الوقت- يعيش في الضفة الغربية مليونان ونصف مليون فلسطيني وتمتلك هذه المنطقة قدرات وامكانيات كبيرة من اجل استمرار النضال والمقاومة ضد الكيان الاسرائيلي، وقد ادى خروج قوات الکيان الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005 ومن ثم سيطرة حماس على القطاع في عام 2007 الى تركيز الهجمات العسكرية الاسرائيلية على غزة وتركيز العمل الأمني والاستخباراتي الاسرائيلي على الضفة.
ويحاول الاسرائيليون الهروب من حل الدولتين رغم عدم واقعية هذا الحل الذي سيؤدي الى الانفصال التام في حال تنفيذه، كما ان الاسرائيليين لايعتقدون بالانسحاب من الضفة الغربية نظرا للتجربة المريرة لهم في غزة ولذلك يعيش الاسرائيليون الان حالة "الصبر الاجباري" التي توفر الفرصة للمقاومين الفلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد قوات الکيان الإسرائيلي والمستوطنين وقد حدثت العديد من هذه العمليات خلال السنوات الاخيرة.
وقد ذكر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي مرارا ضرورة تسليح الضفة الغربية نظرا للآلام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وكذلك ضعف الإسرائيليين امام العمليات المسلحة للمقاومة الفلسطينية، وفي هذا السياق ينبغي الاشارة الى ما يلي:
- ان قائد الثورة الاسلامية يؤكد على "ضرورة تسليح الضفة الغربية على غرار قطاع غزة" وهذا ما يوضح كيفية ونوعية تسليح المقاومة في الضفة الغربية ولذلك فإن تسليح الضفة الغربية يعني تسليح الشعب وفصائل المقاومة في هذه المنطقة بهدف المواجهة مع الاسرائيليين سواء كانوا من المستوطنين أم من القوات العسكرية والأمنية.
- لقد ثارت الضفة الغربية خلال نصف القرن الماضي ضد الكيان الاسرائيلي عسكريا ولعدة مرات وان الانتفاضتين الاولى والثانية والعمليات الاستشهادية وباقي نشاطات المقاومة تدل على تاريخ وتجربة هذه المنطقة في التسليح والثورة العسكرية ضد الاسرائيليين.
- لقد تعلم الاسرائيليون وللأسف سبل التصدي والمواجهة لأية ثورة او عملية عسكرية بعد اي مرحلة من المواجهة وبشكل فوري فالحروب العربية الاسرائيلية الاربع ما بين عامي 1948 و1973 قد انتهت بتفوق الاسرائيليين كما ان الانتفاضة الاولى انتهت بالاعتراف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وبدء مفاوضات اوسلو اما الانتفاضة الثانية فقد تم السيطرة عليها ببناء الجدار العازل وهجوم قوات ارييل شارون على الضفة الغربية والانسحاب من قطاع غزة كما تم قمع انتفاضة القدس الشرقية في خريف العام الماضي ولذلك يجب ان يفكر المقاومون الفلسطينيون الان بابداع اساليب جديدة للمقاومة ومباغتة الاسرائيليين.
- ان العراقيل التي تواجه التحرك العسكري للفلسطينيين في الضفة الغربية باتت كثيرة ومعقدة ومنها التعاون الأمني للسلطة الفلسطينية مع قوات الکيان الإسرائيلي ولذلك يبدو ان العوامل السلبية الان هي اكثر من العوامل الايجابية ولذلك يجب ان تنصب الجهود الان على ازالة العراقيل الامنية والسياسية والثقافية ومن ثم تسليح الضفة الغربية.
- يجب ان لايعتبر احد بان خطة تسليح الضفة الغربية ستؤتي ثمارها قريبا فيجب عند البدء ان نجيب على عدد من الاسئلة وهي هل ان فلسطينيي الضفة يولون الاولوية لمقاومة الكيان الاسرائيلي وهل انهم يؤمنون بالمقاومة المسلحة؟ ان قبول اهالي الضفة بالعمل المسلح يعتبر من اهم الاولويات لانهم هم المحرك الرئيسي للحركة المسلحة وتسليح الضفة الغربية ولذلك يجب القيام بتهيئة الاجواء الثقافية والسياسية ليتقبل معظم اهالي الضفة هذه الفكرة بشكل اكبر.
- ان تسليح الضفة لا يتم فقط عبر ادخال السلاح الى هذه المنطقة بل هناك اساليب أخرى مثل صنع الاسلحة المحلية وسرقة السلاح من الجنود الاسرائيليين وشراء الاسلحة من السوق السوداء واقناع القوات الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالتعاون مع المقاومين وهذا ما يوفر فرصة تسليح الضفة بكلفة اقل ولو في دائرة ضيقة وهذه الامكانية تؤكدها العمليات الاستشهادية التي وقعت في الضفة خلال السنوات الماضية والاخيرة.
- لاينبغي ان يتوقع أحد ان يؤدي تسليح الضفة الغربية الى هزيمة الكيان الاسرائيلي او استسلامه لكننا يمكن ان نشاهد تراجعا اسرائيليا واضحا كما اجبر الاسرائيليون على الانسحاب من قطاع غزة، فما طبق في غزة يمكن تطبيقه في الضفة وفي تلك الحالة وبعد انسحاب الاسرائيليين من جنوبي لبنان في عام 2000 ومن قطاع غزة في عام 2005 ومن ثم الضفة الغربية سيأتي دور فلسطينيي 1948 ليقوموا هم ايضا بثورة ويرسخوا تراجع الکيان الإسرائيلي وانتصار المقاومة خطوة بخطوة.