الوقت- تمت يوم الأربعاء الماضي عملية تدشين وإزاحة الستار عن أكبر مشروع لنقل المياه في سريلانكا الذي تم تنفيذه على أيدي الخبراء الإيرانيين وذلك بحضور الرئيس السريلانكي والمدير العام لشركة "مهاب قدس" الإيرانية وعدد من أعضاء البرلمان السريلانكي، ويشمل الجزء الأول من هذا المشروع الرئيس لنقل المياه في سريلانكا سد "باهول بولا"، الذي يضم سدين ومحطة طاقة قوتها 120 ميجاوات، وفي هذه المراسم قام الرئيس السريلانكي "مايثريبالا سيريسنا " بافتتاح سد "بهول بولا" وخلال اجتماعه مع السفير الإيراني في سريلانكا أشاد الرئيس السريلانكي بقدرة المهندسين الإيرانيين على تنفيذ مثل هذا المشروع العظيم.
ومن جهته قال "ناصر تركش" الرئيس التنفيذي لشركة "مهاب قدس": "يحتوي هذا المشروع على سدين ومحطة طاقة بقدرة 120 ميجاوات ولقد قمنا اليوم بافتتاح المرحلة الأولى من هذا المشروع الكبير"، مضيفاً: "قد تم بناء نفق بطول 15 كيلومتراً وعمود 630 متراً وهو فريد من نوعه في العالم في ظل الظروف الجغرافية القاسية في البلاد وعلى الرغم من وجود البحيرات الكبيرة تحت الأرض"، كما صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "مهاب قدس"، بأن تدشين هذا المشروع يعدّ أحد بواعث الفخر للمهندسين الإيرانيين، مضيفاً بالقول: "سيوفر هذا المشروع المياه المطلوبة للري في الأراضي الزراعية بالإضافة إلى توليد الكهرباء"، واستطرد قائلاً: "لقد جرى تصميم المشروع وإشرافه وتنفيذه على أيدي شركات إيرانية".

وفي السياق نفسه، أعرب "تركش" بالقول: "لقد انتهى التصميم والإشراف على هذا المشروع وتنفيذه بحضور الشركات الإيرانية أخيراً"، يذكر أنه تم تصميم وتنفيذ مشروع سد "أوما اويا" ومحطة توليد الكهرباء المتعددة الأغراض في مرتفعات سريلانكا بتكلفة تزيد على 550 مليون دولار من قبل مهندسين إيرانيين. ويعتبر هذا المشروع أحد أكبر المشاريع في البلاد، وقد رسا هذا المشروع المتعدد الأغراض على الخبراء الإيرانيين في إطار منافسة دولية لحفر أطول نفق لإيصال المياه في سيرلانكا، ولقد أظهر الإتمام الناجح لهذا المشروع الدولي للعالم، أن المتخصصين الإيرانيين هم أول من يقدّم الخدمات على الرغم من كل المصاعب.
وفي هذا السياق، قال مدير المشروع: "تم الانتهاء من أعمال الحفر في هذا النفق الطويل من خلال آليتي حفر ميكانيكي"، موضحاً أن هذا النفق هو واحد من أنفاق المياه الطويلة القليلة في العالم، ويقع المشروع جنوب شرق سريلانكا، على بعد 200 كم من العاصمة، ويتضمّن سدين ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بسعة 20 ميغاواط ونفق لنقل المياه بطول 25 كم.
ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية فإن مشروع "اوبا اويا" متعدد الاستفادة هدفه نقل المياه وتوليد الطاقة الكهرومائية والاستفادة منه في مجال الزراعة في منطقة الجنوب الشرقي لارتفاعات دولة سريلانكا والقسم الأعظم من هذا المشروع الواقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة "اويا"، سيؤمّن ماء يقدر بـ145 متراً مكعباً للاستفادة منه في النشاطات الزراعية، حيث سيزداد هذا المقدار ويصل إلى 700 متر مكعب ليتم الاستفادة منه لتوليد الكهرباء في المحطة الكهرومائية بقابلية وقدره 120 ميغا واط من الكهرباء، وشمل هذا المشروع سدين، بُني السد الأول على نهر "اوما اویا" في منطقة "باهولا بولا"، كما يتم نقل المياه من نهر "اوما اویا" عن طريق نفق طوله يقرب من 3.7 كيلومترات (نفق ناقل للماء) و يصبّ في خزان سد "دیرابا" الواقع على نهر "مدینهاتوتیلا اویا"، حيث إن هنالك نفق ناقل للمياه طويل بطول تقريبي يصل الى 15.2 كيلومتراً وارتفاع عمودي يصل إلى ارتفاع 595 متراً ينقل المياه إلى محطة تحت الأرض ويتم نقل المياه الموجودة في المحطة بواسطة نفق طوله التقريبي 3.6 كيلومترات باتجاه نهر "آلیکوتا اویا"، و هو فرع من تفرعات نهر "کیریندی اویا".

يذكر أن "علي لاريجاني"، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، أكد خلال لقائه برئيس مجلس النواب السريلانكي "كارو جاياسوريا" أثناء زيارة هذا الأخير لطهران، على وجود الكثير من الفرص الجيدة على الصعيد الاقتصادي لدعم التعاون بين إيران وسريلانكا.
وأشار "لاريجاني" إلى تقديم مقترحات جيدة خلال اللقاء حول دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم الاتفاق على تفعيل هذه المجالات بمساعدة القطاع الخاص، وصرّح بأن المقاولين الإيرانيين بإمكانهم العمل في هذا المجال كما يمكن للتجار الإيرانيين التعاون مع رجال الأعمال السريلانكيين في مجال الصادرات والواردات.
الجدير بالذكر أنه قبل عدة سنوات وبحضور السفير الإيراني في العاصمة السريلانكية "كولومبو"، وقّعت شركة إيرانية مع الحكومة السريلانكية، اتفاقية لتزويد ألف قرية في سريلانكا بالكهرباء في إطار المشروع المسمى "ريا".
ووفقاً للاتفاقية التي وقّعها المدير العام لشركة "صانير" ومساعد وزير الطاقة، تم إحداث 3 آلاف و500 كيلومتر من خطوط الضغط الواطئ وألف كيلومتر من خطوط الكهرباء 33 كيلو بفولتية متوسطة وواطئة لتزويد نحو 180 ألف اسرة لسكان ألف قرية بالكهرباء وغطى مشروع "ريا" المساحة الجغرافية للمحافظات العشر في سريلانكا البالغ سكانها 20 مليون نسمة وحظي هذا المشروع بالأهمية لوجود صناعة الكهرباء الإيرانية على الأمد البعيد في سريلانكا ولقد بلغت قيمة هذا المشروع أكثر من 106 ملايين دولار.

وفي الختام يمكن القول هنا بأن الخبرات الإيرانية تمكّنت خلال السنوات القليلة الماضية أن تثبت جدارتها للعالم أجمع خاصة وأن لها باع طويل في إنشاء الكثير من المشاريع داخل البلاد وخارجها وتمكنت تلك الخبرات أيضاً أن تثبت للعالم أجمع بأنها قادرة أيضاً على صناعة العديد من المعدات الصناعية الخدمية والعسكرية وهذا الأمر تؤكده الإنجازات الأخيرة التي أزاحت طهران عنها الستار خلال السنوات القليلة الماضية والمتعلقة بصناعة وتطوير العديد من الطائرات والمعدات العسكرية الأخرى.