الوقت- أثارت زيارة الداعية السعودي محمد العريفي إلى الأردن، احتجاجاً واسعاً في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي الأردنية، وسط دعوات غاضبة لترحيله، وقد أطلق ناشطون على الشبكات الاجتماعية هاشتاق (وسم) # اطرودا_العريفي_من_الأردن، تعبيراً عن رفضهم لاستقبال الداعية الوهابي على الأراضي الأردنية.
وهذه المرة الثانية التي يُطلق فيها هذا الوسم، بعد الزيارة السابقة التي قام بها العام الماضي، والتي لقيت دعوات معارضة أيضاً.
وكان العريفي قد حضر إلى الأردن، لإلقاء محاضرة في أمسية رمضانية في مدينة إربد، وقد رافقه عدد من الضباط الأردنيين لحمايته، واحتشد لاستقباله حسبما صرحت به صحف سعودية رسمية حوالي 20 ألف من مناصريه، إلا أن موقفاً معاكساً من الزيارة برز في تصريحات الصحف وعلى الشبكات الاجتماعية.
حیث انتقد الكاتب الأردني باسل الرفايعة، زيارة العريفي في مقال له بعنوان: "ماذا يفعل العريفي في الأردن؟"، شن فيه هجوماً شديداً على الداعية السعودي، متسائلاً بالقول: "مَنْ الذي دعاهُ، وفتحَ له الملعبَ البلديّ في مدينة إربد، ليتدافعَ نحوه جمهورٌ زادَ عن 20 ألفاً، لُوحظَ فيه حضورٌ لافتٌ للسوريين المقيمين في الأردن؟".
وتابع يقول: "ألسنا كدولةٍ أردنية منخرطة في الحرب على الإرهاب والمحرضين عليه"، أَمْ أننا في نفاقٍ سياسيٍّ مبين؟، أين عقلُ الدولة؟ ما الجدوى من دعوة رجلٍ حريصٍ على نشر الجهل، والدعوة إليه".
ولفت الرفايعة إلى دعوات العريفي إلى التطرف مشيراً إلى أنّ الأخير يدعو الى غزو الغرب المسيحيّ، وإجباره على الاسلام، أو دفع الجزية، وأنّه لا يعتبر تنظيم القاعدة تكفيرياً، ويترحّم على أسامة بن لادن، وأبي مصعب الزرقاوي، الذي قتل الاردنيين والعراقيين وكثيرا من العرب.
ويرى نشطاء في العريفي أحد أبرز الشخصيات المسؤولة عن الدعوة للتطرف والارهاب في كل من سوريا والعراق، كما يُعتبر أحد نجوم قناة "صفا" الوهابية التي أغلقت السلطات السعودية والكويتية مكاتبها في كل من السعودية والكويت، لدورها في بث الفتنة المذهبية، في أعقاب التفجيرات التي استهدفت مصلين شيعة أثناء تأدية صلاة الجمعة.
وقد تفاعل متابعون على شبكات التواصل الاجتماعي مع هاشتاق #اطردوا_العريفي_من_الأردن، وقال أحد المغردين: "إن العريفي يهاجم العراق من الأردن، رغم أن بغداد تمنح عمان هبات نفطية لا يمكن الاستغناء عنها."
وتابع آخر: "سينادي هنا بالجهاد في العراق وسوريا، ثم يتجه إلى لندن"، مشيرًا بذلك إلى رحلة قام بها العريفي إلى العاصمة البريطانية بعد زيارته الشهيرة العام قبل الماضي إلى القاهرة.
وذكرت مغردة تدعى هدى أنها كانت تحب العريفي، لكنها لم تعد تتعاطف معه بعدما أصبح يحرض الناس على الذهاب للقتال في مناطق فتنة دون أن يذكر شيئًا عن فلسطين رغم أنها مكان الجهاد الحقيقي.
وطالب كثير من المعلقين الحكومة والأجهزة الأمنية بترحيل الداعية العريفي فورًا، وهو ما رد عليه مناصرون للشيخ بالرفض وابداء سعادتهم بوجوده بينهم.
وكانت الكاتبة السعودية سمر المقرن، قد حذرت على صفحة التواصل الاجتماعي "تويتر"، أهل الأردن من زيارة الداعية الوهابي محمد العريفي، واصفة الرجل بأنه "صاحب فتنة".
وردت "المقرن" في تغريدة لها على هاشتاق #اطردوا_العريفي_من_الأردن قائلة: "أحذّر أهلي وأصدقائي في الأردن من هذا الرجل الذي سيزوركم قريباً فهو صاحب فتنة فخافوا على وطنكم حفظه الله من الفتن ولنا فيما فعله بمصر والسعودية عظة وعبرة".
وأضافت في جانب آخر من ردّها: "ولنفكر سوياً بخطورة هذا الفكر الذي يجتاح المنطقة الخليجية والعربية، هذا الفكر الممسوخ الخطير الذي يرفع راية الدمار والدماء على جبينه، وبالتالي نحن جميعاً نحمل على جبيننا العار أمام المجتمع الدولي جراء تصرفات ذوي هذا الفكر."
وللعريفي دور كبير في تجييش الشباب السعودي والعربي وتحريضهم على القتال في سوريا إلى جانب العناصر التكفيرية المسلحة، ولا يزال يمارس دوره أمام أعين السلطات رغم ادّعائها بمواجهة الإرهاب. وقد تعرض للاعتقال أكثر من مرة على يد السلطات السعودية، كانت إحداها في تموز 2013 والأخيرة في منتصف 2014 وذلك بعد أن انعكست دعواته التحريضية على أمن السعودية، وهو ما تسبب بعدد من التفجيرات الارهابية خلال الأشهر الماضية.