الوقت- منذ بدء استراتيجية "المطارات مقابل المطارات"، تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية في اليمن من توجيه العديد من الضربات الموجعة لعدد من المطارات المختلفة الواقعة جنوب السعودية وفي الهجوم الأول تم استخدام مجموعة من الطائرات من دون طيار "K2" وصواريخ كروز، الأمر الذي تسبّب في حدوث أضرار جسيمة لبرج المراقبة وصالة الانتظار في مطار "أبها" الدولي ولم تتوقف هجمات القوات اليمنية عند هذا الحدّ وإنما واصلت الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية هجماتها الواسعة على مطاري "جازان" و"نجران" العسكريين والهجوم الأكثر أهمية ونجاحاً في هذه الفترة هو هجوم الـ4 يوليو 2019 الذي نفّذه أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية على مطار "جازان" ويعتبر مطار "جازان" هو المقر الرئيس الذي ترسو فيه الطائرات من دون طيار الهجومية ومروحيات الأباتشي من فئة "AH64" التابعة لسلاح الجو السعودي والإماراتي.
صورة من الأقمار الصناعية لهجوم الـ 4 يوليو على مطار جازان
تظهر صور الأقمار الصناعية مدى الأضرار التي تسبّبت فيها هجمات الطائرات من دون طيار التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية على مطار جازان الواقع جنوب السعودية وهنا تجدر الإشارة إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية صعّدوا من عملياتهم ضد أهداف سعودية مشروعة، وكان آخرها ضرب قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعدة طائرات قاصف 2K استهدفت مخازن أسلحة ورادارات متطورة وحديثة وغرف تحكّم وسيطرة، وضرب مطار جازان بعدة طائرات من نفس النوع، كما استهدفت مرابض ومحطات الطائرات من دون طيار المشاركة في العدوان على اليمن.
هجوم الطائرات من دون طيار "K2" على مطار نجران وتدمير مروحية أباتشي سعودية كانت ترسو داخل القاعدة
ولكن ما سبب هذا التغيير وتنفيذ هجمات على قاعدة الملك خالد وما أهمية هذه القاعدة ؟
صورة من الأقمار الصناعية لقاعدة الملك خالد الجوية تُظهر وجود مقاتلات F15S
قاعدة الملك خالد الجوية هي قاعدة جوية تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، تقع في الجنوب الغربي من السعودية في منطقة عسير قرب خميس مشيط، تبعد حوالي 100 كيلو متر عن الحدود السعودية اليمنية، تعتبر مركز قيادة المنطقة الجنوبية، وقاعدة طائرات عمليات تحالف العدوان على اليمن وتُعتبر هذه القاعدة أحد القواعد العسكرية المهمة في العمليات العسكرية التي تشنها القوات السعودية والإماراتية على اليمن، وهي مسؤولة مع القاعدة العسكرية في الطائف عن عمليات عسكرية أخرى في المنطقة لحماية الجزء الجنوبي للبلاد.
وتعتبر قاعدة الملك خالد واحدة من أكبر القواعد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، وتستخدم هذه القاعدة كل الأنظمة العسكرية الحديثة، والمتطورة، كما أن قوات الدفاع الجوي، والقوات الجوية السعودية، والقوات البرية تشارك في هذه القاعدة الضخمة.
إن هذه القاعدة العسكرية لديها إمكانيات تمكّنها من الدفاع عن الجزء الجنوبي للسعودية، كما تحتوي على ترسانة عسكرية تكفي لممارسة طلعاتها الجوية من غير إسناد وإمداد من المناطق العسكرية الأخرى.
نتائج الهجمات على قاعدة الملك خالد الجوية
في الأسبوعين الأخيرين، نفّذ أبطال الجيش واللجان الشعبية عدداً من الهجمات الجوية باستخدام الطائرات من دون طيار على قاعدة الملك خالد الجوية وحول هذا السياق، صرّح المتحدث باسم القوات اليمنية بأن تلك الهجمات تمكّنت من إصابة أهدافها بدقة عالية، لكن لم يتم نشر أي فيديوهات حتى الآن تُظهر مدى الأضرار التي لحقت بهذه القاعدة الجوية السعودية.
وهنا يمكن القول بأنه قد تكون هذه الهجمات مشابهة إلى حدّ ما لهجمات العام الماضي على مطار أبو ظبي الإماراتي، الذي تم فيه نشر بعض من مقاطع الفيديو حول تلك الهجمات التي نفذتها الطائرات من دون طيار اليمنية بعد مرور عام تقريباً.
ومن جهة أخرى ونظراً لنشر العديد من صور الأقمار الصناعية للهجمات الناجحة على مطارات أخرى، يتم التأكيد على صحة تلك التصريحات التي أطلقها المتحدث باسم القوات اليمنية والتي نشرتها وسائل الإعلام اليمنية ولاسيما وكالة أنباء سبأ اليمنية وقناة المسيرة الإخبارية.
صور من الأقمار الصناعية قبل وبعد مهاجمة حظيرة الطائرات في مطار أبها.
يمكن رؤية تجويف كبير نسبياً على سطح المبنى.
وفي سياق متصل، قال العميد "يحيى سريع"، المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية، إن سلاح الجو المسير نفّذ عملية واسعة باتجاه قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعسير بعدد من طائرات قاصف تو كيه.
وأوضح أن الطائرات استهدفت مرابض الطائرات الحربية وأهدافاً عسكرية أخرى، وقد أصابت أهدافها بدقة، ويأتي هذا الاستهداف ردّاً على ما وصفه سريع بالعدوان المستمر والحصار الجائر، وارتكابه الجرائم البشعة بحق أبناء شعبنا اليمني.
قبل هجوم الـ 15 يوليو على قاعدة مالك خالد الجوية، كانت هناك تقارير قليلة عن هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ على هذه القاعدة الاستراتيجية.
في الماضي، كانت القوات اليمنية واللجان الشعبية "أنصار الله" يشنّون هجمات ضد هذه القاعدة باستخدام قاذفات الصواريخ الباليستية أو صواريخ المدفعية "بدر 1"، لكن العدد الكبير لهجمات الطائرات من دون طيار اليمنية على هذه القاعدة زاد بالتأكيد من الضغط النفسي والمالي على السعوديين الذي بذلوا الكثير من الجهود وصرفوا الكثير من الأموال للدفاع عن أكبر قاعدة جوية لهم جنوب البلاد.