الوقت- يمر عام على بدء هجوم تنظيم داعش الارهابي على مدينة كوباني (عين العرب) السورية الكردية وحصار هذه المدينة التي اشتهرت في وسائل الاعلام بسبب مقاومة الاكراد فهي مدينة كانت محاصرة من ثلاثة جوانب بالاضافة الى الجانب الرابع وهو الحدود مع تركيا التي اغلقت الابواب امام ايصال اية مساعدات الى اهالي هذه المدينة لكن المقاومة استمرت وكسرت الطوق وسجلت انجازا رائعا.
ان حصار كوباني من أربع جهات استمر في البداية لأربعة أشهر وان عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين كانوا قد استولوا على اسلحة ثقيلة وحديثة من معسكرات الجيش العراقي في شمال العراق قد دكوا كوباني بهذه الاسلحة حيث ترددت انباء حتى عن استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل عناصر داعش وذلك مقابل المدافعين الاكراد الذين لم تكن بحوزتهم الا الاسلحة الخفيفة لكن المقاومة كانت ملحمية.
وحضرت النساء الکرديات هذه المعركة ايضا واستطاعت هؤلاء النسوة الدفاع عن المدينة امام داعش وتسجيل انتصارات باهرة وتم تسجيل اسم نساء مثل آسية ونسرين عبدالله في مقدمة القادة المدافعين عن كوباني التي دافع عنها ايضا اكراد سوريا الذين كانوا في البداية يقولون بأنهم ليسوا في حرب مع الحكومة المركزية وليسوا ايضا في حرب مع المعارضة وهكذا اصبحت كوباني رمزا لمقاومة الاكراد.
هزيمة تنظيم داعش الإرهابي
ان هزيمة داعش تعتبر اهم نتيجة لمقاومة الاكراد في كوباني فهذا التنظيم الارهابي الذي كان يفتخر بتسجيل الانتصارات في العراق وسوريا على مدى عام كامل قد مني بهزيمة مدوية على يد الاكراد وقد اعتبر الخبراء العسكريون هزيمة داعش في كوباني اكبر هزيمة لهذا التنظيم منذ نشأته وقد عزز هذا الانتصار الروح القتالية لدى الاكراد وزاد من خيبة داعش وافقده ممره الرئيسي مع الاراضي التركية.
تحويل كوباني الى متحف
بعد هزيمة داعش وانتهاء عمليات المقاومة تبين ان معظم احياء المدينة قد هدم وان باقي الاحياء قد تضررت بشكل كبير ولذلك اقترحت شخصيات كردية وشخصيات دولية اخرى تحويل أمكنة المقاومة في كوباني الى متحف للحرب.
معركة كوباني ودعم الوحدة بين الاكراد
ان مقاومة كوباني ومن ثم تقدم الوحدات الكردية تسببت بوجود انسجام ووئام اكبر بين اكراد سوريا بالاضافة الى ايجاد حالة الوحدة بين الاكراد وباقي القوميات الموجودة في مناطق هؤلاء الاكراد، وقد تولد شعور بالأمان لدى هذه القوميات بسبب وجود الوحدات الكردية التي تنتمي معظمها الى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وقد ابدت هذه القوميات والطوائف رغبة اكبر في التوحد مع الاكراد بعد تقدم القوات الكردية بشكل اكبر في معاقل تنظيم داعش الإرهابي داخل الاراضي السورية.
لقد فتحت معركة كوباني الطريق امام توحد 3 كانتونات كردية مستقلة كانت موجودة داخل الاراضي السورية حيث شن الاكراد بعد معركة كوباني العديد من الهجمات ونفذوا الكثير من العمليات التي مكنتهم اخيرا من توحيد هذه المناطق الكردية الثلاث واستطاع الاكراد عندئذ تطهير 3 مدن ومئات القرى من وجود داعش وذلك على الرغم من امتعاض تركيا.
ان تحرير كوباني بسواعد الاكراد قد زاد اهتمام الحكومة المركزية في سوريا بالاكراد واصبحت دمشق تميل نحو الاكراد بشكل اكبر من السابق، ومن جهة اخرى تسببت هجمات داعش وخطر انتشار هذا التنظيم بشكل اكبر في ابتعاد الدول الغربية بشكل اكبر عن الاصرار على إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.
وبغض
النظر عن مستقبل الاسد وحكومته فقد قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان دمشق
ستوافق على اي مطلب للأكراد بعد هزيمة داعش والجماعات الارهابية الاخرى غير تجزئة
البلاد.