العلاقات الاقتصادية
الوقت- شهدت العلاقات الاقتصادية بين الكيان الاسرائيلي والمانيا نموا مستمرا خلال العقود الماضية وقد وصلت قيمة التبادل التجاري بين الجانبين الى 4 مليارات واربعمئة مليون دولار في عام 2004 بعد ان كانت مئة مليون دولار في عام 1960 وتبلغ قيمة هذا التبادل التجاري بين الطرفين السبعة مليارات يورو واربعمئة مليون دولار في الوقت الحاضر.
وتعتبر المانيا ثالث شريك تجاري للكيان الاسرائيلي بعد امريكا والصين كما يعتبر الكيان الاسرائيلي ثاني اكبر شركاء المانيا التجاريين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وهناك علاقات بين مئات الشبكات والشركات التجارية الكبيرة في المانيا والكيان الاسرائيلي اللذين وقعا على اتفاقية التجارة الحرة بينهما في عام 1995 كما وقعا على ازالة العقبات الجمركية والضريبية بينهما.
اما مجال الطاقة ايضا يعتبر من مجالات التعاون بين هاتين الدولتين حيث تتعاون وزارة البيئة الالمانية مع وزارة العلوم الاسرائيلية في الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
العلاقات الثقافية والعلمية
هناك علاقات ثقافية وعلمية وثيقة بين الكيان الاسرائيلي والمانيا وهناك عدد كبير من الرحلات للالمان الى فلسطين المحتلة وللاسرائيليين الى المانيا خلال العام الواحد وباتت العديد من المدن الالمانية والاسرائيلية شقيقة لبعضها البعض وهناك مهرجان اورشليم للافلام الذي يقام في المانيا في كل عام.
وتقدم مؤسسة غوته التي تعتبر من اشهر المؤسسات الالمانية في تدريس اللغات الخدمات لآلاف الاسرائيليين لتعلم اللغة الالمانية كما تم اضافة تدريس مادة اللغة الالمانية الى جامعة اورشليم في عام 2007.
العلاقات العسكرية
هناك تاريخ حافل للعلاقات العسكرية بين المانيا والكيان الاسرائيلي وقد كانت المانيا اكبر مزود لهذا الكيان بالاسلحة بين عامي 1959 و1967 ويعتقد الخبراء العسكريون في العالم ان الاسلحة الالمانية المرسلة الى الكيان الاسرائيلي لعبت دورا هاما في انتصارات هذا الكيان على الجيوش العربية في الحروب التي جرت في اعوام 1967 و1973 و1982 وعندما امتنعت المانيا عن بيع الدبابات للكيان الاسرائيلي في عام 1965 قامت امريكا بتزويد هذا الكيان بـ 210 دبابات، وفي الوقت الحاضر هناك اجهزة المانية تستخدم في صنع دبابة ميركافا 4 الاسرائيلية.
وزودت المانيا الكيان الاسرائيلي ايضا بست غواصات حديثة من طراز دولفين والتي تستطيع اطلاق صواريخ قادرة على حمل الرؤوس النووية، وزاد الكيان الاسرائيلي تهديداته لدول المنطقة وخاصة ايران بواسطة هذه الغواصات.
وفي العام الماضي عندما كان الجيش الاسرائيلي يشن هجوما بربريا على قطاع غزة اعلنت المانيا عن تزويد هذا الجيش بمعدات حربية بقيمة مليون يورو تضمنت صواعق تفجيرية للاسلحة الحربية وقطع غيار لغواصات الدولفين في وقت امتنعت المانيا عن بيع روسيا معدات حربية في الفترة نفسها بسبب تورط روسيا في حرب اوكرانيا ووجود قانون يمنع تزويد الدول المتورطة في الحروب بالاسلحة.
التعاون الامني
يعود تاريخ التعاون الامني والاستخباراتي بين المخابرات الالمانية "بي ان دي" والموساد الاسرائيلي الى الستينيات من القرن الماضي وكان هذا التعاون يتمحور حول بيع الاسلحة والعتاد الحربي بشكل سري لكن هذه العلاقات قد اصبحت علنية بعد حادث الهجوم على فريق الرياضيين الاسرائيليين في اولمبياد ميونيخ في عام 1972.
واقدمت المانيا على اغلاق مكتب منظمة الاقصى الخيرية في برلين في عام 2002 بسبب الضغوط الاسرائيلية بذريعة ارسال الاموال الى حركة حماس.
وفي عام 2014 اعلنت شركة فرانهوفر الالمانية انها ستفتح مركزا للدراسات وتنمية الأمن السيبيري في الكيان الاسرائيلي قريبا وقالت الشركة الالمانية ان الهدف من تأسيس هذا المركز هو تعزيز امن شبكة الانترنت والبنى التحتية الحيوية والانظمة السيبيرية والبرمجيات التجارية.
ويعتبر هذا المركز الجديد مركزا للابداع الأمني السيبيري حيث يحاول الكيان الاسرائيلي والمانيا ان يقوما بملء الفراغ الموجود في الأمن السيبيري وأمن الأنظمة والبرمجيات.
وهكذا يمكن تسمية العلاقات بين المانيا والكيان الاسرائيلي بأنها علاقات تتخطى حتى المستوى الاستراتيجي حيث يستفيد الكيان الاسرائيلي من نفوذ وضغط اللوبيات اليهودية الموجودة في اوروبا وامريكا من اجل الاستفادة القصوى من امكانيات الدول الاوروبية وامريكا لتنفيذ مشاريعه التوسعية في منطقة الشرق الاوسط.