الوقت- أعلنت الأمم المتحدة بلسان ناطقها الرسمي ستيفان دوجاريك مساء الجمعة هدنة إنسانية في اليمن والتي وافقت عليها السعودية ومن يقف خلفها كما الجانب اليمني، وبعد أقل من ثلاث ساعات على دخول الهدنة حيز التنفيذ قام الطيران السعودي بشن غارات جوية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، كما عملت المدفعيات على قصف المناطق اليمنية الحدودية. فقد أفادت الأنباء أن الطيران السعودي شن مجموعة غارات على جبل النقم بالعاصمة صنعاء بالإضافة إلى شارع الأربعين ومحيط جبل جرة وجبل الزنوج بمدينة تعز واستهدف طيران العدوان السعودي شاحنة محملة بالمواد الغذائية في الطريق العام بمدينة العريش بعدن، كما طال القصف المدفعي والذي لم يتوقف قرى الشريط الحدودي التابعة لمديرية حرض منذ فجر الجمعة.
المتحدث الرسمي باسم الإئتلاف السعودي المشؤوم صرح أن الإئتلاف لن يمضي بالهدنة الإنسانية التي اطلقتها الأمم المتحدة وهو ما يشير إلى دلالات كثيرة مفادها استهتار السعودية وحلفها بالأمم المتحدة وعدم احترامها لمواقفها وقراراتها ومواقف ومطالب المجتمع الدولي، وفي عرض لبعض مدلولات التصريح وانتهاك السعودية وحلفها للهدنة نوجز التالي:
عجز الأمم المتحدة في قراراتها وحضورها
لم يمض على الهدنة أكثر من ثلاث ساعات حتى خرقها العدوان السعودي وهو ما يشير بوضوح إلى أن الأمم المتحدة عاجزة في الوقوف بوجه المعتدين ووضع حد لهم وبالتالي الواقع والموقف السلبي للأمم المتحدة في حل القضايا، ومن هنا يطرح السؤال الأهم نفسه وهو لماذا لا تستخدم الأمم المتحدة أدواتها التهديدية التي يتيحها لها القانون والشرعية الدولية في سبيل وضع حد لتجاوزات وانتهاكات السعودية للشرعية الدولية وقراراتها؟ ولماذا تكتفي الأمم المتحدة بإصدار القرارات والعقوبات فقط بحق الدول والشعوب المناهضة للصهيونية والغرب؟ أوليست مقررات الأمم المتحدة قرارات يجب تنفيذها؟
السعودية لم تلتزم بتعهداتها الدينية والقانونية
لقد أثبتت السعودية ومن خلال خرقها لهذه الهدنة وكما الهدنة السابقة منذ أكثر من 5 أسابيع أنها لا تلتزم بتعهداتها الدينية والقانونية، فقد شنت السعودية عدوانا على الشعب اليمني ركزت خلاله على مفهومين أساسيين، الأول أنها تريد من خلال عدوانها إرجاع الشرعية وإجراء القانون في اليمن وهي اليوم من خلال خرقها الهدنة أوضحت للعالم أجمع أنها ضربت مفهوم القانون وملزماته التي ألزمت بها نفسها أمام الأمم المتحدة، والمفهوم الثاني التي ركزت عليه هو أنها الدولة الراعية للمسلمين وهي بخرقها الهدنة أيضا ضربت عموداً أساسياً من اعمدة الدين القائمة على إلتزام المواثيق والعهود.
الإئتلاف السعودي والإبادة الجماعية
منذ أن بدأ الإئتلاف السعودي عدوانه على اليمن وهو يعتمد سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية، فطائراته لم تميز بين الصغير والكبير ولا الرجال والنساء والشيوخ ولا البشر والحجر وصواريخها طالت المستشفيات والمدارس والجوامع وشاحنات المؤن الغذائية، وهي في إعلان الهدنة الإنسانية ترى ثقلا عليها وعلى اهدافها إذ ترى في ذلك حائلا ومانعا في إكمال تحقيق بنك الاهداف القائم على القتل والقصف كيفما شاء واينما كان. إلا أن الشعب اليمني وأمام هذه الإنتهاكات سوف يلجأ في نهاية المطاف إلى خيار إستراتيجية الدفاع عن النفس بعد أن تكون الحجة قد ألقيت، فاليمنيون منذ اليوم الأول للعدوان اعتمدوا مبدأ الإسلام القائم على إعطاء الفرص وإلقاء الحجة قبل الإقدام على أي خطوة.
صمت أمريكي ودولي ومنظمات حقوق الإنسان
من واضحات الأمور أن الشعوب لا تتوقع من المجتمع الدولي وأمريكا وغيرها من الدول أي رد فعل وموقف إتجاه الملف اليمني أو غيره من الملفات وخرق الهدنة، فشعوب المنطقة تدرك جيدا أن أمريكا هي راعية الإرهاب في المنطقة والمغذية له، وانه أصل مبدأ نقض العهود، وإحتلال العراق وأفغانستان ومن ثم دعم جماعات التكفير الواضح والصريح خير دليل على ذلك، إلا أن السؤال يطرح من باب الاستغراب من أمريكا التي تدعي محاربة الإرهاب ودعم التحرر، إلا أنها لم تحرك ساكنا أمام الإبادة الجماعية التي ترتكبها السعودية في اليمن ونقضها العهود والمواثيق، لأن واقع الحال يؤكد على أن هذا العدوان ما هو إلا عدوان بالوكالة تنفذه السعودية وحلفها لمصالح أمريكية إسرائيلية. ليبقى الاستغراب من منظمات حقوق الإنسان التي لم تتحرك حتى الآن بالمستوى المطلوب ولم يُجد استنكارها وتقاريرها المرسلة عن الوضع الإنساني اليمني جراء العدوان اي نتيجة تذکر.