ذلك لا تزال الفرصة متاحة لترميم ما خرّبه هؤلاء".
وبعد تأكيدها على أهميّة المبادرة الفرنسيّة، اعتبرت كتلة "الوفاء للمقاومة" أن الإدارة الأميركيّة "التي تدعم مصلحة العدو الإسرائيلي في ضرب استقرار لبنان ومنع تطوّر أوضاعه التي تعزز قوته واقتصاده وفاعليته الإقليميّة والدوليّة، هي المسؤولة عن تعطيل جهود تشكيل الحكومة، والنهوض بوضع لبنان ليأخذ مكانه الطبيعي على مستوى المنطقة".
وتابعت الكتلة: "نشجب الدور الأميركي البالغ السلبية لضرب الجهود المبذولة لتأليف حكومة في لبنان".
كما التقى أمس الأربعاء، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، مسؤولين من حزب الله، حيث تطرق البحث إلى المساعي لتأليف الحكومة.
وأبلغ حزب الله خلال اللقاء، السفير الفرنسي موقفه الثابت بشأن تأليف الحكومة "والذي بات معروفاً"، وأوضحت مصادر أنّ فوشيه "لم يعرض أيّ بدائل عن وزارة الماليّة، ولم يحمّل الحزب مسؤوليّة تجاوز مهلة تأليف الحكومة التي حددها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي انتهت الثلاثاء الماضي".
رئيس الحكومة اللبنانيّة المكلف مصطفى أديب، أكد اليوم الخميس، أنّه اتفق مع الرئيس عون على "التريّث قليلاً لإعطاء مزيد من الوقت للمشاورات".
يذكر أنّ رئيس الحكومة اللبنانيّة الأسبق سعد الحريري، أشار في تغريدة له على "تويتر" أمس الأربعاء، إلى أنّ "وزارة المال وسائر الحقائب الوزاريّة ليست حقاً حصريّاً لأيّ طائفة، ورفض المداورة احباط وانتهاك موصوف بحق الفرصة الاخيرة لإنقاذ لبنان واللبنانيين".
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، كان شدد في بيان له مؤخراً على أنّ "المشكلة في تأليف الحكومة ليست مع الفرنسيين بل داخلية".
وقال البيان إنّ برّي "أطلق عنواناً واحداً للحكومة وهو الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي، كما أبلغنا رئيس الحكومة المكلّف استعدادنا للتعاون في كل ما يلزم لإستقرار لبنان وماليته".
أمّا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فأشار الأحد الماضي، إلى أنّ "هناك جهات تحاول تخريب المبادرة الفرنسيّة، كما هناك جهات تحاول تجاوز الدستور وتحقيق مكاسب سياسية بحجة المبادرة الفرنسيّة".
ويستمر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب مشاوراته للتأليف، بعد أقل من ثلاث أسابيع على تكليفه رسمياً بالمهمة، وتأكيده بأنّه سيتمّ تشكيل الحكومة "بفترة قياسيّة".