الوقت- بفرحة عارمة، استقبل الشعب الفلسطيني والفصائل اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" الموقع في القاهرة، وسط دعوات للتطبيق الأمين، وسرعة رفع العقوبات عن قطاع غزة.
وفور توقيع الاتفاق، سادت أجواء الاحتفالات والفرحة أرجاء قطاع غزة، اليوم الخميس، ابتهاجًا بإتمام المصالحة ، التي تمت تحت رعاية مصرية.
ورفع الفلسطينيون الأعلام الفلسطينية، والمصرية، جنبًا إلى جنب، تقديرًا للدور المصري الكبير في رعاية المصالحة الفلسطينية.
وأكد الفلسطينيون أن توقيع الاتفاق الذي تم بين الحركتين بحاجة إلى تنفيذ على أرض الواقع فوراً كي يشعر المواطن الفلسطيني بنجاح اتفاق المصالحة.
الأسرى: عازمون على تعزيز الوحدة الوطنيّة
وفي سياق المواقف المؤيدة لهذا الاتفاق، أصدر نادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الخميس، بيان أكّد فيه على ضرورة جعل هذا اليوم محطة تاريخية في حياة الشّعب الفلسطيني من خلال المضي قدماً في تنفيذ بنوده خطوة بخطوة، وبإرادة مخلصة وفاءاً للشهداء ولكل من ضحّوا من أجل حرية فلسطين.
وبدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: إن حالة الفرح والتفاؤل تعمّ كافّة السجون التي كانت أكثر من تأثّر سلبياً من حالة الانقسام، فالأسرى عازمون على تعزيز الوحدة الوطنية والشراكة داخل السّجون في مواجهة ما يتعرضون له من قمع وقهر وتنكيل من قبل مؤسسات الاحتلال.
وبالتزامن مع الفرحة الشعبية التي اجتاحت المواطنين في الشارع الغزي، وعبارات التفاؤل التي اكتظت بها مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت اتفاقية القاهرة ترحيباً سياسياً واسعاً من الفصائل الفلسطينية التي باركت بدورها ما أفضت إليه المباحثات.
الجهاد ترحب وتدعو لرفع العقوبات
من جانبها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي، باتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، شاكرةً مصر على جهودها المستمرة ورعايتها الحوارات الداخلية الفلسطينية.
وأكدت الحركة، في بيان صحفي، اليوم الخميس، ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة؛ لتخفيف معاناة المواطنين، وإلغاء العقوبات المفروضة على غزة، ووقف الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية بالضفة.
ودعت إلى استكمال الحوارات حول باقي الملفات الوطنية المهمة، وبناء استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال، وتحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بالعودة والتحرير والاستقلال، بحسب بيانها.
الجبهة الشعبية تحذّر من عقبات ستوضع في طريق المصالحة
على صعيد متّصل، شدّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" على "ضرورة البناء على اتفاق المصالحة؛ وذلك من خلال تخفيف معاناة سكان قطاع غزّة، من الحكومة الفلسطينية، باتخاذ إجراءات عاجلة بالخصوص".
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة، كايد الغول، إن المصالحة الفلسطينية "بحاجة للمزيد من الإرادة الوطنية، لضمان تنفيذ كامل ملفات المصالحة، وتذليل العقبات التي تنشأ في هذا الطريق، وهذا يتطلب المعالجة في أفق وطني بعيدًا عن أي حسابات خاصة".
وحذر الغول من "عقبات ستوضع في هذا الطريق، سواء من أصحاب المصالح والمتضررين داخلياً من هذه المصالحة، أو من خلال القوى التي تريد استثمار ما جرى من أجل تكييف كل الحالة الفلسطينية لإخضاعها في مجرى عملية سياسية يجرى الإعداد لها من خلال مؤتمر إقليمي أو ما يسمى (صفقة القرن)"، في إشارة منه للمشروع الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويهدف إلى وضع حل نهائي للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".
الديمقراطية: خطوة نحو تحقيق شراكة وطنيّة
إلى ذلك، وصف "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" التقدم في حوارات القاهرة بالـ"خطوة بالاتجاه الصحيح يُمكن البناء عليها لإنهاء الانقسام، وتحقيق شراكة وطنية".
وطالب الجبة على لسان عضو مكتبها السياسي صالح ناصر، بـ"التسريع بالتنفيذ العملي لما جاء في الاتفاق عبر تكريس مبدأ الشراكة الوطنية، من خلال لجان وطنية يشارك فيها الكل الوطني، وتتحمل مسؤلياتها أمام شعبنا".
ودعا القيادي في "الجبهة الديمقراطية" إلى "الإسراع في حل الأزمات الإنسانية والحياتية المتفاقمة التي عاشها أهلنا في قطاع غزة، خلال أحد عشر عاماً من الحصار والانقسام".
من جهته، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن ما جرى في القاهرة من اتفاق بين حركتي حماس وفتح إيجابي، ويجب تطبيق ذلك على الأرض.
وقال البرغوثي في حديث صحفي، "متفائلون ومرتاحون مما جرى في القاهرة ونريد أن نرى أكثر بالتطبيق على الأرض"، مشدداً على ضرورة الاستمرار في هذا الجهد لكي لا يتم التراجع كما في المرات السابقة.
بدورها، باركت جبهة النضال الفلسطيني، لحركتي فتح وحماس وللشعب الفلسطيني توقيع اتفاق المصالحة التاريخي، الذي ينهي حالة الانقسام التي استمرت 11 عام.
وثمن جمال البطراوي مسئول الجبهة، المواقف الإيجابية والوطنية لحركة حماس، والتي فتحت الأبواب المغلقة بجدارة ومسؤولية عالية، بعد أن وضعت الحركة المصلحة الوطنية العليا لفلسطين وشعبها فوق كل اعتبار.
كما ورحبت حركة الائتلاف الوطني الفلسطيني بالجهود المصرية التي انهت الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح العاصمة المصرية القاهرة، وأكدت على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتخفيف معاناة الغزيين، وإلغاء كافة العقوبات المفروضة على قطاع غزة.ودعت الحركة إلى ضرورة استكمال ما تبقى من الحوارات الخاصة بالملفات الوطنية ذات الأهمية العالية، لمواجهة مشاريع الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية لإعادة ة بناء الوطن بحضور كافة الفصائل الفلسطينية.
وباركت سرايا الرسول الأعظم في فلسطين، اتفاق القاهرة الذي أدى إلى انهاء الانقسام، واعتبرتها خطوة مهمة، في تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وطالبت السرايا بأن يشعر أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، بنتائج ملموسة بعد انهاء الانقسام، من خلال حل الأزمات المتراكمة والمشاكل التي أثقلت على كافة مناحي الحياة اليومية للمواطنين.
من جانبه، اعتبر مؤمن عزيز القيادي في حركة المجاهدين الفلسطينية أن التقدم في حوارات القاهرة خطوة في اتجاه تقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية، داعياً إلى تحقيق مبدأ الشراكة الوطنية الشاملة لترتيب البيت السياسي الفلسطيني.
وأكد عزيز على ضرورة الاسراع في حل الأزمات الانسانية والحياتية المتفاقمة والتي عاشها أهلنا في قطاع غزة في ظل 11 عاما من الحصار الظالم.