الوقت- سوف تُعقد بعد أقل من أسبوع وبالتحديد في 24 أيلول / سبتمبر، انتخابات هامة وحاسمة في ألمانيا. وهنا، دعونا نلقي نظرة على أحد أهم الأحزاب التي سوف تشارك في هذه الانتخابات. إن صعود الأحزاب المتطرفة في أوروبا، يُعد احد أهم مخاوف بروكسل في الانتخابات الأوروبية. وتجدر الإشارة هنا بأن الحزب اليميني المتطرف " البديل من اجل ألمانيا " الجديد، يُعد احد اهم هذه الأحزاب الشعبية في أوروبا، حيث تتوقع بعض استطلاعات الرأي العام بأن هنالك كثيراً من المواطنين الألمان سوف يدلون بأصواتهم لصالح هذا الحزب المتطرف وتتوقع هذه الاستطلاعات أيضا أمكانية صعود هذا الحزب وتربعه كثالث اكبر حزب في ألمانيا.
الجدير بالذكر هنا بأن المستشارة الألمانية صرحت في وقت سابق بأنها لن تقبل أي تحالف مع هذا الحزب، ودعت هذه المستشارة جماهير هذا الحزب المتطرف إلى الانضمام إلى حزبها السياسي. وهنا نذكر أهم مقاربات هذا الحزب المتطرف:
مكافحة الهجرة
يُعد الحزب اليميني المتطرف "البديل من اجل ألمانيا"(أي أف دي)، أول حزب ألماني يُعارض بشكل علني جميع سياسات الهجرة التي تتبعها الحكومة الألمانية تجاه المهاجرين إليها. ويرجع السبب في نجاح هذا الحزب خلال العام الماضي إلى انه كان هنالك الكثير من الاستياء لدى الشعب الألماني من سياسة الهجرة التي اتبعتها "أنجيلا ميركل"، التي فتحت أبواب البلاد أمام اللاجئين السوريين والدول الأخرى. فمنذ عام 2015 إلى الآن وصل أكثر من 1.5 مليون مهاجر إلى ألمانيا.
معارضة البقاء في الاتحاد الأوروبي
لقد كان حزب "البديل من اجل ألمانيا" (أي أف دي) منذ تأسيسه في عام 2013، يدافع بشدة عن فكرة طرد جميع دول الاتحاد الأوروبي التي عليها الكثير من الديون مثل اليونان. الجدير بالذكر هنا بأن هذا الحزب لفت الأنظار إليه بحصوله في انتخابات البرلمان الألماني التي أقيمت في عام 2013 على نسبة 4.7%، وحالت نسبة بسيطة من الأصوات دون دخوله إلى البرلمان الألماني. ولكنه في انتخابات البرلمان الأوروبي التي عُقدت في مايو/أيار 2014 حقق الحزب مفاجأة غير متوقعة بحصوله على 7.1% من أصوات الناخبين الألمان وفوزه بسبعة مقاعد. ولقد انتخبت "فراوكا بيتري" المحسوبة على جناح القوميين المحافظين رئيسة لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، وهو ما اعتبره المراقبون السياسيون جنوحا بالحزب نحو أقصى اليمين.
الاتجاه نحو اليمين الشعبوي
لقد اصبح حزب "البديل من اجل ألمانيا" (أي أف دي) مع مرور الوقت حزباً يمينياً، يتبع عملياً سياسة اليمين بمقارنته مع الأحزاب المحافظة، حيث يميل بشكل كبير إلى الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الألماني. ويسعى هذا الحزب إلى استقطاب وجذب تلك القوى اليمينية الألمانية وأولئك الناس الغير راضين من السياسة الحالية للحكومة الألمانية الحاكمة، إليه. ومن جهة اُخرى تحدث بعض السياسيين حول سياسة "التطرف المركزي" لهذا الحزب. فهم يعتقدون أن لهذا الحزب، شعبية كبيرة بين أولئك الناس الذين يعيشون في الولايات الشرقية من البلاد، والتي كانت تُشكل في السابق ألمانيا الديمقراطية. ولهذا فلقد واجهة "ميركل" الكثير من الصعوبات والمشاكل في حملتها الانتخابية في تلك المناطق الألمانية.
