الوقت- أعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، يوم الخميس الماضي عن تشكيل مجموعة العمل الخاصة بتنسيق وإدارة السياسة الأمريكية تجاه إيران، مؤكداً أنه يجب على طهران تغيير سلوكها داخلياً وخارجياً ولفت إلى أن "براين هوك"، الذي يشغل حالياً منصب مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية سيترأس "مجموعة العمل الخاصة بإيران".
السياسة الرئيسية لحكومة "ترامب" تجاه إيران
على الرغم من أن كلّاً من "بومبيو" و"هوك" رفضا الاعتراف في جلستهما التي عقدت يوم الخميس الماضي، بأن الإطاحة بالحكومة الإيرانية يُعدّ واحداً من أهم الأهداف التي تسعى المجموعة الجديدة لتحقيقها، إلا أنه من البديهي لأي شخص أن تغيير النظام الحاكم في طهران يُعدّ الهدف الرئيسي الذي تسعى حكومة "ترامب" القابعة تحت تأثير اللوبي الصهيوني- العربي، لتحقيقه وفي السياق ذاته، ذكرت العديد من وسائل الإعلام الصهيونية في يوليو / تموز الماضي بأن "بومبيو" عمل مع مجموعة العمل الخاصة به على وضع خطة "سرية" لنشر الفوضى في إيران.
مركز أبحاث المحافظين الجدد "هريتيج"
وفقاً لما كتبته العديد من المواقع الإخبارية، فلقد قامت الكثير من المواقع الالكترونية التابعة للإدارة الأمريكية، بشنّ حملة على الشبكات الاجتماعية لتعتيم الوضع الاجتماعي والاقتصادي في إيران ولفتت تلك المواقع إلى أن "بومبيو" قام بالعديد من الحملات الإعلامية ضد طهران منذ توليه زمام الأمور في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث قام بعد وقت قصير من تسلّمه حقيبة وزارة الخارجية الأمريكية في مايو من هذا العام، بالإعلان عن استراتيجيته تجاه إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بعد اجتماع عُقد في مركز أبحاث المحافظين الجدد "هريتيج" وفي سياق متصل ذكرت وكالة أنباء فارس في بيان صحفي لها، بأن الكونغرس الأمريكي كلّف وزارة الخارجية بإنشاء فضاء إعلامي الكتروني لخلق مناخ من الضغط النفسي على طهران
تويتر والفضاء الإلكتروني
يُعدّ وزير الخارجية الأمريكي أحد أهم العاملين القلائل في الفضاء الإلكتروني الذين يتعطشون للإطاحة بحكومة طهران، حيث قام خلال الفترة السابقة بنشر الكثير من الإشاعات الكاذبة التي يسعده سماعها وعّبر عنها بأنها أحداث واقعية حدثت في عدد من المدن الإيرانية ولمرات عديدة قام هذا الوزير الأمريكي المخادع بنشر إحصائيات مفبركة على "تويتر" ولقد اكتنف تلك الإحصائيات الكثير من الغموض الذي شدّ انتباه جمهوره في الفضاء الالكتروني لمحتوى تلك الرسائل، حيث إنه قام عقب وصول "ترامب" إلى البيت الأبيض بنشر رسم بياني غامض كان يهدف منه إظهار مدى نمو الاحتجاجات في الشوارع الإيرانية، ولكن الشيء المثير للاهتمام هو أنه لم يكن من الواضح من أين تم أخذ ونسخ هذه الرسوم البيانية ولم يكن من الواضح ما هو الشيء الذي يُظهره المحور الرأسي في هذا الرسم البياني.
وفي هذا الرسم البياني، يمثل المحور الأفقي الفترة من يناير 2017 إلى يناير 2018، ولكن كان من غير الواضح ما هو المتغير الذي كان يريد "بومبيو" أن يظهره على المحور الرأسي، الذي يتراوح نطاقه من 0 إلى 600 ولقد وّجه العديد من المراسلين الإعلاميين الكثير من الأسئلة بعد يوم واحد من تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، حول مصدر تلك الإحصائيات والغموض الذي كان يحيط بهذه الرسوم البيانية، لكن "بومبيو" لم يستطع الإجابة على تلك الأسئلة.
الاجتماع في مكتبة "رونالد ريغان" الرئاسية
من الأعمال الدعائية الأخرى التي قام بها "بومبيو" خلال الآونة الأخيرة، زعمه بأنه عقد اجتماعاً مع الجالية الإيرانية في مكتبة "رونالد ريغان" الرئاسية في العاصمة الأمريكية واشنطن ولكن الصور المنشورة أظهرت أن نسبة صغيرة من الجمهور الذين جلسوا في المقاعد الأمامية كانوا من الجالية الإيرانية القاطنة في أمريكا وفي خطابه هذا ركّز "بومبيو" جهوده على خلق أجواء اليأس وخيبة الأمل ورسم صورة سيئة عن الحكومة الإيرانية.
الأفكار القديمة بأسماء جديدة
هنا يتبادر إلى أذهان العديد من الناس، هل محاولة تغيير النظام الإيراني هو هدف جاء عقب تولي "بومبيو" منصب وزير الخارجية؟ وللإجابة على هذا السؤال، تشير العديد من الأدلة المختلفة بأن محاولات تغيير النظام السياسي لإيران، كانت هدفاً سعت إلى تحقيقه الحكومات الأمريكية السابقة وظهر في الحكومة الأمريكية الحالية على هيئة تشكيل "مجموعة العمل الخاصة بإيران"، في الواقع، لقد قامت أمريكا بالعديد من المحاولات لتغيير الحكومة الإيرانية خلال العقود الماضي وذلك على الرغم من أنها تعهدت في اتفاق الجزائر عام 1981 بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية ولقد قام مركز أبحاث الكونغرس الأمريكي في تقريره لعام 1395 بتوثيق مئات الملايين من الدولارات التي أنفقتها مختلف الحكومات الأمريكية للتأثير على التطورات الداخلية والميدانية في إيران بعد عام 2004.
إن الهدف من "مجموعة العمل الخاصة بإيران" التي أنشأتها الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي، يتمثل في تنسيق الجهود الأمريكية لتغيير النظام والحكومة الإيرانية وخلال السنوات الماضية قامت "كوندوليزا رايس"، وزيرة الخارجية الأمريكية في حكومة "جورج بوش"، بإنشاء مكتب الشؤون الإيرانية في عام 2006 بميزانية تبلغ 85 مليون دولار للتواصل مع معارضي إيران، وللعمل على تغيير نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.