الوقت- من المقرر أن ينعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، في مقر المقاطعة في مدينة رام الله تحت حراب الإحتلال الإسرائيلي، وسط مقاطعة حركتي "حماس" و "الجهاد الإسلامي"، احتجاجًا على مسار السلطة السياسي ورفضها لعقده في الخارج، ومع توجيه دعوة حضور للقنصل الأمريكي.
فقد أعلنت "حماس" رفضها المشاركة في المجلس الذي لن يتجاوز في قراراته سقف أوسلو، داعية في الوقت ذاته الى عقد أكبر لقاء وطني شامل في الخارج، من أجل بحث المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وبحث سبل الانعتاق من اتفاق أوسلو.
وحول ذلك قال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية؛ إن عقد المجلس المركزي يتطلب استعدادات مسبقة "كي لا يتحول إلى منصة خطابة ومظاهرة سياسية لا تتمخض عن وقائع على الأرض".
وذكر هنية، في رسالة وجهها لرئيس المجلس الوطني سليم الزعنون بشأن الاعتذار عن تلبية دعوته لحضور اجتماع المجلس المركزي غدًا الأحد، إن الجلسة يمكن أن "يزيد شعبنا فرقة وانقسامًا إذا لم يجر الإعداد لها بشكل يحولها إلى منصة تحد وبناء وطني جاد".
ودعا لعقد الإطار القيادي الموحد على مستوى الأمناء العام للقوى والفصائل الوطنية والإسلامية بشكل فوري وخلال 48 ساعة في أي عاصمة عربية ليتسنى مشاركة قيادات شعبنا كافة وبحث هذه التحديات والتحضير لجلسة المجلس المركزي كي تضم الكل الوطني من حيث صياغة قرارات استثنائية موحدة بحجم التحديات القائمة.
وأعلن هنية جاهزية حركته التامة "لبحث كل الصيغ لمواجهة القرارات الظالمة وتحقيق وحدة الموقف الفلسطيني من مختلف القضايا وتقديم القدس والقضية الوطنية على كل الخلافات بل وتحقيق صف وطني متماسك بشكل يوازي خطورة ما تتعرض له حقوق شعبنا".
وفي السياق، كشف حسام بدران عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عن الأسباب التي دفعت الحركة للإعتذار عن المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني.
وذكر بدران أن حماس تلقت بإيجابية وتقدير كبيرين دعوة رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون لحضور المركزي، مشيراً إلى أنها درستها بجدية واهتمام على قاعدة دعم كل جهد يوحد الصف الفلسطيني، ويزيد من تلاحم قواه الوطنية بمشاربها كافة في مواجهة المشاريع التي تستهدف قضيته الوطنية.
وقال في تصريحٍ صحفي صباح يوم السبت: "إن حماس حرصت في تقديرها لموقف مشاركتها في اجتماعات المجلس المركزي على تعزيز العمل الجماعي الوطني الفلسطيني؛ وارتأت أن ذلك يتم من خلال عدة أمور". وأوضح أن الحركة ارتأت أن يكون اجتماع المجلس خارج الأرض المحتلة؛ لتتمكن كل القوى والفصائل الفلسطينية من المشاركة في هذه المحطة التاريخية والمهمة، وليتخذ المجلس قراراته بعيدا عن ضغوط الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال فرضها عليه لتقويض فرص خروجه بتفاهمات وطنية مؤثرة تعبر عن تطلعات شعبنا وهبّاته المشهودة في انتفاضاته المتعاقبة.
وأضاف أن من بين تلك الأمور أيضاً، أن يسبق اجتماع المركزي، اجتماعاً للإطار القيادي الموحد يكون بمثابة اجتماع تحضيري تُناقش فيه القضايا التي سيتطرق لها اجتماع المركزي، وكذلك لإظهار الجدية اللازمة في التوجه نحو العمل الوطني المشترك وتوحيد الموقف الفلسطيني.
وتابع أن حماس ارتأت أيضاً أن تتم مشاركة الفصائل المختلفة في التحضير للاجتماع وجدول أعماله لتهيئة الظروف لنجاح الاجتماع والخروج بقرارات ترقى لمستوى اللحظة التاريخية، وتكون قادرة على التصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية على قضيتنا وشعبنا.
وأشار إلى أنها أجرت سلسلة لقاءات معلنة وغير معلنة مشاورات مع أقطاب فلسطينية عدة، وتدارست معها وجهات النظر حول مشاركتها في لقاءات المركزي.
وخلصت تلك المشاورات -بحسب بدران- إلى نتيجة مفادها أن الظروف التي سيعقد المركزي في ظلها لن تمكنه من القيام بمراجعة سياسية شاملة ومسؤولة، وستحول دون اتخاذ قرارات ترقى لمستوى طموحات وشعبنا واستحقاقات المرحلة. وقال بدران "وعليه فقد اتخذنا قرارنا بعدم المشاركة في اجتماع المجلس المركزي في رام الله".
وكشف أن حركة حماس سترسل لاحقا مذكرة تتضمن موقفاً حول الدور المطلوب من المجلس في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية.
ومن جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور محمد الهندي رفض حركته المشاركة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وجاء في بيان صادر عن حركة الجهاد أنه تم تلقي دعوة لحضور اجتماع المجلس المركزي الذي ينعقد بعد 40 يوماً على قرار ترامب، مضيفاً "لم نتلق أي إشارة على أن قيادة السلطة لديها الإرادة للخروج من مسار أوسلو الذي حطّم تطلعات شعبنا".
وبحسب البيان فإنّه من الطبيعي أن يكون موقف الحركة هو عدم المشاركة في الاجتماع "المُتجاهل لكل ما تم التوافق عليه"، منوهاً إلى أنّ "عدم المشاركة ليس تخلياً عن مسؤوليتنا بل من أجل العمل مع الكل الفلسطيني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
كما أمِلت الحركة الدعوة لعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير وأمناء الفصائل لاتخاذ قرارات مصيرية، مشيرة إلى أنّ "قيادة السلطة واصلت التهرب من عقد الإطار القيادي من أجل حصر صنع القرار الفلسطيني في فريق أوسلو".
ورأت الحركة أنّ "الاحتلال هو من يحدد المسموح لهم حضور الاجتماع حتى لو كانوا من فتح، وليس السلطة التي لا تملك أي صلاحيات"، كما أوضحت أنّ عقد المجلس في رام الله يأتي في ظل السياسات العقابية في غزة وملاحقة أجهزة أمن السلطة للمقاومة بالضفة، مضيفة أنّ "هذا الإصرار يجعل الخلاف مع السلطة ليس سياسياً فحسب بل هو ذو بعد أخلاقي له علاقة بكرامة الشعب".
وسألت الحركة "كيف تجوعني في غزة وتعتقلني في الضفة وتريدني أن أكون شاهد زور باسم المصلحة الوطنية برام الله؟".
كما أكدت أنّ واشنطن وإسرائيل تسعيان لتصفية القضية الفلسطينية بتواطؤ مع أطراف عربية وإقليمية ودولية.
يذكر أن حركة حماس تقدمت بطلب لعقد جلسة المجلس المركزي في بيروت، وجرى الموافقة عليه من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلّا أن حركة فتح رفضت ذلك. كما كشف مصدر مقرب من تحضيرات الإجتماع أن رئيس السلطة محمود عباس وضع "فيتو" على مشاركة بعض الشخصيات المسؤولة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باجتماعات المجلس.
فأي اجتماع هذا، وما النتائج التي ستصدر عنه، هل ستجدي نفعا أم ستكون كسابقاتها حبرًا على ورق؟!