الوقت-في الأشهر الحالية التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد تحديات ترامب للبقاء في البيت الأبيض. وقد رافق اضمحلال المكاسب الاقتصادية على مدى السنوات الأربع الماضية، الذي كان يُعد مفتاح أساسي لنيل ثقة الجمهور بأداء ترامب في الانتخابات المقبلة، انتقادات بشكل متزايد حول أداء ترامب الهامشي تجاه نوع إدارة أزمة كورونا وكذلك الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، خاص بعد تفشي فيروس كورونا وتأثيراته السلبية على الاقتصاد الأمريكي. وتزايدت انتقادات الرأي العام الذي تبناه الجمهوريين ضد تصرفات ترامب في الأيام الأخيرة.
وفي محاولة لقمع المتظاهرين، أمر ترامب بنشر الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، محذرًا من أنه قد يرسل قوات إلى مناطق لا يتبع فيهاالمسؤولون المحليون أوامر مماثلة، كما وصف المتظاهرين في مينيابوليس أنهم "بلطجية" وهاجم وسائل الإعلام "بسبب قيامهم بكل ما في وسعهم لإثارة الكراهية والفوضى".
القادة الجمهوريون يديرون ظهورهم لترامب
في هذا السياق، نشرت قناة فوكس نيوز الأمريكية تقريراً أعلنت فيه عن معارضة مجموعة من الجمهوريين لإختيار ترامب مرشحاً للحزب فيالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
وجاء في التقرير أن مجموعة من الجمهوريين أعلنوا عن مخالفتهم لإعادة ترشيح ترامب كمرشح جمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكيةالمقبلة، مستشهدين بأداء ترامب الفاشل في أعقاب أزمة كورونا، ويرون أن الأخير لم يقم باجراءات لمنع انتشار فيروس كورونا في الولاياتالمتحدة.
وقام هذا الجناح الجمهوري بنشر حملة دعائية وُصفت بـ"مشروع لينكولن" بهدف إعلان مخالفتهم لتولي ترامب منصب رئاسة الجمهورية فيالبلاد مرة أخرى باعتبارها "لجنة العمل السياسي".
كما يتفق مع هذا الرأي جمهوريون بارزون مثل جورج كونواي، وزوجته كلين كونواي التي تعمل ضمن فريق ترامب الاستشاري في البيتالأبيض، وجون ويفر، وستيف سميث وريك ويلسون، الذين كانوا ضمن فريق "جون مكين" الاستشاري، وهم من بين مؤسسي الحزبالجمهوري، فهم غير راضين عن ترامب واعلنوا صراحة عن معارضتهم له، وهم من تبنى مشروع لينكولن.
وفي خطوة أخرى، أعلن كولين باول، السياسي الجمهوري البارز والجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي برتبة أربع نجوم في عهد جورجدبليو بوش، وكذلك مستشار الأمن القومي الأمريكي من 1987 إلى 1989 ورئيس الأركان الجيش الأمريكي من 1989 إلى 1993، علنا معارضته لإعادة انتخاب ترامب للمرة الثانية.
من ناحية أخرى، صرح أشخاص مطلعون على عقلية الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لصحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس 43 للولايات المتحدة لن يدعم نظيره الجمهوري دونالد ترامب. وقال فريدي فورد المتحدث باسم بوش إنه ينوي التحدث فقط عن القضايا السياسيةفي العلن.
كما قالت زوجة السناتور جون ماكين، سيندي ماكين، إنها من شبه المؤكد ستدعم بايدن.
من ناحية أخرى، اتخذ القادة الجمهوريون السابقون مثل أعضاء الكونغرس السابقين بول ريان وجون بوينر موقف الصمت في دعم ترامب.
كما ان القادة العسكريون المتقاعدون، الذين عبروا عن وجهات نظر سياسية خاصة، أصبحوا غير متأكدين بشكل متزايد من رغبتهم في توليترامب رئاسة البيت الابيض.
وتصدرت عناوين الصحف، انتقاد وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس الصريح للرئيس ترامب، وكشِفْ السيناتور ليزا موركوفسكي منألاسكا الأسبوع الماضي أن ماتيس "يحاول" التصويت لصالح منافسي ترامب الجمهوريين في انتخابات الحزب كما قال ويليام ماكراون،الضابط البحري المتقاعد الذي قاد عملية اغتيال أسامة بن لادن أن: "الخريف هو الوقت المناسب لتعيين زعيم جديد في البلاد، سواء كانجمهوري أو ديمقراطي أو مستقل. لقد بين الرئيس ترامب أنه لا يتمتع بالخصائص اللازمة لقيادة القوات المسلحة."
