الوقت-تسبب الانخفاض التاريخي في أسعار نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) ، مع انخفاض بنسبة 306 في المائة، إلى أن يصبح سعر البرميل الواحد سالب 37 دولار و 63 سنتًا، الأمر الذي اثار ردود فعل واسعة في جميع أنحاء العالم. وعقب هذا الحدث، أصبح دراسة أسباب هذا التراجع، ومدى استمرار الأزمة في سوق النفط وتأثيرها على الاقتصاد العالمي والاقتصاد الأمريكي، قضية رئيسية. وفي هذا الصدد، أجرى موقع "الوقت" التحليلي والإخباري مقابلة مع محمد علي صادقي، خبير الشؤون الدولية في النفط والغاز والطاقة للوقوف على آرائه حول الموضوع.
الأسباب الثلاث وراء إنهيار الأسعار
شدد محمد علي صادقي، فيما يتعلق بأسباب إنهيار أسعار نفط غرب تكساس الوسيط الى أن: هناك في القضايا الاقتصادية ما يُسمى بـ"الدورة الاقتصادية" الخاصة بالنظام الرأسمالي. وبناءً على ذلك، يشهد العالم كل 25 أو 50 أو 75 سنة أزمة كبيرة. وفي بعض الأحيان تكون الأزمة في منطقة معينة، وفي بعض الحالات الأخرى تكون عالمية. مع هذه المقدمة، يمكن تحديد عوامل مختلفة فيما يتعلق بانخفاض أسعار النفط في غرب تكساس الوسيط إلى مستوى قدره سالب 37 دولارًا.
"واضاف صادقي: "تجدر الإشارة إلى أنه لا يتم بيع أي من نفط غرب تكساس الوسيط وخام برنت، اللذان ينشطان في الولايات المتحدة، في الولايات المتحدة نفسها؛ وبعبارة أخرى، فإنهما المؤشران الوحيدان اللذان يباع عليهما النفط في أجزاء أخرى من العالم. وبالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أننا في الوضع الحالي نشهد تفشي فيروس كورونا على مستوى كلي حيث تتأثر فيه جميع المؤشرات الاقتصادية. حيث تشهد العديد من الدول إنسياق النمو الإقتصادي الى منحى سلبي أو على الأقل إنخفاض في ميزان النمو الإيجابي، ونتيجة لذلك انخفض الطلب على شراء النفط.
وعلى صعيد آخر، يمكن أن يعزى سبب انخفاض أسعار النفط الأمريكية إلى المنافسة بين السعودية وروسيا. فمنذ اندلاع الصراع بين موسكو والرياض، سعت الولايات المتحدة إلى تخزين النفط وأصبحت هذه السياسة الآن تشكل أزمة للبلاد، وأظهرت أن التخزين نفسه مكلف. وخلقت هذه العوامل مجتمعة حالة الطوارئ في جميع أنحاء العالم.
إستمرار أزمة النفط حتى منتصف عام 2020 على الأقل
قال محمد علي صادقي في جزء آخر من تصريحاته حول مستقبل أزمة النفط العالمية: "هنالك حاليا خلل كبير في نظام إدارة اقتصاد السوق العالمي ولا توجد أي جهة مستعدة لتقبل المسؤولية". وبهكذا ظروف يمكن القول فيما يتعلق بحل الأزمة الراهنة، أننا سنشهد استمرار هذا الوضع على الأقل حتى منتصف عام 2020، وربما ستتجه الأسعار نحو الهبوط، ومن المؤكد أن الأسعار لن تتجاوز حدود الـ30 دولار وهذا ما يمكن التنبؤ به."
الاقتصاد العالمي على حافة صدمة كبيرة
شدد صادقي إن "تراجع أسعار النفط في الوضع الحالي سيؤثر على كل شيء". على سبيل المثال، فإن دولة مثل الهند التي شهدت نموًا اقتصاديًا بنسبة 15 في المائة، وصلت الآن إلى 2 في المائة والصين هي الأخرى في وضع مماثل للهند. وفي الواقع، عندما لا يكون هناك طلب عالمي على شراء النفط، سينخفض الإنتاج وسوف ينخفض بالتالي النمو الاقتصادي والتنمية، ولكن على المستوى الآخر، ستزداد مشاكل البطالة وسبل العيش".
أوبك على وشك الإنهيار
وقال هذا الخبير الشؤون الدولية للنفط والغاز والطاقة في ملاحظاته الختامية حول وضع أوبك في الظروف الحالية أن "ظروف أوبك الحالية يمكن عدّها بأنها متفككة وتفتقر إلى القدرة على لعب أي دور إداري في سوق النفط العالمية." واضاف "يبدو الان من الضروري إجراء مراجعة لإدارة المنظمة وإلا في غير هذه الحالة ستُعد أوبك منظمة دولية غير فعالة."