الوقت- تربية الاطفال أمر في غاية الصعوبة، وخاصة في المراحل الأولى للطفل حيث يجب معاملته بطريقة خاصة مليئة بالحب والحنان والشدة في نفس الوقت. وتزداد صعوبة التربية عندما يكون الطفل يعاني من مشاكل على المستوى النفسي حيث لا يجب في هذه الحالات الإفراط في الحنان والاستجابة لكافة مطالبه بما يؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل، إضافة الى ان الشدة والعناد في هكذا حالات سوف تجعلان الطفل عصبي وعنيد، لذا يجب الوصول إلى طريقة صحيحة عند التعامل مع هكذا نوع من الاطفال.
وفي موضوعنا اليوم سوف نتطرق الى موضوع مهم تعاني منه شريحة كبيرة من الأطفال وهو " ادمان الأطفال على الألعاب الالكترونية"، وللوهلة الأولى قد يظن البعض ان كلمة ادمان قد تثير الاستغراب والتحفظ عند القارئ، حيث يظن البعض ان هذه المشكلة لا تتسم بالخطورة حتى نطلق عليها لفظ الادمان وفي حقيقة الأمر ان تلك الرؤية المبسطة لحالة ادمان الالعاب الالكترونية من الخطأ بمكان ان تكون استراتيجية تعاملنا مع هذا الملف باستهتار وتهاون.
أحدثت التكنولوجيا الحديثة ثورة كبيرة في العالم، الا انها كان لها أثراً سلبياً كبيراً على حياتنا وبالأخص على حياة اطفالنا، حيث أحدثت فجوة كبيرة بين افراد البيت الواحد، فنرى كل فرد من أفراد العائلة ممسكاً هاتفه الشخصي، صانعاً لنفسه عالمه الخاص، إضافة الى تأثيراتها السلبية على المستوى النفسي للأطفال بحيث ساعدت على الانطوائية والعزلة والتسبب ببعض الأمراض النفسية نتيجة إدمان الأطفال عليها بعيداً عن متابعة ومراقبة الأهل لهم.
الألعاب الالكترونية
منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولدت أجيال عديدة من الألعاب الالكترونية، كالأتاري، سيجا، بلاي ستيشن، مايكرو... الى ان تحققت نقلة نوعية في عالم الألعاب الالكترونية في أيامنا هذه لتنتج نوعاً جديداً من الألعاب متواجدة على الهواتف النقالة والآيباد والكمبيوتر التي تلعب اليوم دورا كبيراً في ملء أوقات فراغ الأطفال والمراهقين.
ولا تقتصر هذه الألعاب الالكترونية الحديثة على عدد معين من الالعاب انما هو عالم واسع يتعلم منه أولادنا شن الحروب واحتلال العالم كله، إضافة الى تعلمه نهب بلدان وقتل كثير من الناس. كما يمكنهم تعلم لعب كرة القدم، او حتى تعلم قيادة الفورمولا واحد.
وفي بداية ظهور هذه الالعاب، كان يعتقد أنها مجرد لعبة للترفيه، ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن يعرف الجميع ان هذه المتعة قد تكون سببا لإيذاء أطفالنا. حيث اثبتت تقارير أن الألعاب الالكترونية الحديثة ينتجها مجموعة من الاشخاص الذين لديهم مصالح معينة وأهداف خبيثة قد تؤثر بشكل كبير على سلوكيات اطفالنا.
اضرار الالعاب الالكترونية:
-الإدمان: الخطر الأول والأكبر من الاستخدام المستمر لألعاب الكمبيوتر هو أن تعتاد على ذلك. ربما كنتم قد سمعتم أن مراهقة لعبت لمدة يومين كاملين على الايباد دون تناول الطعام مما اضطر أهلها الى اخذها الى المستشفى في نهاية المطاف. ان ألعاب الكمبيوتر يمكن أن تخلق شغف كبير للأطفال والمراهقين، وهذا العامل يزيد من شغف واهتمام الأطفال والمراهقين فيها.
- أمراض الرؤية والجهاز العصبي: ان تحديق الأطفال بشكل مستمر ولفترة طويلة لشاشات الكمبيوتر والهواتف النقالة ومن مسافة قريبة جداً قد يسبب امراضاً في اعين الأطفال، ومن ناحية أخرى، قد يسبب مشاكل في الجهاز العصبي مثل الصداع والغثيان والدوار.
-التغيرات الروحية: اكتساب الطفل سلوكيات سلبية مثل العنف والعدوانية وأثبتت دراسات متخصصة ان معظم عنف المراهقين في العالم سببه الرئيسي ادمان الالعاب الالكترونية.
- الانزواء: ان اللعب المتزايد بالألعاب الالكترونية من قبل الأطفال أو حتى الكبار يؤثر سلباً على الترابط الأسري، كما قد يخلق خللاً في شخصية الأطفال تحديداً في حال دخلوا على مواقع مشبوهة في ظل غياب الرقابة الأبوية، وقد تصيبهم بالاكتئاب أو تولد لديهم العنف ويصبحون أكثر انزوائيا بحيث يصبح الايباد الصديق الوحيد لهؤلاء الاطفال.
-السمنة: ان الجلوس المستمر وراء الكمبيوتر وتقليل النشاط البدني يمكن أن يسبب زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال خاصة إذا ترافق اللعب مع وجود حلويات كرقائق والكعك والشوكولاتة.
-آلام أسفل الظهر وآلام في الرقبة مع ضعف شديد في عضلات المثانة مع كسل شديد في العضلات.
-تأخر دراسي وضعف ملحوظ في التحصيل العلمي.
الآباء وألعاب الكمبيوتر
ان الاهل في اغلب الأحيان يكونون في موضع المتفرج على العاب أولادهم، وعدد قليل منهم يلعبون مع أطفالهم، في حين ان لعبهم مع أطفالهم هو واحد من أفضل الطرق لخلق المزيد من العلاقة الحميمة معهم. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الاهل ان يعملوا بشكل فاعل ومؤثر من اجل تجنيب أولادهم الاثار السلبية للألعاب الالكترونية، بحيث يجب ان:
- أولا: لابد من تعليم الطفل ان هناك وقت محدد يقضيه امام اللعبة ويجب عدم السماح لهم اللعب أكثر من الساعات المقررة لذلك.
ثانيا: مرافقة أطفالهم الى محالات الألعاب الالكترونية وعدم السماح لهم بشراء الألعاب التي قد تحمل طابع العنف والضرر.
ثالثا: تحقق من الفئة العمرية التي يتم تضمينها في الألعاب.
رابعاً: الالتفات إلى حقيقة أن الكمبيوتر ليس للعب فقط، بل يمكن من خلاله تعليم أطفالهم مهارات أخرى كالرسم وقراءة الكتب والخ...
خامساً: يجب على الآباء التخطيط لأوقات فراغ أطفالهم بحيث لا تغطي لعبة الكمبيوتر سوى جزء من الوقت، وينبغي ألا تهمل أنواع أخرى من الألعاب، وخاصة الألعاب ذات النشاط البدني والألعاب العقلية.
ختاماً، وكما قيل "درهم وقاية خير من قنطار علاج" ننصح الاهل بالتالي: راقب طفلك، واقترب منه، وكن صديقا محبا اليه، حتى تنجح دائما في حمايته من كل أنواع المخاطر.