الوقت- بعد تأجيل استمر لعدة أسابيع لزيارة نائب الرئيس الأمريكي "مايكل بنس" إلى منطقة الشرق الأوسط، بسبب موجة الغضب التي اجتاحت معظم الدول العربية والإسلامية على خلفية القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في وقت سابق والذي دعا فيه إلى الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، بدء "بنس" يوم الجمعة الماضي جولته المشؤومة وقام بزيارة مصر والتقى برئيسها وبحث معه بعض القضايا السياسية المتعلقة بالمنطقة ولاسيما قضية إحياء العملية السلمية بين الدول العربية والكيان الصهيوني للاعتراف بمدينة القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني.
وفي وقت متأخر من مساء امس السبت وصل "بنس" إلى العاصمة الأردنية "عمان"، حيث التقاء يومنا هذا بالملك "عبد الله" وتباحثا حول القرار الأمريكي السخيف الداعي إلى الاعتراف بمدينة القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لذلك الكيان الغاصب ومن المقرر أن يقوم "بنس" في نهاية جولته الشرق أوسطية هذه بزيارة إسرائيل لطمأنتها برضوخ بعض الدول العربية وقبولها الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. يُذكر أن الشارع العربي قابل هذه الزيارة المشؤومة بالرفض المطلق وكانت له الكثير من ردود الأفعال المنتقدة وهنا سوف نستعرض ابرز ردود الأفعال تلك:
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
وفي هذا الصدد طالب "فوزي برهوم" الناطق الرسمي لحركة "حماس" امس السبت بمقاطعة زيارة نائب الرئيس الأمريكي واعرب بأن تلك الزيارة غير مرحب بها ولفت إلى ضرورة الوقوف في صف واحد لإفشال تلك المخططات الصهيو أمريكية التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وأضاف "برهوم" قائلا: "إن حماس تعتبر زيارة نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة غير مرحب بها ولا يوجد أي مبرر لاستقباله واللقاء به من أي مستوى كان".
حركة فتح الفلسطينية
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم حركة فتح "اسامة القواسمي"، إن زيارة "مايك بنس" نائب الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، غير مرحب بها. وأضاف قائلا: "إن "بنس" أدلى بتصريحات عنصرية ومتطرفة ضد شعبنا الفلسطيني واعتبر القدس عاصمة تاريخية ودينية للشعب اليهودي وذلك في مخالفة واضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية". وتابع قائلا : " لقد قام "بنس" منذ يومين وقبيل زيارته للمنطقة بإصدار تصريح اعتبر فيه أن القدس اُخرجت من طاولة المفاوضات" ولفت القواسمي إلى أن زيارة "بنس" جاءت للترويج لقرار الرئيس الأمريكي "ترامب" باعتماد مدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
الشيخ نافذ عزام
من جهته اعرب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الشيخ "نافذ عزام" اليوم الأحد، بأن هذه الجولة التي يقوم بها نائب الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط ستصب في مصلحة الكيان الصهيوني. وأضاف قائلا:" إن القرارات الأمريكية كلها عدائية تجاه الشعب الفلسطيني ولا يجوز للدول العربية والإسلامية أن تتنصل من مسؤوليتها المقدسة في مواجهة مخطط أمريكا ".
الكاتب والصحفي عبد الباري عطوان
انتقد الكاتب والصحفي عبد الباري عطوان بشدة تلك الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط حيث قال : " نائب الرئيس الأمريكي الزائر يمثل إدارة أمريكية مكروهة عالميا، وشعبيتها هي الأسوأ في تاريخ الإدارات الأمريكية، بسبب سياساتها العنصرية المعادية للعرب والمسلمين، وكل الشعوب الأخرى" وأضاف قائلا:" نتمنى لو أن الرئيس المصري، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قاطعا هذه الزيارة، واشترطا لقبول لقاء "بنس"، تراجع حكومته عن قرارها الاستفزازي بإسقاط الهوية العربية والإسلامية عن القدس المحتلة، احتراما لمشاعر شعبيهما الغاضبة والمتأججة ضد هذه الخطوة، ولكنهما، ونقولها بكل أسف، لم يستجيبا لأمنياتنا ولا لمطالب شعبيهما".
أحمد الطيبي النائب العربي في الـ "كنيست" الإسرائيلي"
وأما احمد الطيبي فقد أعلن في تصريح صحفي يوم امس السبت أن نواب القائمة العربية المشتركة في "الكنيست الإسرائيلي"، سيُقاطعون خطاب نائب الرئيس الأمريكي ولفت قائلا:" إن مقاطعة نواب المشتركة يأتي احتجاجا على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وموقف واشنطن من القدس، مبينا أن ترامب "تبنى رواية الاحتلال". وأضاف : "بنس هو أحد أكثر المسؤولين تطرفا في هذه الإدارة الأمريكية، ضد حقوق الشعب الفلسطيني، وكان محركا وضاغطا لنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
يذكر أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف وبابا الأقباط في مصر "تواضروس الثاني" اعلنا في وقت سابق بأنهما لن يلتقيا بنائب الرئيس الأمريكي، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" الذي دعا فيه إلى الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وفي هذا السياق قال شيخ الأزهر:" كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا". من جهتها أعلنت الكنيسة المصرية في بيان لها، إن قرار "تواضروس الثاني" بعدم لقاء "بنس" جاء متوافقا مع موقف الشيخ "أحمد الطيب" شيخ الأزهر الشريف.
من جهة اخرى ذكرت بعض المصادر الإخبارية أن عشرات المواطنين الأردنيين قاموا بوقفة احتجاجية يوم امس السبت على زيارة " مايك بنس" نائب الرئيس الأمريكي، للأردن أمام مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة "عمان" وصرح المتظاهرين بأن هذه الزيارة غير مرحب بها وطالبوا السلطات الأردنية بعدم استقبال "بنس". تجدر الإشارة هنا أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت في وقت سابق مقالاً تنبأت فيه بفشل زيارة نائب الرئيس الأمريكي "بنس" إلى منطقة الشرق الأوسط وذلك بسبب عدم اهتمام الإدارة الأمريكية بالصراع "العربي-الإسرائيلي" وإصدار قرار يدعوا إلى الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وفي السياق نفسه سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على زيارة "بنس" للشرق الأوسط ووصفت هذه الزيارة بأنها ستكتب نهاية دور أمريكا كـ"صانع للسلام" ولفتت هذه الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي حكم على زيارة نائبه للشرق الأوسط بالفشل وذلك لأنه اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.