الوقت- أعلنت السعودية وقف اطلاق النار مع اليمن من جانب واحد ولمدة خمسة أيام ابتداءً من صباح يوم غد الاثنين. فما هي دوافع هذا القرار مع العلم ان الرياض كانت ترفض باستمرار الاستجابة لأي دعوة لهدنة انسانية طيلة أيام شهر رمضان وعيد الفطر المبارك.
للاجابة عن هذا التساؤل لابد من القول:
1 – يأتي اعلان الهدنة المؤقتة من قبل السعودية للتغطية على الجريمة الاخيرة التي ارتكبها طيرانها الحربي في منطقة (المخاء) السكنية بمدينة تعز اليمنية الجنوبية مساء الجمعة والتي أدت الى استشهاد اكثر من 100 شخص وجرح اكثر من 150 آخرين اكثرهم من النساء والاطفال.
وبلغت هذه الجريمة حداً من البشاعة الى درجة دعت الكثير من وسائل الاعلام الى أن تصفها بأنها "حمام دم سعودي". وقد بثت معظم القنوات الفضائية مقاطع فيديو وصوراً فجيعة عن هذه الجريمة التي تعكس مدى وحشية النظام السعودي.
2 – يهدف وقف اطلاق النار المؤقت من جانب النظام السعودي مع اليمن الى حرف أذهان الرأي العام العالمي عن حقيقة هذا النظام الدموي ومحاولة إظهار نفسه بمظهر المدافع عن الشعب اليمني في وقت يشاهد فيه العالم أجمع كيف تقصف الطائرات الحربية السعودية ومنظوماتها الصاروخية البعيدة المدى المدن والقرى اليمنية والتي تودي بحياة الكثير من المدنيين العزل يومياً وتجهز على ما تبقى من البنى التحتية لهذا الشعب المظلوم.
3 – اتخذت السعودية قرار وقف النار المؤقت في هذا الوقت بالذات لخشيتها من رد الفعل القوي الذي توعدت به حركة (انصار الله) بعد ارتكاب مجزرة (المخاء) من قبل الطائرات الحربية السعودية. وتدرك الرياض جيداً قبل غيرها أن حركة (انصار الله) تنفذ ما تقول وسيكون ردها عنيفاً خصوصاً وانها تمتلك عدداً لا بأس به من صواريخ (سكود) البعيدة المدى والتي ألحقت حتى الآن خسائر كبيرة بالجيش السعودي ومعداته في الكثير من المناطق والمواقع داخل الاراضي السعودية.
4 – تسعى الرياض من خلال إعلانها وقف النار المؤقت من جانب واحد مع اليمن الى إظهار حركة (أنصار الله) بأنها لاترغب في وقف الحرب لتشويه سمعة هذه الحركة امام الرأي العام العالمي.
4 – تسعى السعودية من خلال اعلان الهدنة المؤقتة الى اتاحة الفرصة للجماعات الارهابية المدعومة من قبلها والعناصر الموالية للرئيس المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي كي تتمكن من تنظيم صفوفها ومعاودة القتال في مدينة عدن الجنوبية التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية بين هذه الجماعات من جهة والجيش اليمني واللجان الثورية التابعة لحركة انصار الله من جهة أخرى.
ومن البديهي أن لا تنطلي على أحد مزاعم النظام السعودي بأنه قرر وقف اطلاق النار مع اليمن لأغراض انسانية، بعد أن ثبت للعالم أجمع بأن القوات السعودية وقوات الدول الحليفة لها وفي مقدمتها أمريكا تسعى الى تدمير اليمن وقتل شعبه بكافة الاسلحة بما فيها المحرمة دولياً لارغامه على التسليم لإرادتها وإعادة نظام منصور هادي الى السلطة بهدف السيطرة على مقدرات هذا البلد الذي اكدت قواه الثورية استعدادها للتضحية بالغالي والنفيس من أجل إجهاض المشروع الصهيوأمريكي الرامي الى تقسيم المنطقة والتحكم بمقدراتها والعبث بمصيرها.
وتجدر الاشارة الى ان المجزرة التي ارتكبتها السعودية في تعز مؤخراً أثبتت بما لايقبل الشك أن منصور هادي الذي يتحدر من هذه المدينة لايهمه قتل الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية بقدر ما تهمه مصالحه الذاتية والفئوية والعودة الى السلطة بأي ثمن حتى وإن أبيد الشعب اليمني عن آخره.
وتجدر الاشارة أيضاً الى ان وقف اطلاق النار المؤقت الذي اعلنته السعودية السبت جاء بعد يومين فقط من زيارة وزیر الخارجیة الامریکي جون کیري الی الریاض وذلك بعد اكثر من اربعة أشهر من القصف المركز الذي تشنه السعودیة والدول الحليفة لها علی الیمن والذي أوقع آلاف الشهداء والجرحی حتى الآن غالبيتهم من النساء والاطفال، علاوة على الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه هذه الاطراف على هذا البلد الذي بات بأمس الحاجة الى المساعدات الانسانية لاسيما في المجالين الطبي والغذائي، اضافة الى ما يعانيه من نقص حاد في الوقود والطاقة الكهربائية التي دمرت محطاتها جراء العدوان السعودي.
وكان القیادي في حركة أنصار الله محمد البخيتي قد أكد أمس أن الحمولة التي ارسلتها السعودية عبر طائراتها التي هبطت في عدن في وقت سابق هي لیست مساعدات إنسانیة، بل هي عبارة عن أسلحة وتعزیزات عسکریة مرسلة للجماعات الإرهابية في هذه المدينة خاصة القاعدة لاراقة المزيد من دماء الابرياء.
في هذه الاثناء حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تزايد معاناة الشعب اليمني نتيجة القصف السعودي المتواصل على البلاد، مؤكدة ان هذه المعاناة وصلت الى درجات غير مسبوقة، وأصبح من المتعذر الوصول الى المناطق المتأثرة بالقصف لاخلاء القتلى والجرحى وتوفير المساعدات الضرورية.