الوقت- بعد إعلان محمد علوش، رئيس المكتب السياسي الخارجي في تنظيم "جيش الإسلام" الإرهابي، استقالته يوم أمس، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" بالخبر، بين مرّحب لهذه الخطوة، حيث وصفه ناشطون بالخائن والسارق الذي باع القضية مرددين شعار "انتهى دورك وخلصت المهمّة"، وبين مندّد بها مطالبين قيادة التنظيم بعدم قبول الاستقالة.
وفي تغريدة له على تويتر وصف علوش استقالته بأنها تعود لقناعته بوجوب فسح المجال أمام الطاقات الجديدة لتأخذ دورها في العمل الثوري والسياسي، ولتستلم المهام التي كان يقوم بها"، وختم بيانه قائلاً "أرجو التفضل بقبولها وأؤكد أنني سأبقى جندياً في صفوف الثورة فاعلاً في خدمتها".
أسباب الاستقالة
وفي هذا الشأن قال محللون سوريون تابعون للمعارضة المسلحة أن هناك عدة أسباب دفعت علوش إلى الاستقالة وهي كالتالي:
1- اتهامه بسرقة 47 مليون دولار قدّمتها السعودية لهم، قالت مواقع معارضة اليوم، إن قيادات في تنظيم “جيش الإسلام” الإرهابي، طالبت رئيس المكتب السياسي السابق في الجيش محمد علوش بإعادة 47 مليون دولار إليهم، وذكرت المواقع نقلاً عن القيادات أن مبلغ الـ 47 مليون دولار كانت قد قدمته السعودية لجيش الإسلام مطلع العام الحالي، والذي أخفاهم علوش قبل استقالته مما يسمى المكتب السياسي.
2- فشله أمام إنجازات الجيش السوري في الغوطة الشرقية المعقل الرئيس لجيش الإسلام، حيث مني التنظيم بهزيمة كبيرة أدت إلى إخراجهم من ريف دمشق إلى إدلب، واتهمه أعضاء التنظيم أنه السبب الرئيس بتهجير المسلّحين وعائلاتهم من مناطق عدّة في محيط دمشق، أبرزها منطقة دوما في الغوطة الشرقية، مشيرين إلى أنّه "فرط المسبحة ليبدأ حياته بعد أنْ أنهى حياة خِيرة شبابهم ومشى على دمائهم إلى تركيا وأوروبا حيث يعيش سالماً غانماً متنعّماً بما جناه من عرق جبين الثوّار".
3- اتهامه بالخيانة والنفاق وهدر دماء السوريين دون تحريك ساكن بعد تسليمه السّلاح الذي كان في القلمون، وقال أحد أعضاء التنظيم إن هذا السلاح كان بإمكانه إيقاف معركة الغوطة عبر استخدامه لمؤازرة تنظيم جيش الإسلام لو كان في يد رجال شرفاء، إلّا أنَّ السلاح كان بيد الخائن علوش الذي سلّمه"، متسائلاً عن دور جيش الإسلام في جرابلس وهل يستطيع أن يخدم الثوار هناك بينما لمْ يحقّق تطلعاتهم في قلب العاصمة، على حدّ قولهم.
من أين لك هذا؟
وبعد اتهام أعضاء جيش الإسلام محمد علوش بسرقة 47 مليون دولار، عاد نشطاء التواصل الاجتماعي لنشر التقارير المالية التي رصدها ناشطون إعلاميون يتبعون للمجموعات المسلحة، تحدثت عن ثروة المدعو محمد علوش الرئيس السابق للمكتب السياسي لجيش الإسلام.
وتحت هاشتاغ "من أين لك هذا"، عبر النشطاء عن استيائهم من الأموال التي كان يتلقاها علوش، في حين يعاني أفراد التنظيم الإرهابي من نقص في الإمداد والذخائر والطعام نتيجة المعارك بين الفصائل المسلحة.
وتحدثت التقارير عن المدخول الشهري لعلوش خلال فترة ما يسمى بالـ "الثورة"، حيث يتقاضى علوش راتباً شهرياً وقدره 3000 آلاف دولار من جيش الإسلام بصفته رئيس المكتب السياسي. كما يتقاضى ايضاً 3000 آلاف أخرى شهرياً عن منصب كبير المفاوضين، وعن كل مهمة سفر لحضور المؤتمرات مبلغ “3000$”، ومبالغ تبرعات من مشايخ وتجار عن طريق “العرعور” و”عماد الدين خيتي” ، يضاف لها راتب من هيئة شام الإسلامية “1500$” شهرياً.
8 أسماء مرشحة لاستلام مكان علوش
استقالة علوش نزلت كالصاعقة على قيادة التنظيم الإرهابي قائلين إن استقالته تُعَدُ من أكبر الانهيارات التي تواجه التنظيم حالياً، وإن (جيش الإسلام) عليه اختيار شخص قوي لأن علوش كان يملك علاقات دولية، وكان يحصل بناء عليها على تمويلات للتنظيم.
وقال بعض المقربين من التنظيم أن القيادة تبحث عن شخص جديد وهم يفاضلون بين 8 أشخاص مُرشَّحين بقوة لتولي منصب رئيس الهيئة السياسيَّة خلفًا لـ «علوش»، وأضاف المصدر إنه على الأرجح سيكون الشخص المنتخب من خارج عائلة علوش وإن الهدف هو اختيار شخص يستطيع استكمال المفاوضات مع "النظام السوري" وحلفائه، تحت مظلة الأمم المتحدة، التي تعثرت إضافة إلى طلبات تغيير المفاوض من جانب (جيش الإسلام)، الأمر الذي كان سبباً رئيسيّاً في استقالة علوش". وقال المصدر، إن التنظيم يحاول اختيار شخص من الهيئة السياسيَّة؛ ليكون على دراية بأبعاد العمل السياسي إلى جانب حسن التفاوض.