الوقت- في وقت تعتبر فيه امريكا نفسها رائدة وملهمة لغيرها في القيم وحقوق الانسان تعتبر اوضاع المرضى العقليين في هذا البلد مؤلمة للغاية وخاصة في داخل السجون واحدث الانتهاكات الامريكية في هذا المجال وثقتها منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها الاخير الذي صدر في شهر مايو من العام الحالي وجاء في 133 صفحة واشتمل على وصف التعامل الوحشي وغير الانساني للسجانين مع المرضى العقليين.
أساليب تعذيب المرضى العقليين
يستخدم السجانون في امريكا العنف غير الضروري وحتى وسائل وادوات التعذيب ضد سجناء يعانون من امراض نفسية مثل شيزوفرنيا (نوع من انواع الجنون) ومرض الاكتئاب ثنائي القطب ويستخدمون البخاخات الكيميائية التي تؤدي الى حالات اختناق لهؤلاء السجناء بالاضافة الى الصدمات الكهربائية وربط السجناء بالأسرة وكسر عظام الفك والأنف والضلوع وعدم تضميد الجراح، وتؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش ان هذه الاساليب الوحشية تزيد من حدة الامراض العقلية لدى هؤلاء السجناء.
وقد اشار التقرير الى عشرات حالات التعذيب المماثلة مؤكدا ان هناك 5 آلاف سجن ومركز اعتقال والمراكز التي تسمى بالمراكز الاصلاحية في امريكا تجري فيه عمليات التعذيب هذه، ويعتقد الخبراء ان عمليات التعذيب تزداد يوما بعد يوم وتنتشر بشكل اكبر.
ويعتقد معدو هذا التقرير ان عدم معالجة هؤلاء المرضى العقليين بشكل كاف وعدم وجود عمليات مراقبة لمنع حدوث عمليات التعذيب وعدم ملاحقة مسؤولي السجون قانونيا وضعف الادارة في السجون سيزيد من فداحة الاوضاع في المستقبل حيث تشير الاحصائيات إلى ان هناك الآن 360 الف مريض عقلي في السجون الامريكية.
العاهات العقلية وسوء المعاملة
يشير تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن الاجواء في السجون الامريكية هي كئيبة وتزيد من القلق النفسي وتصيب الاشخاص السالمين بالامراض النفسية فكيف بالمرضى العقليين الذين لا يتأقلمون مع اوضاع السجون الا بصعوبة بالغة، ويعتبر السجانون عدم التأقلم هذا اجراما يستحق العقاب ويبادرون الى معاقبة هؤلاء المرضى العقليين الذين يشكلون على سبيل المثال 40 بالمئة من السجناء في نيويورك.
الخدمات العلاجية النفسية
يذكر التقرير ان الكثير من المرضى العقليين في السجون الامريكية هم محرومون من تلقي العلاج والخدمات الطبية كما يتم زجهم في زنزانات انفرادية بمجرد فقدانهم لاعصابهم ويتعرضون للضرب المبرح والتعذيب القاتل، كما يتم معاملة الذين يقبعون في الزنزانات الانفرادية بشكل قاس ويحرمون من الطعام وان اكثر عمليات التعذيب ضد المرضى العقليين يتم في الزنزانات الانفرادية.
استخدام القوة
يستخدم موظفو السجون والسجانون القوة بشكل مستمر ويومي ضد المعتقلين المرضى حتى في الاوقات التي يمكن فيها تجنب استخدام القوة، كما ان هؤلاء الموظفين والسجانين لايراعون حتى قوانين الشرطة الامريكية في التعامل مع المعتقلين ولايكترثون بشكاوى المعتقلين كما لا يتم معاقبة السجانين وموظفي السجن الخاطئين والذين يقومون بارتكاب اعمال منافية للقانون دون أي خوف من العقاب.
ويشير تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش إلى ان السجون الامريكية كانت على الدوام احد ابرز مصاديق انتهاك حقوق الانسان في هذا البلد واذا تم اضافة عمليات التعذيب التي يتعرض لها المرضى العقليون وعمليات الاعدام التي تجري ضد هؤلاء الى التعذيب الذي يمارس ضد النساء والاطفال واليافعين والمواطنين السود فعندئذ يمكن القول بأن امريكا هي بؤرة كبيرة لانتهاك حقوق الانسان بأبشع الاساليب ولا يحق لها ابدا ان تدعي بأنها مهد الديمقراطية وحقوق الانسان وما شابه ذلك من الشعارات الفضفاضة في العالم، وتعتبر اوضاع هؤلاء المرضى العقليين خير دليل على زيف الادعاءات الامريكية بأن واشنطن تسعى الى نشر قيم حقوق الانسان في العالم لأن فاقد الشيء لايعطيه.