الوقت- بينما طالب سفير الإمارات في أمريكا "يوسف العتيبة" قبل أيام وفي مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، تل أبيب بوقف خطة ضمّ الضفة الغربية، وحذَّر من أنّ خطة الضّم هذه ستقوّض على الفور وبشكل مؤكّد تطلعات الكيان الصهيوني لتحسين العلاقات مع الإمارات والعالم العربي، كتب مستشار الاتصالات الاستراتيجية بوزارة الخارجية الإماراتية ردّاً على هذا المقال في صفحته على تويتر: أردنا أن نصل إلى الاعتقاد بأنّ الكيان الصهيوني فرصة وليس عدوّاً.
بناءً على ذلك، فإنّ السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا هو، هل ستؤدّي خطة الضّم إلى تعطيل مشروع تطبيع العلاقات؟
علاقات الإمارات مع الكيان الصهيوني بعد الإعلان عن خطّة الضّم
في الوقت الذي زعمت فيه الإمارات أن خطّة الكيان الصهيوني لضمّ الضفة الغربية، ستجعل من المستحيل تطبيع العلاقات العربية مع هذا الكيان، إلّا أن هناك أدلةً تشير إلى أنّ الإمارات حتى بعد إعلان السلطات الصهيونية عن هذه الخطة، لم تقلل علاقاتها مع الصهاينة، بل حتى أصبحت أكثر قرباً من الدوائر الصهيونية.
إن دعوة اللجنة اليهودية الأمريكية من "أنور قرقاش" وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية للحضور وإلقاء المحاضرة في أحد المؤتمرات الافتراضية للجنة، وإرسال طائرتين تحملان مساعدات طبية إلى مطار بن غوريون في تل أبيب خلال الأسابيع القليلة الماضية بحجة مساعدة السلطة الفلسطينية وعملياً لمساعدة الكيان الصهيوني، وتصريحات قائد شرطة دبي ومطالبته الشعب استخدام كلمة "الصديق" بدلاً من العدو الصهيوني، وإشادة الكيان الصهيوني ببرنامج الفضاء الإماراتي، كل ذلك أحداث وقعت بعد كشف الكيان الصهيوني عن خطة الضم، وبناءً عليه يمكن القول بثقة أنّ العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب مستمرّة حتى بعد إعلان الدوائر الصهيونية عن هذه الخطة.
ولذلك، يبدو أن الإمارات ليست فقط لم تقم بتقليل علاقاتها مع الكيان الصهيوني احتجاجًا على خطة الضم الصهيونية، ولكن هناك أيضاً أدلة على أن أبو ظبي تتحرّك بشكل أسرع نحو تطبيع علاقاتها مع هذا الكيان، وهذه علامة على أن موقف الإمارات من خطة الضّم استعراضي ليس إلا.
طبيعة خطّة الضّم
إن خطة الضم، التي تسعى لضم 30 في المئة من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة، هي في الواقع جزء من صفقة القرن التي كشف عنها الرئيس الأمريكي من قبل.
والآن بالنظر إلى أنه تمّ اختيار دول مثل الإمارات والسعودية كقوى دافعة وراء هذه الخطة بين الدول العربية، وبالنظر إلى مشاركة هذين البلدين في مؤتمر المنامة، الذي سعى لتمهيد الطريق لتقديم وتنفيذ خطة صفقة القرن، يمكن القول إن الرياض وأبوظبي لا تعارضان خطة ضم الضفة الغربية، بل حتى أعلنتا للدوائر الأمريكية والصهيونية استعدادهما لتطبيقها.
وبالنظر إلى ذلك، يبدو أن العامل الوحيد الذي أعاق تحقيق وتنفيذ صفقة القرن، هو المعارضة الواسعة النطاق للفصائل الفلسطينية والشعوب الإسلامية ومحور المقاومة والمجتمع الدولي، الأمر الذي زاد من تكلفة المشاركة الواضحة والنشطة لكلٍّ من أبوظبي والرياض في تنفيذها، ما حال دون تنفيذ هذه الخطة بشكل علني.
وبناءً على ذلك، يبدو أن أمريكا والكيان الصهيوني يسعيان إلى تنفيذ خطة صفقة القرن بشكل مرحلي وغير علني، والمضي قدماً بتنفيذ خطة الضم التي هي في الواقع جزء من خطة صفقة القرن.
وفي هذا الصدد، وعلى الرغم من معارضة الدول الأوروبية لهذه الخطة ووجود بعض التقارير التي تفيد بأن أمريكا تعارض تنفيذ هذه الخطة الصهيونية في الوضع الحالي، فإن مسؤولًا أمريكيّاً لم يتم الكشف عن اسمه، أعلن في مقابلة مع شبكة إذاعية صهيونية يوم الخميس، عن إمكانية موافقة أمريكا على هذه الخطة إذا نجح الكيان الصهيوني في تنفيذها.
لذلك، وبالنظر إلى أنّ خطة الضّم ليست خطةً جديدةً وهي عمليّاً جزء من صفقة القرن، وبالنظر إلى موافقة أبوظبي السابقة على صفقة القرن، فيمكن اعتبار مواقف أبو ظبي حيال خطة الضم الصهيونية استعراضية وغير نزيهة.