الوقت- قضت محاكم النظام البحريني، اليوم الخميس، ببراءة الأمين العام لجمعية "الوفاق" البحرينية الشيخ علي سلمان والشيخ حسن سلطان والقيادي "الوفاقي" علي الأسود في قضية التخابر مع قطر، بعدما حُكم بالسجن 4 سنوات بتهمة "التآمر على الدولة" ليُشدّد الحكم ويُرفع إلى التسع سنوات.
وعلى الرغم من دحض الافتراءات التي سيقت بحقّ الشيخ سلمان وعرض جزء من المكالمات الهاتفية لسماحته ورئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم التي تُظهر كيف تمّت الوساطة القطرية بإيعاز وطلب من الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، إلّا أن سلطات المنامة مضت في اتهاماتها، وأصرّت على فرض محاكمة كيدية وصورية للأمين العام لـ "الوفاق".
وتعتبر محاكمة الشيخ سلمان خلاصة لأكثر من 10 آلاف محاكمة سياسية في البحرين منذ بدء التحركات الشعبية في المملكة، وإثر تفجّر الخلاف السعودي الإماراتي البحريني مع قطر، تحوّلت المبادرة الأمريكية الخليجية لحلّ أزمة البحرين إلى مؤامرة.. سابقةٌ لم تحدث في تاريخ الدبلوماسية والمفاوضات في العالم.
المحكمة التي تتولّى القضية امتنعت عن نشر المكالمات الخاصة بالشيخ سلمان ورئيس وزراء قطر السابق كاملة، لأنه ليس من الممكن أن يستمع أيّ شخص إليها دون أن يتيقّن من براءة الأمين العام لـ"الوفاق".
وبحسب المعلومات، عمدت إدارة سجن "جو" المركزي حيث يقبع الشيخ سلمان الى سرقة 45 ورقة كُتبت فيها ملاحظات سماحته حول هذه المزاعم مُفصّلًا إيّاها بشكل موضوعي ودقيق، في المقابل، رفضت المحكمة إعادة تلك الأوراق المسروقة.
وطالبت 34 منظمة حقوقية دولية من 25 دولة، أمس الأربعاء، بإسقاط جميع التهم الموجهة للشيخ علي سلمان، أمين عام أكبر جمعية معارضة في البحرين، جمعية الوفاق الوطني الإسلامية والإفراج الفوري وغير المشروط عنه بعد تلقيه حكما بالسجن لأربع سنوات على خلفية خطابات سياسية ألقاها بالعام ٢٠١٤، مضيفة بأنّ السلطات البحرينية وجهت للشيخ علي سلمان في قضية أخرى جديدة لا أساس لها تهم كيدية مدفوعة بدوافع سياسية قد تصل عقوبتها لحد الإعدام.
وأشارت المنظمات إلى أنَّ المحاكمة الأخيرة ضد الشيخ علي سلمان تؤكد الإطباق على الفضاء الديمقراطي في البلاد، ومع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب البحريني لعام 2018، قامت الحكومة البحرينية بحل جمعية “وعد” ، أكبر جمعية يسارية وعلمانية، وعلقت إلى أجل غير مسمى الصحيفة المستقلة الوحيدة في البحرين “الوسط”، بالإضافة إلى دعم قرارها القضائي التعسفي في عام 2017 بحل جمعية الوفاق المعارضة.
يشار إلى أن حكم براءة الشيخ سلمان يعني أن سماحته سينهي فترة محكوميته في 28 كانون الأول/ديسمبر المقبل.