الوقت- من جديد أثار أيمن الظواهري إنتباه وسائل الاعلام بعد إعلان بيعته الاخيرة لزعيم طالبان الجديد «الملا أختر منصور»، حيث أثارت هذه البيعة التي نشرها الظواهري علی شبكة الانترنت، انتباه العديد من المتابعين، بكونه ليس عضوا في جماعة طالبان، إنما هو زعيم لتنظيم القاعدة. لكن الظواهري برر بيعته لزعيم طالبان الجديد عندما أشار الی أن هذه المبایعة هي سنة أوجدها اسامة بن لادن عندما بايع قبل ذلك، الملا عمر زعيم طالبان السابق، الذي تم التاكد من خبر وفاته خلال الاسابيع الماضية، بعد تاكيد النبأ من قبل طالبان بشكل رسمي.
ليست البيعة لوحدها هي ما تلفت الانتباه، بل هنالك العديد من النقاط التي وردت في كلمة الظواهري، حيث كل منها له دلالة خاصة. وياتي تاكيد الظواهري علی لزوم تحرير أراضي المسلمين من المحتلين وكذلك إشارته الی محاربة الاعداء من غیر المسلمين دون غيرهم، هي أيضا إحدى النقاط التي تستحق التوقف عندها. اذن هل أصبح أيمن الظواهري حقا يريد محاربة أعداء العالم الإسلامي، وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي أم أن مضمون كلمته الاخيرة مجرد مناورة سياسية ليس أکثر؟
في هذه الأثناء قال البعض إن حركة طالبان بعد تعيين الملا أختر زعيما جديدا لها كادت أن تواجه انشقاقات من قبل بعض قياداتها، بل حتی قيل إن البعض من قيادات هذه الحركة بات اقرب الی تنظيم داعش الإرهابي، بالرغم من أنه لم يتم التأكد من مثل هذه الأنباء بسبب قلة المعلومات الواردة. لكن المؤکد أن اختيار الملا منصور أثار خلافات حادة داخل طالبان، وجاءت على إثرها استقالة كل من العضوين بالمكتب السياسي لحركة طالبان «مولوي نيك محمد» و«ملا عزيز الرحمن» بالاضافة الی استقالة رئيس المكتب السياسي السابق للحركة «محمد طيب آغا».
وفي هذا السیاق أعلنت عائلة الملا عمر معارضتها مبايعة الملا أختر بصفته زعيما جديدا لحركة طالبان، حيث أكد شقيق زعيم طالبان المتوفی في رسالة صوتية أن «عائلتنا لم تبايع أحدا» في إشارة الی الملا أختر، معللاً ذلك الی الخلافات التي تعصف بداخل حركة طالبان. حيث سرعان ما ظهرت الخلافات بين من بايع منصور ومن رفضوا البيعة، كان من بينهم نجل الملا عمر، يعقوب وكذلك شقيق الملا عمر عبد المنان.
وفي ظل هذه الخلافات المستعرة داخل حركة طالبان، فقد أعلن أيمن الظواهري دعمه وبيعته للملا أختر منصور، حاسما بذلك التكهنات إزاء موقف القاعدة تجاه اختيار الملا أختر منصور زعيما جديدا لطالبان أفغانستان. وجاء في مبايعة الظواهري للملا أختر التي جاءت عبر تسجيل صوتي ضمن شريط فيديو أنه «نبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله (...) وعلى إقامة الشريعة حتى تسود بلاد المسلمين حاكمة لا محكومة قائدة لا مقودة، لا تعلوها حاكمية، ولا تنازعها مرجعية». وفي هذا السياق طالب الظواهري خلال كلمته بـ «الجهاد لتحرير كل شبر من ديار المسلمين المغتصبة السليبة من كاشغر حتى الأندلس، ومن القوقاز حتى الصومال ووسط أفريقيا، ومن كشمير حتى القدس، ومن الفلبين حتى كابل وبخارى وسمرقند».
ويقول العديد من المتابعين إن كلمة أيمن الظواهري تحتوي علی نقطة مهمة وهي تاكيده علی مواجهة أعداء الإسلام والقوی الغربية المعادية للعالم الإسلامي التي عبر عنها بالحكومات الصليبية ونظن أنه يقصد بذلك أمريكا والكيان الإسرائيلي، بالرغم من أنه لم يسمهما بالاسم، بدل اشعال نيران الحروب داخل العالم الإسلامي، وهذا موقف صائب من قبل الظواهري، بغض النظر عن مواقفه السابقة التي لا تتماشی مع هذا الموقف من خلال دعواته لمقاتلة المسلمين الشيعة. هذه الدعوة من قبل الظواهري لتجنب الحروب داخل العالم الإسلامي تتعارض ایضاً مع دعوات تنظيم داعش الإرهابي الذي يدعو الی إشعال نيران الفتنة والحروب بين الأمة الإسلامية، بدءاً من سوريا والعراق وصولا الی ليبيا ومصر. ولسان حال عالمنا الإسلامي الیوم ایضاً يقول إن الأمة الإسلامية في ظروفها الراهنة هي بامس الحاجة الی نبذ الخلافات والإقتتال، والحركة نحو توحيد صفوفها لمواجهة الاعداء.