الوقت- لا يزال موضوع تواجد القوات الأمريكية على الأراضي العراقية محط تساؤل لدى غالبية الشعب العراقي والفصائل العراقية الفاعلة على الأرض هناك والتي ساهمت في تحرير العراق من قبضة تنظيم "داعش".
والجميع يتساءل اليوم عن سبب تواجد ما يقارب من 6000 جندي أمريكي ينتشرون في سبع محافظات وثماني قواعد عسكرية تتمثل بـ" فيكتوري في مطار بغداد الدولي، الحبانية في الانبار، بلد الجوية في صلاح الدين، التاجي في بغدادا، عين الأسد في محافظة الانبار، القيارة الجوية في نينوى، رينج في كركوك، أربيل".
وتدّعي القوات الأمريكية أن مهمتها في العراق تقتصر على ثلاث مهام " تدريب القوات الأمنية، تقديم المشورة العسكرية، دعم القوات الأمنية بالعتاد"، ولكن اليوم وبعد خروج داعش من العراق ما هي مهمة هذه القوات هناك، خاصة أنها لم تكن عامل مساعد في طرد التنظيم بل ساعدت بانتشاره وتمدده.
أسباب المطالبة بخروج القوات الأمريكية؟!
وزادت المطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق بعد حادثة قيام مروحيات أمريكية بقصف ناحية البغدادي وقتل 7 وجرح آخرين من بينهم مدير الناحية ومدير الشرطة وبعض منتسبي الأجهزة الأمنية، واليوم هناك 15 فصيل مسلح يطالبون بخروج القوات الأمريكية من العراق ويهددون باستهدافها، ونذكر من هذه الفصائل " عصائب اهل الحق، كتائب حزب الله، حركة النجباء وغيرها".
وفي يوم أمس هدد القيادي في الحشد الشعبي، قيس الخزعلي، خلال مؤتمر عشائري، باستهداف القوات الأمريكية في العراق، مؤكداً على رفض استمرار الوجود العسكري الأمريكي في البلاد بعد القضاء على تنظيم "داعش".
وفي تصريح له توعد الامين العام لعصائب اهل الحق "قيس الخزعلي" القوات الأمريكية، قائلا: "سنجعلها عليكم ليلة ظلماء ليس فيها دليل وسنستهدف قواتكم في حال رفضها مغادرة العراق طوعا.. مئاربكم واهدافكم باتت واضحة".
وسبق وأن هاجم الخزعلي القوات الأمريكية في العراق مبينا أن تواجد تلك القوات يطرح أسئلة خطيرة.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أيضا قد حمل بشدة على القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، وطالب بمحاسبة المتسببين بقصف القوات العراقية في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار.
وخلال الأسبوع الماضي، اعتبر النائب في البرلمان منصور البعيجي، بقاء القوات الأمريكية في العراق مخطط لتقسيم البلد، مطالبا الحكومة بالإسراع لإخراج تلك القوات.
وقال البعيجي، في بيان له، إن "امريكا تعمل من اجل التمدد ليس في العراق وحسب وانما في الدول المجاورة، وستصنع من الاراضي العراقية دائرة لصراعتها وهذا ما لا نسمح به نهائيا".
وأضاف البعيجي أن "الحديث عن وجود مستشارين أمريكيين هو لخلط الاوراق والتغطية على بقاء هذه القوات، فان كانوا مستشارين ما هو سبب وجود ناقلات عسكرية و دبابات وطائرات وهذه الاعداد الكبيرة للجنود ما هو دورهم".
ما الذي يؤكد مخاوف العراقيين من التواجد الأمريكي؟!
الواضح ان واشنطن تريد التمدد في العراق والحفاظ على المكاسب التي حققتها القوات العراقية وسرقة نصر العراقيين على داعش وانسابه لها، فعلى سبيل المثال نجد القوات الأمريكية اليوم تعمل على إنشاء قاعدة جديدة قرب الحدود مع سوريا، وهذا يدل على رغبتها بالبقاء وليس الخروج.
ويوم امس أوضح رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حاكم الزاملي، أن واشنطن تعمل على إنشاء قاعدة جديدة قرب منفذ الوليد الأنبار على الحدود السورية في المنطقة الصحراوية الواسعة، لتكون قريبة من سوريا، لإحداث توازن في الصراع الدائر هناك مع روسيا وإيران".
أما وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون، فقد صرح خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش المنعقد في الكويت: أن "خطر تنظيم "داعش" ما زال قائما وأن دحره يتطلب الحفاظ على "التحالف الدولي".
وقد سانده في ذلك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ينس ستولتنبرغ": قائلا: "الحلف الأطلسي "ناتو" مستعد للاستجابة لدعوة وجهتها الولايات المتحدة له لتوسعة مهمة تدريب صغيرة يقوم بها في العراق دعماً لإعادة إعمار".
يذكر ان القوات الأمريكية انسحبت من العراق في 13 كانون الأول 2011، وعادت القوات الأمريكية إلى العراق في آب 2014 بعد دخول داعش، وربما تريد من ذلك ملء الفراغ الذي سببه داعش في العراق وبقاءها هناك يدل على انها لا تريد الاستقرار للعراق الذي عانى من ويلاتها ما يقارب عقدا من الزمن.