الوقت- عاد الحدث السوداني ليتصدر المشهد من جديد، بعد أن أطلق رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول "عبد الفتاح البرهان"، اتهامات كثيرة وجهها للمؤتمر الوطني المُنحل، كان أبرزها، السعي للفتنة بين القوى الثورية والمؤسسة العسكرية، والعمل على تدبير انقلاب في البلاد سعياً للوصول إلى السُلطة من جديد، وكان البرهان قد كشف في مقابلة مع التلفزيون السوداني الرسمي، السبت المنصرم، أنهم تلقوا تهديدات من أعضاء حزب البشير المنحل (المؤتمر الوطني) ، تشير إلى نواياهم المبيتة لتهديد "الفترة الانتقالية" في السودان والترويج لانقلابات داخل المؤسسة العسكرية، وبين أن رسائل حزب البشير التهديدية بدأت مُنذ الأيام الأولى لنجاح الثورة ضد النظام السابق.
وبهذا الصدد، أطلق أنصار البشير شعاراتٍ للضغط على قادة الجيش لاستلام السُلطة، خلال عدة تظاهرات في الأسابيع الماضية، في عدد من الولايات السودانية، وذكرت مواقع إخبارية أنَّ الخلايا التابعة لنظام البشير، تجري ترتيبات لإحداث انقلاب عسكري في البلاد وقد روجوا لذلك على مواقع التواصل الاجتماعي .
في غضون ذلك، تساءل رئيس المجلس السيادي بقوله: ألا يُعد حزب البشير، المتضرر الوحيد من وقوف القوات المسلحة السودانية في صف واحد مع الشعب ؟ ، ومن خلال ذلك السؤال يريد "البرهان" إيصال رسالة للسودانيين بأن حزب النظام السابق لن يألو جهداً في بث الفتن وحياكة المؤامرات، لزعزعة الفترة الانتقالية التي يمر بها السودان، وهذا ماتؤكده تهديدات أعضاء حزب البشير المنحل .
وفي أعقاب استماتة حزب البشير للعودة إلى السُلطة، يؤكد "البرهان" أنه سيتم القبض على جميع الأشخاص الذين يخططون لتخريب المرحلة الانتقالية ومحاكمتهم، فيما بين أنَّ بعض الـ"قوى السياسية" التي لم يسمها، تحاول اختراق الجيش السوداني من خلال تشكيل خلايا تابعة لها داخل المؤسسة العسكرية، وأشار إلى أن جميع الانقلابات التي حدثت سابقاً، لم تقم بها القوات المسلحة السودانية من تلقاء نفسها.
وشهدت السودان بداية العام الحالي مواجهات دامية بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وأفراد من "هيئة العمليات " في جهاز المخابرات الذين برروا تمردهم احتجاجاً على شروط إنهاء خدماتهم، وأكد البرهان حينها أنَّه لن يسمح بحدوث انقلاب في السودان، وأضاف أن الجيش السوداني تمكن من القضاء على التمرد بأقل الخسائر.
فيما اعتذر البرهان للشعب السوداني عن فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو الماضي، من قبل القوات العسكرية، وذكر أن التحقيقات مستمرة لكشف الجناة، بواسطة لجنة تحقيق مستقلة، حيث أسفر فض الاعتصام أمام مقر الجيش، عن مقتل 85 شخصاً وجرح كثيرين، بحسب وزارة الصحة السودانية، فيما تقول لجان طبية معارضة، أن عدد القتلى تجاوز الـ 200 قتيل.
وحول محاكمة رموز النظام السابق، قال رئيس المجلس السيادي السوداني أنَّ "هناك جهات عدلية منوط بها فتح البلاغات وجمع الأدلة وإجراء العمليات القانونية الرسمية" ، يذكر أنَّ قيادة الجيش السوداني عزلت في 11 نيسان عام 2019، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثورة شعبية مناهضة لحكمه.
من ناحية أخرى، أوضح الفريق أول "عبد الفتاح البرهان" أن اسم السودان سيُرفع قريباً من قائمة الإدارة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وحول العلاقات مع الكيان الصهيوني أشار إلى أنَّ الملف متروك حالياً لمجلس الوزراء السوداني .
خلاصة القول، إنَّ الحفاظ على استقرار السودان في الفترة الحالية ليس بالمهمة السهلة أبداً، في ظل المساعي الحثيثة لبقايا النظام السابق وأعضاء حزبه المنحل، للعودة و الإمساك بزمام السلطة مهما كلف ذلك الأمر و بشتى الطرق، لكن المجلس السيادي السوداني يعي ويأخذ بعين الحذر كل هذه الأمور، لأنه يدرك مخاطر احتمالية نجاح بقايا النظام السابق في التسلل للسلطة، بعد أن ضحى السودانيون بدمائهم لإزالته.