الوقت- بعد أسبوعين من شنّ قوات الجيش السورية للعديد من الهجمات الجوية والصواريخ والمدفعية الثقيلة على مواقع الجماعات الإرهابية في المناطق الشمالية لمحافظة "حماة" والمناطق الجنوبية لمحافظة "إدلب" السورية، تمكّنت تلك القوات أيضاً من تنفيذ عملية واسعة الليلة الماضية لتطهير المناطق التي تم احتلالها حديثاً من قبل تلك الجماعات الارهابية.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات الجيش السورية استعادت يوم أمس الاثنين السيطرة على قريتين في شمال غرب البلاد من مقاتلي الجماعات الإرهابية الذين انسحبوا في أعقاب قصف جوي ومدفعي كثيف.
ولفتت تلك المصادر بأن مقاتلي الجماعات الإرهابية كانوا قد سيطروا على قريتي الجبين وتل ملح شمال محافظة حماة في مطلع يونيو خلال هجوم مضاد على القوات الحكومية التي تشنّ هجوماً في المنطقة منذ أواخر أبريل بدعم من روسيا.
ووفقاً للأخبار التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام السورية، فقد استهدفت المقاتلات الجوية ووحدات المدفعية التابعة للجيش العربي السوري أيضاً مواقع الجماعات الإرهابية على مشارف بلدات "لطمانة وكفر زيتا ومورك وتل المالح والجبين وحصريا، و ..." وقاموا بتوجيه ضربات قاتلة لهم.
وفي السياق نفسه، أعربت مصادر محلية سوريّة، بأن الجيش السوري قام بمراقبة العديد من المناطق الشمالية لمحافظة "حماة"، وتمكّن من التعرف على مجموعة من العناصر الإرهابية التابعة لجبهة النصرة الإرهابية، وبعد ذلك قام باستهدافهم بالصواريخ الحرارية، وتمكّن من قتل وجرح عدد كبير منهم.
وأكدت تلك المصادر أن القوات الحكومية حققت تقدّماً كبيراً، ووصلت إلى أطراف قرية تل ملح ولا تزال المعارك مستمرة وسط تقدّم القوات الحكومية، مع استهداف سلاح الجو والمدفعية لكل خطوط إمداد المجموعات المسلحة.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فلقد تمكّنت القوات السورية من القيام بعملية عسكرية مفاجئة على مواقع الإرهابيين بعد تلقيها معلومات مفصّلة ودقيقة، ونجحت في قتل 16 عنصراً إرهابياً في المحور الغربي لبلدة "كفر زيتا".
ومن ضواحي مدنية "تل الملاح"، التابعة لمحافظة حماة، جاءت الأخبار التي تؤكد بأن قوات الجيش السوري تمكّنت من تحديد مواقع مجموعة من العناصر الإرهابية خلال عملية عسكرية، وتمكّنت من قتل 11 منهم في تلك المناطق.
ومن جهة أخرى، كشفت بعض المصادر المحلية، بأن طائرات الجيش السورية استأنفت غارتها وأوقعت ثلاثة قتلى في كفرزيتا ومورك بريف حماة الشمالي وأسفرت عن مقتل ثمانية آخرين في أريحا ومعرة شورين وتلمنس ورحم بأرياف إدلب فيما قصف مسلحو الجماعات الإرهابية مناطق سيطرة الحكومة في الجلمة والشيخ إدريس والجيد وصلبا في ريف حماة.
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تواصلت فيه أعمال العنف التي يشهدها الشمال السوري حيث أسفر انفجار دراجة نارية مفخخة وسط مدينة عفرين شمالي حلب عن سقوط قتيلين وستة عشر جريحاً.
ويشن الطيران السوري والروسي قصفاً شبه يومي على شمال غرب سوريا، التي تعدّ آخر معاقل فصائل المعارضة، منذ نهاية أبريل الماضي.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر عسكري بأن قوات الجيش السورية تمكّنت بعد تطهير بلدة "تل الملح"، من المضي قدماً نحو بلدة "افران عمر الكيلاني" وبعد عدة ساعات من الاشتباكات تمكّنت هذه القوات السورية أيضاً من تحرير هذه البلدة من أيدي العناصر الإرهابية. ولفت ذلك المصدر بأن تحرير بلدة "تل الملح" ساعد قوات الجيش السورية على تأمين المحور الشرقي من هذه المناطق الأمر الذي أدّى إلى سد الطريق أمام الجماعات الارهابية لنقل المعدات العسكرية إلى تلك المناطق.
وتشير آخر الأخبار الواردة إلى أن قوات الجيش السورية تمكّنت أيضاً من تحرير مرتفعات "سيرياتيل"، الواقعة على بعد كيلومتر واحد إلى الغرب من بلدة "تل الملح"، من أيدي العناصر الإرهابية.
من جهتها أعربت بعض المصادر الإخبارية بأنه منذ نهاية أبريل الماضي، تشهد محافظة إدلب السورية تصعيداً عسكرياً، إذ تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المحاذي له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف وكانت تسيطر الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية على كامل المنطقة التي تنتشر فيها أيضاً فصائل جهادية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.
وتزامناً مع القصف، تدور منذ أسابيع اشتباكات في ريف حماة الشمالي حققت خلالها قوات النظام تقدّماً محدوداً، إلا أن الفصائل الجهادية والمقاتلة تشنّ بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع قوات النظام تسفر عن معارك عنيفة.
وقبل عشرة أيام، أسفرت اشتباكات اندلعت إثر هجوم للفصائل في المنطقة ذاتها عن مقتل أكثر من 250 عنصراً من الطرفين خلال ثلاثة أيام فقط.
وفي ظل المعارك الحالية على محاور عدة بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة إلى ريف إدلب الجنوبي، تحدّثت بعض المصادر الإخبارية عن وجود خلافات داخل الفصائل المقاتلة والإسلامية والمجموعات الجهادية، ولفتت تلك المصادر إلى أن بعض التنظيمات المسلحة تتهم تركيا بمنع عناصرها من القيام بأي عمل عسكري، إلا تحت راية غرفة عمليات الأتراك.