الوقت - استهدفت طائرات مجهولة خلال الأسبوعين الماضيين عدة قواعد ومخابئ أسلحة لقوات الحشد الشعبي في العراق، ما أسفر عن استشهاد عدد من قوات الحشد في الهجمات.
وقد نسب قادة الحشد الشعبي هذه الهجمات إلى الكيان الإسرائيلي، لكن مسؤولي الكيان نفوا مسؤوليتهم عن الهجمات حتى الآن.
وكان وزير خارجية الكيان الإسرائيلي "إسرائيل كاتس" قد اعتبر يوم الأحد الماضي أن الهجمات على المواقع العراقية تهدف إلى مواجهة إيران، زاعماً أن إيران ليست في مأمن في أي مكان.
كما قال للتلفزيون الإسرائيلي دون أن يؤكد صراحةً مسؤولية الكيان عن الهجمات على عدة قواعد عسكرية في العراق في الأيام الأخيرة: "لم نعلن بعد مسؤوليتنا عن العملية في العراق".
لكن رئيس وزراء الكيان "نتنياهو" أعلن بعد الهجمات أن الهدف كان قاعدةً إيرانيةً للطائرات من دون طيار في هذا البلد، وبرّر الهجمات أيضاً بادعاء أن إيران كانت تعدّ لغارات جوية بطائرات مسيرة على نطاق واسع عبر الجولان.
وحول الهجمات الأخيرة على مواقع الحشد الشعبي في العراق، صرّح مصدر أمني عراقي لموقع "ميدل إيست آي" الإخباري: في البداية كان هناك شك حول تورط الكيان الإسرائيلي في هذه الهجمات، لأن الطائرات المسيرة للكيان لا تملك المدى اللازم لمهاجمة العراق، ولكن تم الكشف لاحقًا عن أن الصهاينة اختاروا شمال سوريا كمنطلق للطائرات من دون طيار، وذلك بسبب زيارة ثامر السبهان المقرب من محمد بن سلمان إلى الرقة في شمال سوريا في شهر مايو الماضي، والذي اقترح على الأكراد السوريين منح قواعدهم للطائرات الإسرائيلية من دون طيار مقابل مبالغ مالية.
هيئة الحشد الشعبي من جانبها قد وصفت الهجوم بأنه انتهاك صارخ لسيادة العراق واعتداء على الهيئة، والذي وقع على الرغم من التغطية الجوية للتحالف بقيادة أمريكا للسماء العراقية، وكذلك رغم بالونات المراقبة الكبيرة والرصد القريب من مكان الهجوم.
كما أعلنت بعض المصادر العراقية مؤخراً أن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، قالت الأسبوع الماضي إن ما يسمى بالتحالف الدولي ضد داعش قد سمح للطائرات الإسرائيلية من دون طيار بقصف مواقع الحشد الشعبي وقاعدة البلد الجوية في محافظة صلاح الدين.
وقد أثار هذا الحادث الكثير من ردود الفعل من قبل المسؤولين والأحزاب العراقية والشعب العراقي، حيث أكد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان أن الحشد الشعبي هو جزء نشط من النظام الأمني العراقي، ووصفوا الهجوم على مواقع هذه الهيئة بأنه انتهاك للسيادة العراقية.
في السياق نفسه، نشر المحلل العراقي "أحمد عبد السادة" مقالاً في وكالة أنباء "براثا" حول الاعتداء الإسرائيلي الأخير تحت عنوان "كيف تحوّل خصوم الحشد إلى عشاق لإسرائيل؟" وقال: "هؤلاء المبررون الكارهـــون للحشد أصلاً يجهدون أنفسهم كثيراً بصناعة التبريرات المضحكة لمحاولة إثبات بأن الحشد هو المذنب وبأن الكيان الإسرائيلي هو المحق حتى لو اضطرهم هذا بأن يكونوا "صهيونيين" أكثر من نتنياهو نفسه".
يبدو أن هزيمة المحور الأمريكي-الصهيوني في غرب آسيا، وإخفاقات المجموعة ب - وخاصةً الكيان الإسرائيلي - في جلب أمريكا إلى حرب عقيمة مع إيران، وكذلك الحد من العواقب السلبية لفشل تل أبيب أمام المقاومة الإسلامية على أصوات نتنياهو الانتخابية، قد قاد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي إلى بعض الأعمال العسكرية الاستفزازية في سوريا والعراق ولبنان.