الوقت-بعد قيام قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا بتحرير مدينة الرقة السورية من يد تنظيم داعش الارهابي ستزداد اهمية الاخيرة في المعادلات السورية نظرا لما لها من مكانة استراتيجية في الحرب القائمة على سوريا.
مواقف أمريكية
ان تحرير مدينة الرقة السورية يشكل حدثا هاما بالنسبة لأمريكا التي تدعي نيتها محاربة داعش في المنطقة. فقد صرح ترامب في خطابه قائلا:"مع تحرير الرقة من داعش ستبدأ مرحلة جديدة في سوريا". وهنا تبرز أهمية المدينة لأمريكا التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية.
كما صرح "بيتر هانا" مستشار الأمن القومي الأمريكي قائلا:"وجود القوات الداخلية بحماية الولايات المتحدة سيشكل قاعدة ديبلوماسية جديدة في المرحل الانتقالية المقبلة لسوريا".
وفي الوقت نفسه، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن مدينة الرقة ستنضم إلى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال سوريا، وأن الولايات المتحدة وعدت بحسب قولها بأن مستقبل سوريا سيحكم اتحاديا وليس حكومة مركزية.
ولكن السؤال الرئيسي هو: ماذا ستستفيد الولايات المتحدة من مدينة الرقة؟ وهل سيستمر الحكم السوري في هذه المنطقة السورية جغرافيا؟
فبحسب مصادر مطلعة ذكرت ان الحكم الكردي لن يستمر في هذه المدينة. وهذا أمر تدركه أمريكا جيدا بحسب المعطيات المفروضة على الساحة، وقد تكون الخطة التي قدمها الأمريكيون للمنطقة متماشية مع اقتراح مؤسسة راند الفكرية في تقرير "خطة سلام لسوريا". ووفقا للتقرير الذي نشر يقترح أن تسيطر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الرقة وأن تمنع نشوب الصراعات في المنطقة. كما اكد التقرير، إن هذا الوجود سيستمر حتى نهاية الحكومة الانتقالية، وبعد ذلك، سيتم تسليم الرقة إلى الحكومة السورية المقبلة.
مواقف الحكومة السورية
من جهة أخرى، فإن الحكومة السورية لا تقبل تواجد القوات الأمريكية في شرق سوريا، وهي تواجه سياسات انفصالية أمريكية.
وفي سياق متصل قال وزير الإعلام السوري، "محمد رامز ترجمان:"إن الحكومة السورية لا تعتبر أي أرض محررة إلا بدخول قوات الجيش العربي السوري إليها، ورفع العلم الوطني فوق مبانيها".
وأضاف ترجمان : ما حدث في الرقة وخروج “داعش” الإرهابي منها أمر إيجابي، لكن من الضروري أن تدخل القوات السورية المدينة وذلك بغض النظر عمن كان فيها، تحت ما تسمى “داعش” أم أية منظمة أو كتلة أخرى".
وأكد قائلا:" أن دمشق لا تعتبر أي مدينة محررة إلا بدخول الجيش العربي السوري، ورفع العلم الوطني فوقها، وهذا ينطبق على أي بقعة جغرافية في سوريا". وأضاف أن:" هناك من يحاول سرقة الانتصار في الرقة، عبر ما يتم طرحه من أن السعودية أو أمريكا أو غيرها ستقوم بإعادة إعمار الرقة أو أي مكان آخر، خارج إرادة الدولة السورية".
كما وصف التواجد العسكري الأمريكي في التنف وبعض المناطق الحدودية، بأنه “عدوان سافر” ينتهك السيادة السورية والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. وأضاف أنه يحق للحكومة السورية الرد عليه بالطريقة المناسبة، مشيرا إلى أن دخول الوحدات التركية إلى إدلب كان خارج إطار اتفاق أستانة وبالتالي هو خارج علم الدولة السورية.
كما استبعد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد علي مقصود في حديثه لـ"سبوتنيك" ما تنشره قوات سوريا الديمقراطية من أخبار عن تحريرها للرقة من تنظيم داعش، وأكد أن إعلان كهذا يهدف إلى الدعاية فقط، لأن أمريكا التي فشلت كل سيناريوهاتها أمام الانتصار الذي حققه محور المقاومة، تحاول أن تقدم للرأي العام العالمي والأمريكي أنها هي من تحارب الإرهاب، ولكنها بذلك تحاول أن تغطي على تواطئها مع الدواعش، حيث كان هناك نقل لمعظم قادة التنظيم بطائرات أمريكية، بالإضافة إلى تسهيلها تقدم قوات "قسد" إلى المناطق التي يتم إخلاؤها من الدواعش.
وتساءل مقصود عن الدليل الأمريكي على صحة ما تقوله من نجاحها في تحرير الرقة، مؤكدا أنه أمام عملية تضليل وتسجيل السبق في دحر الإرهاب، وأن الرقة لم تحرر بالكامل كما يقولون.
وأشار مقصود إلى أن الجيش السوري ماض في تقدمه وفقا للدستور، ولا يوجد أمامه أي خط أحمر ويكن كل الاحترام لقوات سوريا الديمقراطية، لأنها جزء من نسيج الشعب السوري عندما تلتزم بالقانون والدستور، ولكن عند خروجها عن الدستور معتبرة نفسها ممثلا للشعب السوري ستكون بذلك وضعت نفسها هدفا للجيش السوري، ولكن المؤكد أنها أداة في يد أمريكا.