الوقت- تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) من اهم الظواهر الإعلامية في وقتنا الحاليّ، حيث جعلت من العالم أشبه بالقرية الصغيرة، حيث تَستقطبُ عَدداً كبيراً من من فئات المجتمعِ خاصّةً فئة الشّباب باعتبارهم الفئة الأكثر تأثيراً على المُجتمعات بما يَملكونه من طاقةٍ وقابليّة للتغيير.
وسائل التواصل الاجتماعي لم تقتصر فقط على الناس العاديين، بل اصبحت تستقطب اعلاميين ورؤساء دول وغيرهم من الشخصيات المهمة. ومن بين هذه الشخصيات الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي اعترف اليوم انه لولا فيسبوك وتويتر لما اصبح رئيساً.
لماذا يستخدم ترامب وسائل التواصل الاجتماعي؟
استخدام ترامب لوسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاُ في الانتخابات الرئاسية جعلته يصل سريعاً الى قمة الهرم الانتخابي، حيث يقول محللون ان تغريداته جذبت بشكل لا يمكن انكاره اهتمام فئة كبيرة من الجمهور والصحافة. واستمرت حتى الان في ذلك. و يعلل الخبراء نجاح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي الى ان تغريداته كانت استفزازية بل كانت تضرب على العصب بشكل مباشر، حيث كانت تستهدف مواضيع حساسة في العالم والمجتمع الامريكي.
ومثالا على ذلك شن ترامب يوم الجمعة الماضي هجوماً عنيفاً على هيلاري كلينتون، منافسته عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، متهماً اياها بالغش، ومتهماً ايضاً "فيسبوك" بالعمل لصالحها في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وجاءت التغريدة على الشكل التالي: "المحتالة هيلاري كلينتون، أنفقت ملايين الدولارات على الانتخابات الرئاسية أكثر مما أنفقته أنا، بالاضافة الى أن فيسبوك كان في صفها وليس في صفي أنا". تجدر الاشارة هنا الى ان هذا الاتهام اتى في سياق اتهام مقريبن من ترامب بالتواصل مع الروسي المتهمين باللعب في الانتخابات.
مثال اخر على تاثير واهميت فيسبوك وتويتر في حياة ترامب، شن الاخير يوم الجمعة الماضي هجوماً عنيفاً على شبكة "سي إن إن" وذلك بسبب مقال نشر على موقع الشبكة يتناول احد مساعدي الرئيس، حيث تزعم الشبكة انه يجري التحقيق معه من قبل الكونغرس.
تغريدات ترامب على تويتر وفيسبوك في هذا الصدد ادت الى سحب المقال من على موقع الشبكة إثر تحقيق داخلي، وادى ايضاً الى استقالة ثلاثة صحافيين كبار يعملون في الشبكة، وهم توماس فرانك محرر وحدة التحقيقات وإريك ليستبلو الحاصل على جائزة بيولتزر المرموقة ولكس هاريس، المشرف على وحدة التحقيقات.
وجاءت تغريدة ترامب على الشكل التالي: "وسائل الإعلام الكاذبة تحاول إخراسنا، ولكننا لن نسمح لها بذلك. وسائل الإعلام الكاذبة حاولت منعنا من الوصول للبيت الأبيض. ولكنني الرئيس وهم لا".
وفي تصريحات سابقة حول اهمية فيسبوك وتويتر في حياته وتاثيرهما على وصوله الى البيت الابيض، قال ترامب إنه ربما لم يكن ليصل إلى البيت الأبيض لولاه.
معارضة قوية في وجه ترامب ووسائل التواصل الاجتماعي
نشاط ترامب المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي سبب له مشاكل كبيرة على الصعيد السياسي، اذ لا ينفك معارضيه عن التهجم عليه بسبب ما سموه بـ " سياسة الفوضى" التي ينتهجها الرئيس الامريكي في فيسبوك وتويتر.
وفي هذا الصدد شن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي السابق، هجوماً عنيفاً على الرئيس الامريكي يوم الخميس الماضي، منتقدأ فيها تغريدات ترامب المتكررة والمثيرة للجدل، وقال إن مزيدا من الأمريكيين يجدون أن ظاهرة التغريد منهكة ومدمرة وتقطع شكل الحوار الحقيقي.
وأفاد كيري بأن مثل هذه التغريدات لا تفيد إطلاقا بل تعطي نتائج عكسية، وأضاف: "أعتقد من الصعب جدا شغل منصب وزير الخارجية عندما يقوض الرئيس موقفنا علنا كما فعل".
وفي سياق متصل حث زعماء الحزب الجمهوري ترامب على تجنب التغريدات أو التقليل منها، حيث اعترف الاخير بأن بعض الأصدقاء اقترحوا عليه عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ايضاً، ألقى رئيس جامعة كاليفورنيا باللوم على موقع "تويتر"، قائلاً إنه رغم أن خوارزمية تغذية الأخبار قد تكون ساعدت ترامب على الفوز، إلا أن موقع "تويتر" منحه طريقة للوصول إلى الناخبين باستمرار ودون تحرير للأخبار.
يذكر ان ترامب عادة ما يشن هجمات عنيفة في فيسبوك وتويتر، يستهدف فيها وسائل الإعلام والمعارضين السياسيين، وعادة ما ينشر هذه التغريدات في الصباح الباكر وفي المساء. وفي بعض الأحيان تحتوي تغريدات ترامب على أمور غير دقيقة، وهجمات شخصية.