الوقت- أدان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بأشد العبارات العدوان التركي على سوريا ورفضه بشكل قاطع محاولة نظام أردوغان تبرير أعماله العدوانية تحت أي ذريعة مشدداً على أن هذا العدوان ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي وتفاهمات أستانا ومخرجات مؤتمر سوتشي التي تؤكد على احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن أمس حول الوضع في سوريا إن النظام التركي بدأ في التاسع من الشهر الجاري عدواناً على سورية في انتهاك سافر للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وتفاهمات مسار أستانا التي تؤكد جميعها على الالتزام الثابت والقوي باحترام وحدة وسلامة وسيادة سورية مبيناً أن هذا العدوان أسفر عن احتلال أراض سوريا واستشهاد وإصابة مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء وعمال في القطاعات الخدمية كما أدى إلى نزوح مئات الآلاف ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية كالمدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه وهو الأمر الذي رأى فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” سراباً عابراً لا يستدعي التوقف عنده ما يثبت عقم ادعاءاته الإنسانية.
وأوضح الجعفري أن النظام التركي عمد إلى تضمين رسالته الموجهة إلى مجلس الأمن جملة أكاذيب لا تنطلي على أحد لتبرير عدوانه كزعمه بأن الهدف منه هو تيسير عودة المهجرين والحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية ومكافحة الإرهاب لا بل إنه أطلق على المنطقة التي يعمل على احتلالها اسم “المنطقة الآمنة” في تأكيد على تفاقم حالة الانفصام التي يعاني منها حيث كان أطلق قبل سنوات شعار “صفر مشاكل” مع جيرانه وانتهى به الحال إلى صفر مبادئ وصفر أصدقاء وصفر حسن جوار مع جيرانه كافة.
وبين الجعفري أن إدانات ممثلي الدول الأوروبية للعدوان التركي لا تعفيهم من مسؤوليتهم عن التسبب في نشوء الوضع الراهن الذي قدم لأردوغان مبررات عدوانه ذلك أن تلك الدول كان لها الدور الأساسي في دعم ورعاية الميليشيات الانفصالية غير الشرعية في الجزيرة السورية كما كان لها أيضاً الدور الأكبر في نشوء واستفحال خطر التنظيمات الإرهابية المنتشرة حالياً في إدلب وجوارها لافتاً إلى أن المبعوث الأميركي السابق لما يسمى “التحالف الدولي” بريت ماكغورك أكد أن النظام التركي سمح بعبور 40 ألف إرهابي قدموا من 110 دول للانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وأنه رفض إغلاق حدود بلاده مع سورية أمامهم.. فهل كانت هذه الحقيقة التي أكدت سورية عليها لسنوات خافية عن تلك الدول.. وماذا فعلت تلك الدول لثني إرهابييها عن القدوم إلى سورية.. الجواب لا شيء.
واستغرب الجعفري استمرار بعض الدول بنفاقها المعهود ومعاييرها المزدوجة حيث تنوه باستضافة النظام التركي المهجرين السوريين لكنها تتجاهل أن أردوغان ما كان ليستضيف أي سوري لولا تطلعه لاستخدامهم كأدوات لتعزيز أطماعه التوسعية في المنطقة وكذلك لاستخدامهم ورقة لابتزاز أوروبا وتهديدها بشكل متكرر بهم حتى لو أدى الأمر به لإغراق المئات منهم في زوارق الموت التابعة للمهربين الأتراك كما أنه ما كان ليقدم أي تسهيلات لعمل الأمم المتحدة عبر الحدود لولا رغبته بالتغطية على إدخاله عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب ومدهم بشحنات السلاح وسرقته نفط سورية وآثارها وقمحها ومصانعها ومنتجاتها لكن بعض الدول فضلت التحالف مع الشيطان على حساب القانون الدولي ومبادئ الأخلاق والقيم الإنسانية والحضارية ودماء السوريين.