الوقت- تناولت صحيفة "يو أس توداي" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "في ظل وفاة جمال خاشقجي المال أعلى صوتا من الجريمة"، تأثير جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي على المؤتمر الاقتصادي السعودي "دافوس الصحراء" المقرر إقامته هذا الشهر.
وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، بالقول إن "أي شخص مهتم بالنظر إلى الطريقة التي يتم فيها الهروب من الجريمة عليه النظر في قائمة المشاركين في المؤتمر السعودي المبهرج (دافوس الصحراء) هذا الشهر".
وتقول الافتتاحية: "لقد تبخرت في حر الصحراء الإنذارات الصحيحة كلها التي أجبرت شركات المال الريادية على مقاطعة المناسبة العام الماضي؛ بسب القلق من علاقة ولي العهد محمد بن سلمان بالجريمة، التي جرت قبل أسابيع من المؤتمر، وقتل فيها صحافي (واشنطن بوست) جمال خاشقجي".
وتشير الصحيفة إلى أن "هناك أدلة ظهرت منذ ذلك الوقت عن دور محمد بن سلمان في خنق الصحافي الذي كان ناقدا له وتقطيعه، لكن لا يبدو هذا مهما الآن، فهناك عدد من رجال المال ومديري الشركات الأمريكية الكبرى ممن يخططون للمشاركة في المؤتمر، وعلى رأسهم مديرو (جي بي مورغان جيس) و(غولدمان ساكس) و(سيتي غروب)، وكلها مؤسسات اختيرت لتشرف على العملية المرتقبة، وهي الاكتتاب العام لجزء من أسهم شركة أرامكو، التي تقدر قيمتها بما بين 1.5- 2 تريليون دولار".
وتجد الافتتاحية أنه "في الوقت الذي قرر فيه عدد من مديري سيليكون فالي تجاهل المؤتمر، إلا أن شركات التكنولوجيا الأمريكية لم تتحرج عن قبول المال السعودي، فعلى ما يبدو فإن المال يتحدث بصوت أعلى من الجريمة".
وتقول الصحيفة إن مدير أكبر شركة لإدارة الأرصدة في العالم "بلاك روك" لورنس فينك، سيحضر المؤتمر، مشيرة إلى أنه كتب على "لينكدإن" قائلا: "يجب على قادة الشركات المالية الحوار عن (العائلة المالكة)، ليس لأن كل شيء في المملكة مكتمل، بل لأن لا شيء فيها كذلك".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "هذا منطق مقنع جدا، ومع أن السعودية في ظل محمد بن سلمان اختارت أن تعمل بصفتها دولة منبوذة، فإنه يجب أن تكون هناك تداعيات في هذه الحالة".
وتلفت الصحيفة إلى أن "محمد بن سلمان (34 عاما) المتهور والطموح، قدم نفسه على أنه مصلح، لكن نظامه شن حربا قاسية (وغير ناجحة في اليمن)، وسجن وعذب المعارضين له، واختطف رئيس الوزراء اللبناني، وقاد حملة حصار ضد قطر، الحليفة القوية للولايات المتحدة، وسمح محمد بن سلمان، إن لم يأمر، بلطجيته لجر خاشقجي، وهو المواطن السعودي المقيم في أمريكا، إلى القنصلية السعودية في تركيا وقتله".
وتفيد الافتتاحية بأن "إدارة دونالد ترامب لم تساعد في ذلك، بل نظرت إلى الجانب الآخر، رغم تقييم (سي آي إيه) بأن ولي العهد هو الذي أمر بعملية الاغتيال، وجاء في تقرير أصدرته الأمم المتحدة أنه (من غير المحتمل أن يتم تنفيذ عملية بهذا الحجم دون علم ولي العهد، على الأقل بالحد الأدنى، وهي عملية إجرامية الطابع بهذا النوع استهدفت خاشقجي)".
وتنوه الصحيفة إلى أن "السعوديين أظهروا محاكمة 11 شخصا اتهموا بالجريمة، إلا أن إجراءات المحاكمة سرية ومستمرة منذ أشهر، ومن بين المتهمين حارس ابن سلمان الشخصي وقائد العملية ماهر المطرب، والطبيب صلاح الطبيقي الذي قام بتقطيع جثة الصحافي، وقال الطبيقي في تسجيل قبل العملية: (يمكن تقطيع الأطراف بسهولة، لا مشكلة)، فيما لا يزال المستشار الخاص لمحمد بن سلمان، سعود القحطاني، الذي تقول (سي آي إيه) إنه هو الذي أشرف على العملية، دون توجيه أي تهمة له".
وتقول الافتتاحية إن "الرئيس دونالد ترامب يتصرف وكأن جريمة القتل لم تحدث أبدا، وكال الثناء لولي العهد في قمة الدول العشرين، وسيكون صهره جارد كوشنر من بين الحاضرين في المؤتمر الذي سيعقد في الفترة ما بين 29- 31 تشرين الأول/ أكتوبر".
وتختم "يو أس توداي" افتتاحيتها بالقول إن "ابن سلمان حاول تحمل المسؤولية عن جريمة القتل من ناحية أنها حدثت في ظل حكمه، ونفى أن يكون هو من أمر بها، وهذا ليس كافيا، ويجب ألا يسمح باختفاء وصمة العار لهذه الجريمة عن ملك المستقبل".