الوقت - أجرى مراسل موقع الوقت التحليلي الاخباري لقاء مع عدد من المفكرين والباحثين ورجال السياسة السوريين على هامش مؤتمر محبي أهل البيت وقضية التكفير في طهران، وكان من الحضور السيد نزار علي الهيبة الباحث والمفكر العربي السوري والقاضي السوري عبد الكريم الشايب، حيث تناول اللقاء مستقبل سوريا السياسي والوجهة المقبلة للدولة السورية .
مراسل الوقت: سوريا اليوم تعيش فترة الانتهاء من داعش وخاصة بعد الاتفاق الكبير بين روسيا وتركيا وايران في سوتشي كيف ترون هذا الموضوع؟
القاضي الشايب: لا استطيع ان اتكلم عن المستقبل قبل ان تحصل الاحداث والمشكلة في سوريا وأنا اعتقد أن بدايتها هي الان لانها بدأت الان المهم في هذا الامر ان ينتهي القتل والتدمير والذبح والتشدد بين ابناء هذه الامة فهذا امر لم ينته فلا نستطيع ان نجيب قبل ان يتم هذا الامر وانا أعرف الطريق الذي سنسير عليه.
المفكر الهيبة: بداية لي وجهة نظر في مقولة انتهاء داعش، فداعش ككيان عسكري متمرس اكيد أن وراءه دول واجهزة استخبارات، فداعش انتهى كتشكيل مقاتل على الارض، السؤال.. اين ذهب ابناء داعش من الداخل السوري هل سيعود هذا الكائن شبه البشري الذي انفصل عن داعش وخلع شعاره واصبح كأي مواطن سوري، كيف سيكون هذا مع المستقبل هل سيكون ضمن تسويات الجيش كما يحصل مع مسلحين تحت مسمى "لم تلطخ يداه بالدم وهو قام بمجازر"؟
مراسل الوقت: ما هو دور الحكومة السورية بعد مرور ست سنوات من مواجهة الجماعات الارهابية التكفيرية؟
القاضي الشايب: داعش انتهى اليوم نعم هذا امر اكيد لكنه خلف وراءه ذيولا لم تنته فجيش الشام وجبهة النصرة لم تنته بعد فيجب علينا ان ننظف البلد من هذه الجماعات التكفيرية التي تعتبر ذيلا للاستعمار وبعد ذلك نقوم ببناء الوطن كما كانت سوريا التي كانت من ارقى الدول العربية والاسلامية.
المفكر الهيبة: انا لا اساوي ابدا بين الدول الداعمة سويا جميعها مع بعض فايران وروسيا حلفاء حقيقيون لسوريا والشعب السوري فانا كمواطن سوري ومفكر عربي ومثلي الملايين نشعر ان ما قدمته ايران للشعب السوري لم تقدمه اي دولة اخرى فهي محور المقاومة او المساندة.
مراسل الوقت: ما هو تأثير هذه المقاومة من قبل الجيش والحكومة السورية أمام الارهاب في المرحلة ما بعد العسكرية في سوريا؟
القاضي الشايب: اذكرك عندما كانت الشقيقة ايران في حرب مع العراق كيف كان موقف سوريا وكيف كان موقف الشعب والقيادة السورية من هذه الحرب نحن كم قاسينا في تلك الاونة حيث كنا نتهم من قبل الرجعية العربية التي كانت تحاول اللعب على وتر ان سوريا خارجة عن نطاق الامة العربية وكادوا يفصلون سوريا من الجامعة العربية، سوريا موقفها كان ثابتا مع ايران فمن باب رد الجميل ومن باب الاخوة الاسلامية نحن في سوريا نتشكر بل إننا عاجزون عن الشكر الجزيل للجمهورية الاسلامية الايرانية لما قدمته من دعم للشعب العربي السوري بكل اطيافه.
المفكر الهيبة: في المستقبل ما حصل في سوريا كان يراد به التقسيم وان حصل التقسيم فان الطرف الاخر يعتبر ناجحا في حربه ضد سوريا ولو فشل عسكريا، فاذا مقياس النجاح والقضاء على المؤامرة هو القضاء على التقسيم بأي شكل من الأشكال لا على الطريقة العراقية ولا أن تكون أمريكا على ارض الواقع بل يجب ان تخرج من الارض السورية باي ثمن وانا ادعو انه عندما تكون الدولة منهكة وغير جاهزة ان تكون هناك بدائل شعبية والبدائل الشعبية ليست امرا يستهان به على الاطلاق ولدينا تجربة حزب الله مثال يحتذى به فهم شباب بدؤوا بالعشرات وبإمكانات جداً متواضعة والان انظر الى المكانة الكبيرة والتي يحظى بها هذا الحزب المقاوم.
مراسل الوقت: ما هو دور الجماعات المتحالفة مع الجيش السوري في القضاء على الارهاب وما هو تقييمكم لهذا الدور؟
القاضي الشايب: الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تبخل على الشعب السوري في حربه ضد الارهاب باي شيء، فنحن نعتز بكل دولة اسلامية او اجنبية وقفت إلى جانب سوريا في هذه الحرب وعلى راسها روسيا.
المفكر الهيبة: الطرف التركي هو طرف غدار وله مشروع قذر ولا يمكن على المدى المنظور القريب او ضمن التركيبة السياسية الموجودة في تركيا ان يفك اردوغان تحالفه مع الناتو وتحالفه مع الغرب، إنه في النهاية خادم للغرب متمثل بامريكا وسيدته "اسرائيل" ويجب ان تعود محافظة ادلب لان احساس المواطن السوري بأنها ستسلخ كما سلخت لواء الاسكندرون وانطاكيا بنفس الطريقة.
مراسل الوقت: ما هي وجهة الجيش السوري المقبلة وسط وضوح المخطط الامريكي للمنطقة؟
القاضي الشايب: الانظار تتجه الى مدينة الرقة وكما تعلم إن الامبريالية الامريكية حرضت وجيشت وسلحت الاكراد وسلحتهم ومدتهم بكل شيء حتى تحافظ على هذه البقعة من الارض السورية لانها غنية بثرواتها الباطنية، فساعدت امريكا على الاشراف على هذه الجماعات الكردية بغية نهب ثروات وخيرات سوريا الباطنية لان امريكا تعتبر نفسها شريكة بالحل وكأن سوريا فريسة وهذا شيء لا يمكن ان يتم طالما أن الاصدقاء وقفوا معنا في البداية وفي النهاية وسننتصر بإذن الله.
المفكر الهيبة: مقياس وطنية الجيش السوري والدولة السورية اليوم هو عدم السماح بتواجد اي عنصر اجنبي محتل وليس حليفا سواء أكان تركيا ام امريكيا وهو مقياس وطني.