الوقت- لمدة ستة أشهر تقريبًا بعد الضربات الصاروخية التي شنها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على حقول النفط في منطقتي "بقيق وخريص" داخل الأراضي السعودية، حدث هدوء نسبي في ساحة المعركة، واقتصرت التوترات على الاشتباكات الخفيفة في الأجزاء الشمالية من البلاد وخلال تلك الفترة الزمنية بذل القادة والمسؤولون في حكومة الانقاذ الوطنية الكثير من الجهود لفتح باب المفاوضات مع قوى تحالف العدوان وذلك من أجل وقف إطلاق النار في كافة الاراضي اليمنية ومن أجل خلق حالة من الاستقرار والسلام توقف أبطال الجيش واللجان الشعبية "أنصار الله" مؤقتًا عن شن ضربات صاروخية على الأراضي السعودية. لكن الهجمات المستمرة التي شنتها قوات تحالف العدوان السعودي الاماراتي في جميع أنحاء اليمن، دفعت القادة اليمنيين إلى إصدار تحذيرات متكررة إلى الجانب الآخر والتأكيد على قدرة القوات اليمنية على التصدي لهذه الهجمات البربرية والغادرة وقد تجلى ذلك في الأسبوع الماضي من خلال الأداء المذهل التي قام به سلاح الجو التابع للجيش اليمني ضد طائرات العدو. يذكر أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية تخوض حربا على اليمن منذ مارس 2015 تحت ذريعة إعادة الشرعية لحكم الرئيس الفار "عبد ربه هادي منصور"، لكن السعودية فشلت في حسم الحرب وتتعرض اليوم الى هجمات مضادة مؤثرة من حركة "انصار الله" التي وجهت مؤخرا ضربة موجعة لصناعة النفط السعودية، عندما قصفت بصواريخ وطائرات مسيرة منشآت أرامكو النفطية، ما ادى الى توقف نصف انتاج السعودية من النفط.
بداية عصر الازدهار لتنامي القدرات الدفاعية لقوات "أنصار الله" اليمنية في الحرب
في صباح يوم 29 نوفمبر الماضي، شنت قوات "أنصار الله" اليمنية هجمات على مواقع قوات المرتزقة السعودية في شمال محافظة صعدة اليمنية وبعد ساعات من تلك الاشتباكات، هاجمت طائرة هليكوبتر من طراز "إي إدش أباتشي 64" تابعة لقوات تحالف العدوان مناطق تابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وبعد انتهاء هذه المروحية السعودية من مهمتها وعند عودتها إلى قاعدتها في جنوب السعودية، قامت وحدة المدفعية التابعة لقوات "أنصار الله" اليمنية باطلاق قذيفة صاروخية من نظام دفاعي غير معروف وجديد على تلك المروحية السعودية مما أدى إلى سقوطها واحتراقها ومقتل طاقمها المكون من طيارين سعوديين، هما النقيب "عبد المجيد العامري" والملازم "سعود الشهري". وفي هذا الصدد كشف قسم الإعلام التابع لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، إن سلاح الجو اليمني تمكن خلال الايام القليلة الماضية من اسقاط العديد من الطائرات المسيرة التابعة لقوات تحالف العدوان وأعرب سلاح الجو اليمني بأنه سوف يكشف خلال الايام القادمة عن النظام الدفاعي الجديد الذي قام بتلك العمليات.
الدور قادم على الطائرات من دون طيار الغازية
في أعقاب اسقاط طائرة "الأباتشي" في محافظة صعدة، تمكنت وحدة الدفاعات الجوية التابعة لابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من نصب كمين لطائرات من دون طيار هجومية تابعة لتحالف العدوان في محافظة حجة اليمنية وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية، بأنه في الـ30 نوفمبر الماضي، تمكنت وحدة الدفاعات الجوية اليمنية من اصابة وإسقاط طائرة من دون طيار من طراز "Wing Loong" في منطقة حيران التابعة لمحافظة حجة اليمنية ولقد أظهر الفحص الأولي للصور أن هذه الطائرة من دون طيار سقطت إلى الارض ووصلت إلى الارض دون تعرضها لاضرار كبيرة، ويبدو أن الاسلحة التي كانت عليها ومعداته الإلكترونية لم تصب بأذى كبير ومن المحتمل أن تكون هذه الطائرة من دون طيار قد فقدت الاتصال بمركز التحكم بسبب عطل تسببت به قاذفة صاروخية اطلقتها القوات الدفاعية التابعة لقوات "أنصار الله" اليمنية.
طائرة من دون طيار سعودية من طراز "Wing Loong"
لكن تلك لم تكن النهاية، فلقد قال المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد "يحيى سريع"، في كلمة ألقاها قبل عدة أيام إن قوات الدفاع اليمنية أسقطت طائرتي استطلاع تابعتين لقوات تحالف العدوان السعودي في منطقة "باقم" التابعة لمحافظة صعدة الشمالية وحتى هذه اللحظة، قامت وسائل الاعلام اليمنية بنشر صور لواحدة من هذه الطائرات من دون طيار، والتي يبدو أنها من طراز"Luna X2000" الألمانية الصنع التي اشترت القوات الجوية السعودية عدداً منها خلال السنوات الماضية
الطائرة من دون طيار من طراز "Luna X2000" التي تم اسقاطها
مقارنة أداء الدفاعات الجوية اليمنية خلال الاسبوع الماضي مع فترة الحرب بأكملها
تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من اصابة واسقاط العشرات من طائرات الهليكوبتر التابعة لـ "التحالف العربي" على مدى السنوات الخمس الماضية، لكن اصابة واسقاط ثلاث طائرات من دون طيار وطائرة مروحية من طراز "أباتشي" في أقل من أسبوع يمثل رسالة قوية لقوى تحالف العدوان، وهذا الامر أيضا يشير إلى حدوث تحول كبير في القدرة الدفاعية لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
مخطط نشرته شعبة الاعلام التابعة لقوات "أنصار الله" لطائرة "أباتشي AH64"
إن مجرد إلقاء نظرة على عدد الطائرات من دون طيار التابعة للعدو والتي تم اسقاطها خلال الخمس السنوات الماضية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت خلال السنوات الماضية من المضي قدما في مسير تطوير وزيادة قدراتها الصاروخية والدفاعية لمواجهة الهجمات الغادرة التي تشنها قوات تحالف العدوان السعودي. ووفقًا للوثائق المرئية والموثوقة، وبغض النظر عن عدد الطائرات التي تم اسقاطها في أراضي العدو والتي لا توجد لها صور موثقة، فلقد تمكنت الدفاعات الجوية التابعة لقوات "أنصار الله" من تعقب واسقاط 21 طائرة من دون طيار تابعة لتحالف العدوان، بما في ذلك 8 نماذج مسلحة وهجومية شملت طرازات مختلفة من طائرات "Wing Loong UAVs"، و"المفترس XP" و "CH۴ B"، وعدد من النماذج المعروفة. وتمكنت الدفاعات الجوية اليمنية خلال الاسبوع الماضي من إسقاط ثلاث طائرات من تلك الانواع والنماذج، مستخدمة في ذلك تقنية التعطيل الإلكتروني، والذي من المحتمل أن يلقي مزيداً من الضوء على كيف سيتكشف هذا الأداء الدفاعي في المستقبل القريب من خلال الكشف عن أنظمة دفاعية جديدة لقوات "أنصار الله" في الايام القادمة.
أجزاء من النظام الدفاعي الجديد لـ"أنصار الله" والذي تمت الاشارة إليه في فيلم الإطاحة بطائرة "الأباتشي"