وبعدما اكتظت سجون النظام البحريني بالرموز السياسية المعارضة، بادرت السلطات الی الزج بطلبة المدارس والجامعات بالسجون، لاسكات صوتهم المعارض والمطالب باحلال الديمقراطية في البلاد، حيث أعلن رئيس منتدی البحرين لحقوق الإنسان يوسف ربيع، حسب ما نقل عنه موقع المنامة بوست، أن وجود 300 طالب بحريني في سجون النظام، يعتبر جريمة ومخالفة للاعراف والقوانين الدولية، مطالبا النظام بالافراج عن هؤلاء الطلبة لاستكمال دراساتهم في المدارس والجامعات. وأكد ربيع من خلال هاشتاغ تحت عنوان «#صرخة_طالب_معتقل» علی حسابه الشخصي علی موقع «تويتر»، أن هذه الاعتقالات بحق الطلبة من قبل النظام البحريني تمثل واحدة من أهم الانتهاكات التي سجلها «بسيوني» في تقريره الذي أصدره حول انتهاك حقوق الإنسان في البحرين.
وفي هذا السياق نشر موقع اللؤلؤة نيوز رسالة الامين العام لجمعية الوفاق الإسلامية، الشيخ علي سلمان، الذي كتبها للطلبة من محبسه، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد (2015- 2016)، جاء فيها: «أبنائي وبناتي الطلبة، إنّ دراستكم وتفوّقكم هو الطريق لبناء حياتكم المهنيّة والاجتماعيّة، والحصول على حقوقكم السياسيّة وخدمة شعبكم ووطنكم»، مطالبا المنظمات الدولية بالعمل علی تمكين الطلبة من الدراسة في المدارس والجامعات.
الی ذلك شارك العديد من المتظاهرين في مسيرات دعا الیها «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» جابت شوارع مختلف مناطق البحرين، منها السهلة الشمالیة، تحت شعار «نون والقلم»، طالبوا خلالها السلطات البحرينية باطلاق سراح الطلبة المساجين، لاكمال دراستهم في السنة الدراسية الجديدة. كما انتقد المشاركون في هذه المراسم، نظام ال خليفة، متهمين إياه «بمحاربة المؤسسات التعلیمية والتربوية والثقافية والزج بالطلبة والعلماء في السجون». وفي سياق متصل اكد معتقلوا سجن «جو» الرئيسي في البحرين، أن مسؤولي السجن اوصلوا جهودهم لاستكمال دراساتهم الی طريق مسدود، وباءت جميع هذه الجهود بالفشل.
ليست هي وحدها سياسة السجن التي يعتمدها النظام البحريني للانتقام من الطلبة الذين يعارضون النظام سياسيا، بل أن توزيع البعثات والنظام الذي تتبعه وزارة التربية والتعلیم البحرينية في هذا السياق ايضا، هي إحدى السياسات الاخری التي تسبب ألما شديدا بالنسبة للطلبة. حيث نظم العديد من الطلبة البحرينيين قبل فترة حملة علی موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، تحت عنوان «#مجزرة_البعثات»، اتهموا من خلالها وزارة التربية والتعلیم البحرينية بانها غير وطنية وتتعمد الإقصاء في توزيع البعثات علی الطلاب بناءً علی دوافع التمييز الطائفي والمذهبي وليس وفقا للتفوق العلمي. وفي هذه الاثناء طالبت نائبة رئيس جمعيّة المعلّمين البحرينيّة «جليلة السلمان»، بنشر أسماء المتفوّقين ونسبهم والبعثة المُتحصّل علیها، مؤكدة أن الكثير من الطلبة الذين حازوا علی نسبة 98% وكان بوسعهم الحصول علی أي بعثة، حرموا من نيل هذه البعثات وتم تخصيصها لطلاب ليسوا أهلا لها.
جهود النظام البحريني لقمع طلبة الجامعات والمدارس من خلال سجنهم ومنعهم من الدراسة، يدل بوضوح علی أن النظام البحريني لا يسعی لحل الأزمة السياسية في البلاد، بل يسعی الی اسكاتها من خلال ممارسة القمع، دون أن يفهم النظام البحريني أن قمع المعارضة البحرينية منذ فبراير عام 2011 حتی الیوم، لم يتمكن من إسكات مطالب الشعب البحريني. وبناء علی هذه السياسة المتعجرفة فانه من المستبعد جداً أن نری انفراجاً في الأزمة البحرينية خلال الفترة القادمة، إن لم یغير النظام البحريني من سلوكه العدواني تجاه الشعب، وعليه ايضا يجب أن يعلم أن الثورة مستمرة دون توقف إن أصرّ علی هذا التعجرف.