الوقت- تشهد دور السينما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه الأيام تهافتا شعبيا كبيرا لمشاهدة الفيلم السينمائي الإيراني الضخم "محمد رسول الله"، الفيلم الذي يتناول سيرة الرسول الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله وسلم قبل ولادته وحتى بلوغه سن الثانية عشرة.
الإيرانيون وبعد مشاهدتهم للفيلم الذي تجاوزت مدته ثلاث ساعات، عبروا لمراسل "الوقت" عن إعجابهم به في جوانب عدة.
"فاطمة أحمدي"، وهي باحثة في التاريخ الإسلامي، أشارت إلى مضمون الفيلم وقالت: "السرد التاريخي للفيلم كان دقيقا جدا ولم يختلف أبدا عما هو مدون في مراجع تاريخ الإسلام. صحيح أن الفيلم لم يتطرق لكل التفاصيل المتعلقة بمرحلة طفولة النبي الأكرم، لكنه توقف عند أهم المحطات، وهذا عمل فني مدروس بدقة من قبل علماء الدين والتاريخ".
وما لفت انتباه "أحمد عسكري" أثناء مشاهدة الفيلم هو الأبعاد الفنية، حيث قال: "طريقة تصوير الفيلم كانت رائعة للغاية ومؤثرة جدا، وهذه هي المرة الأولى التي لا أشعر فيها بالتعب عند مشاهدة فيلم سينمائي مع أن مدة هذا الفيلم تجاوزت الثلاث ساعات".
وأيضا الطالب الجامعي "علي رضا حسيني" أشار قائلاً: "أعتقد أن عناصر القوة في الفيلم كانت الموسيقى التصويرية والأناشيد والديكور، وواضح أن الفيلم تم إعداده بدقة وحرفية عاليتين، ولن أكتفي بمشاهدة الفيلم مرة واحدة".
يعالج الفيلم مرحلة العصر الجاهلي قبل مجيء الإسلام حتى ولادة خاتم الأنبياء، وتفاصيل حياته وسفره في سن ٍمبكرة برفقة عمه أبي طالب إلى الشام. وينتهي الفيلمُ بتبشير الراهب المسيحي "بُحَيْرَى" بنبوة محمدٍ صلى الله عليه وآله، تاركاً بقيةَ القصة لعملٍ لاحق.
المشرفون على الفيلم اعتبروه فيلماً معداً بشكلٍ دقيق ومتقيداً بالضوابط الإسلاميةِ المتسالـم عليها. لكن بعض الأطراف في الغرب وفي داخل العالم الإسلامي فتحت الأبواق ضد هذا الفيلم وطالبت بعدم عرضه تحت ذرائع مختلفة أشهرها الادعاء بظهور ملامح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في الفيلم. ومن هنا انطلق المشرفون للرد على الاساءات لرسول الله من مبدأ أن اضاءةَ شمعةٍ خيرٌ من لعنِ الظلام، وهو يتوجهُ لعقول وقلوب الغربيين، كما المسلمين.
"مجيد مجيدي" مخرج الفيلم الإيراني الضخم "محمد رسول الله" أشار إلى أهداف كثيرة لإعداد الفيلم ورد على الاتهامات الموجهة له فقال:
"جاءت فكرة الفيلم إثر الإساءات المتكررة لرسول الإسلام محمد (ص) من جهة وللرد على القراءة الخاطئة للإسلام من قبل المجموعات الإرهابية والتكفيرية. أما بالنسبة للضجيج المفتعل حول الفيلم فأقول: يروي الفيلم حقبة تاريخية، لا خلاف حولها بين مختلف المذاهب الإسلامية، كما أن ملامح النبي الأكرم لا تظهر في الفيلم.. وأدعو الجميع لمشاهدة الفيلم أولا وبعدها ليقدموا النقد . "
فيلم "محمد رسول الله" هو حصيلة لجهود جماعية استغرقت ثماني سنوات لإعداد الفيلم بميزانية قاربت الأربعين مليون دولار مع التركيز على الجانب الفني، عن طريق بناء مدنٍ كاملة ومجهزة أملا باستخدامها لاستكمال الثلاثية التي انتهى قسمها الأول عبر فيلم محمدٌ رسولُ الله.
إنه عمل سينمائي ضخم جاء انتصارا لشخصية الإسلام العظيمة، في وقت يحاول الكثير في الغرب تشويهها عن علم، ويحاول آخرون في داخل العالم الإسلامي تشويهها عن جهل، فيقدمون سيف الرسول على رسالته ورحمته .