الوقت- أعلنت مكونات سياسية يمنية في محافظة المهرة اليمنية قبل عدة أيام عن تأسيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي، للمطالبة بوقف الحرب العبثية التي تشنّها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن ورفض وجود تلك القوات الغازية على الأراضي اليمنية. وحول هذا السياق، أعلن الأستاذ "فادي باعوام"، رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري يوم الاثنين الماضي، أنه سيتم الإعلان عن تشكيل تكتل وطني جنوبي في اليمن يضم العديد من القوى والمكونات الجنوبية اليمنية خلال الأيام القليلة القادمة.
وأشار الأستاذ "باعوم" إلى أن مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي سوف يبذل الكثير من الجهود لمواجهة المشكلات التي تعصف بالمجتمع اليمني وحالة الانقسام التي تعيش فيها العديد من المحافظات اليمنية.
ولفت "باعوام" إلى أن هذا المجلس سوف يضم جميع المكونات والأطياف الحزبية اليمنية، موضحاً أنه سيتم الأخذ بعين الاعتبار في تشكيلة هذا المجلس ممثلي محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وأبين، وبقية المكونات الجنوبية وعلى رأسها مجلس الحراك الثوري، والمجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى.
كما سيضم هذا المجلس ممثلين عن لجنة اعتصامات أبناء محافظة المهرة، واتحاد نساء الجنوب، والمجلس الأهلي لمحافظة شبوة، ومجلس أحرار المقاومة الجنوبية، والتحالف القبلي الاجتماعي أبين، واتحاد شباب الجنوب، وتجمع شباب عدن المستقل، والحركة الشبابية والطلابية.
كما أكد الاستاذ "باعوم" أن الهدف الرئيس لهذا المجلس يتمثل في إنقاذ البلاد من حالة الانقسام والتشظي في مختلف المجالات والمستويات، والدعوة للحوار والشراكة بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة، ورفض الوجود العسكري الأجنبي في بلادنا والتدخل في شؤوننا الداخلية ورفض اقتطاع أي جزء من أراضينا أو بحارنا أو حقوقنا التاريخية.
ومن جهته أعلن "علي الحريزي" وكيل محافظة المهرة السابق عن تشكيل مجلس إنقاذ وطني جنوبي، يضم كل الكتل السياسية والمكونات القبلية في محافظات الجنوب، بهدف تحريرها من الاحتلال الإماراتي والسعودي.
ولفت "الحريزي" إلى أنه تأكيداً على الجدية في التحرك، التقى ممثلون عن المجلس مسؤولين دبلوماسيين روس وبريطانيين.
وحول هذا السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي "محمد الحسني" أن كل فرص النجاح مهيأة لمجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي، ومن بينها أن هدفه مواجهة الاحتلال الذي يتعرّض له اليمن على يد قوات التحالف السعودي الإماراتي والذي يتعامل مع الأراضي اليمنية كأنها كعكة يجري تقسيمها بينهما.
كما شدد "الحسني" أن المقاومة الجنوبية تعتبر الوجود الإماراتي السعودي احتلالاً، وأنها لن تتردد في مقاتلة المحتل بكل الوسائل حتى تجبره على الخروج من الأراضي اليمنية.
من جانبه، قال اللواء "أحمد قحطان" رئيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي: "إن التدخل الخارجي وما تسبّب فيه من وضع مزرٍ في اليمن، فرض الحاجة إلى التحرك الجاد والعمل على "إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطننا".
كما أكد اللواء "قحطان"، على أن هذا المجلس سوف يسعى إلى إصلاح هذه الاختلالات الخطيرة التي تسببت بها القوات السعودية والإماراتية وأن المجلس سيعمل أيضاً على مضاعفة الجهود لحماية البلد وسيادته والتوفيق بين مختلف الفرقاء السياسيين، لإنهاء حالتي الانقسام والتشظي اللتين تعصفان بالمشهد السياسي في البلاد.
وفي سياق متصل، ذكر "ياسين التميمي"، الناشط السياسي اليمني، أن كل القوى السياسية التقليدية في اليمن دأبت على الصمت إزاء تجاوزات السعودية والإمارات، ولذلك فإن مجلس الإنقاذ الوطني، سوف ينتهج مساراً جديداً للحفاظ على سيادة البلد من أي مساس، ويرفض سياسات التحالف القائمة على الانفراد بأجزاء من أرض الوطن.
كما أكد جميع أعضاء هذا المجلس في بيان لهم على ضرورة وقف الحرب ورفع الحصار وإنقاذ البلاد من حالة الانقسام في مختلف المجالات والمستويات، من خلال الدعوة للحوار والشراكة بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وعبّروا أيضاً عن رفضهم القاطع للوجود العسكري الأجنبي في اليمن والتدخل في شؤونه الداخلية، ورفض اقتطاع أي جزء من أراضيه أو جزره أو بحاره أو حقوقه التاريخية.
وشدّدوا على أن الشعب صاحب السلطة في البلاد ولا يجوز فرض أي مشاريع سياسية وسيادية من قبل أي طرف ما لم تكن عبر الوسائل الديمقراطية الشرعية المتعارف عليها.
وفي السياق نفسه، أعرب "عامر سعد" رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة المهرة، في كلمة له، قائلاً: إننا في فرع المؤتمر الشعبي العام، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب الناصري الوحدوي، وحزب الرشاد، يسعدنا أن نشارككم في هذا اللقاء لإشهار هذا المكون".
مضيفاً بالقول: "نبارك ونؤيد هذه الخطوة الجبارة في توحيد الجهود ومعالجة قضايا الوطن من أثار الحروب والقتل والاحتلال والانقسامات التي تنخر الوطن والحفاظ على السيادة".
وفي الختام يمكن القول بأن الأحداث في جنوب اليمن قد شهدت الكثير من التطورات خلال الفترة القليلة الماضية وأن التدخلات الإماراتية والسعودية في الشؤون الداخلية اليمنية قد خلقت حالة من السخط داخل المجتمع اليمني، الأمر الذي أدّى إلى تشكيل مجلس إنقاذ وطني جنوبي للمطالبة بخروج قوات الاحتلال الإماراتية والسعودية ووقف الحرب العبثية التي تشنّها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي على أبناء الشعب اليمني المظلوم.
وهنا يتبادر هذا السؤال إلى أذهاننا، هل ستسمح السعودية والإمارات بتشكيل مثل هذا المجلس؟ وما هي أبرز العقبات التي تقف أمام تشكيل هذا المجلس؟.
إن الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على مثل هذه التساؤلات، ولهذا فإنه ينبغي علينا الانتظار قليلاً لنرى إلى ماذا ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القليلة القادمة.