كما ان الأدميرال المتقاعد جوزيف ماغواير، الذي عمل كرئيس للمخابرات في إدارة ترامب، أيد تصريحات ماتيس واثنين من رؤساء الأركانالسابقين. وكذلك تمنى جون كيلي، الجنرال المتقاعد ورئيس الأركان السابق للبيت الأبيض، "ان تكون لديهم خيارات أخرى".
على الرغم من أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء الأشخاص، مثل بول أو جورج دبليو بوش، لم يصوتوا لصالح ترامب في عام 2016، فإن مواقف كبارالجمهوريين ستكون مؤثرة جدًا في الظروف الحالية التي يتردد فيها الجمهوريون لدعم ترامب.
من المؤكد أن لدى ترامب مؤيدون قويون بين القادة الجمهوريين مثل ميت ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وأعداء الماضي مثلالسيناتور تيد كروز وليندسي غراهام. الأمر الذي أدى إلى خلاف بين نخب الحزب الجمهوري.
تضاد حُكام الولايات ونوابها مع ترامب
بالإضافة إلى القادة السياسيين والقادة العسكريين الأمريكيين البارزين من الحزب الجمهوري، تتزايد معارضة ترامب بين حكام الولاياتالتي يسيطر عليها الجمهوريون والمشرعون الجمهوريون. انتخابات مجلس الشيوخ ستُجرى قبل الانتخابات الرئاسية، ويشعر الجمهوريونبقلق بالغ إزاء فقدان أغلبيتهم نتيجة لأعمال ترامب.
يحاول العديد من الجمهوريين الآن أن ينأوا بأنفسهم عن الخطاب الانقسامي المتنامي للرئيس. وصرح يوم الإثنين، بات تومي، السناتور عنولاية بنسلفانيا في فيلادلفيا وهي مدينة تواجه احتجاجات شعبية "لا أعتقد أن بعض تغريدات الرئيس كانت مفيدة وستكون مفيدة إذا غيرلهجة تغريداته." وقال لاري هوجان، حاكم ولاية ماريلاند، الذي كان ينتقد صراحة إدارة ترامب لأزمة فيروس كورونا: "أعتقد أن تغريداتترامب هي عكس الرسالة التي يجب أن تصدر من البيت الأبيض". بالاضافة الى ذلك، صرح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي تيم سكوت،وهو الجمهوري الأفريقي الأمريكي الوحيد في مجلس الشيوخ، لقناة فوكس نيوز يوم الأحد إنه تحدث إلى ترامب بعد تغريداته المثيرة للجدلودعاه للتأكيد على ظلم قتل فلويد وأهمية الاحتجاجات غير العنيفة.
الاستطلاعات الجديدة وردود فعل ترامب غير العادية
في خضم هذه الانتقادات للقادة الجمهوريين والمشرعين حول أداء ترامب، تظهر الاستطلاعات الأخيرة أن جو بايدن يتقدم على ترامب. وأظهراستطلاع أجرته شبكة أيه بي سي نيوز / واشنطن بوست الأسبوع الماضي أن بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 7 في المائة.
وتظهر الاستطلاعات في الولايات الرئيسية حيث يحاول الديمقراطيون الفوز بمقاعد في مجلس الشيوخ، مثل مونتانا وماين وأريزونا، أنإهتمام الرأي العام بالمشرعين الجمهوريين يتضاءل.
لكن ترامب ادعى في تغريدة له على تويتر يوم الاثنين، بعد إعلان نتائج بعض استطلاعات الرأي حول تراجع شعبيته في الولايات المتحدةبسبب الفشل المتكرر في السياسة الداخلية والخارجية في البيت الأبيض: ان استطلاعات CNN مزيفة مثل التقارير !
وادعى رئيس الولايات المتحدة أنه تم استخدام نفس الإحصاءات والأرقام، أو حتى الأسوأ، خلال المنافسة مع هيلاري كلينتون. الديمقراطيونيدمرون أمريكا! يتمتع الجمهوريون بشعبية بنسبة 96 في المائة.