تغيير الوجه السياسي لألمانيا
استناداً إلى نتائج استطلاعات الرأي وتقييم رد المواطنين على السؤال الذي يقول "إذا عُقدت الانتخابات البرلمانية يوم الأحد القادم، فلمن سوف تعطي صوتك الانتخابي"، فمن المتوقع أن يكسب حزب "البديل من اجل ألمانيا" (أي أف دي) نسبة ما بين 8٪ و 15٪ من الأصوات. وفي مثل هذه الحالة، سيكون تشكيل الأغلبية البرلمانية أمراً صعبا بالنسبة للأحزاب الأخرى. وإذا حدث ذلك، فإنه من الممكن أن يستمر الائتلاف الحالي بين الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، أو أن يشكل المحافظين وحزب الخضر ائتلافاً خاصاً بهم.
تزايد القوة والنفوذ في الولايات الألمانية
لقد أصبح حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي)، في الآوانه الأخيرة حزبا قويا في أجزاء كثيرة من ألمانيا. فعلى سبيل المثال، لقد استطاع هذا الحزب التواجد في برلمانات 10 ولايات من بين 16 ولاية ألمانية. الأهم من ذلك، أن هذا الحزب استطاع الحضور بشكل قوي في جميع برلمانات المحافظات الشرقية من ألمانيا.
قاعدة النازيين الجدد؟
أعلن حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي)، في برنامجِ رسمي له، بأن الحزب ملتزم بتطبيق الديمقراطية والعمل على استقلال القوى السياسية في البلاد والعمل أيضا على سيادة القانون والنظام. ولكن على الرغم من التاريخ القصير لهذا الحزب، فلقد اتُهم العديد من أعضائه بالدعوة إلى أفكار النازية الجديدة. ومن جهة اُخرى يدَعي معارضو هذا الحزب بأن هذا الحزب يتجاهل المحظورات التي شكلها المجتمع الألماني في مواجهة النازية، ويحاول اجتذاب قوى اليمين المتطرفة لنفسه.
موقف الحزب المتطرف الألماني بشأن قضية الأسرة
يُعد حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي)، من محبي النمط العائلي التقليدي في ألمانيا. وبالتالي، فإن هذا الحزب يعارض عملية الإجهاض ويعادي أي نمط حياة "غير تقليدي". ويطالب هذا الحزب من ألمانيا زيادة الدعم المالي للأسر التقليدية، ومن هنا يتضح، بإن لدى هذا الحزب سياسة مالية مختلفة عن السياسة المالية والضريبية لحزب المحافظين.
الصراع على السلطة
على الرغم من التاريخ القصير لهذا الحزب، فإن صراع السلطة على القيادة واكتساب مواقف حزبية يجري بشكل مكثف في حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي). فلقد تم استبعاد الكثير من المؤسسين الرئيسيين لهذا الحزب، وذلك بسبب انهم كانوا يؤيدون سياسة أكثر اعتدالاً.
مقارنة حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي) مع حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
ينظر الكثير من الناس بأن حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي) لدية نفس توجه حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام. فحركة "بيغيدا"، هي في الأساس حركة تُعادي سياسة الهجرة إلى ألمانيا، وقد نظمت بشكل غير منتظم الكثير من المظاهرات في مدينة "درسدن" الألمانية. وهناك العديد من النقاط المشتركة والمتشابهة بين حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي) وحركة "بيغيدا". ولكن يجب التوضيح هنا بأن حركة "بيغيدا" ، هي مجموعة غير حزبية تم إطلاقه من قِبل عدد من المواطنين الألمان، في الوقت الذي يُعد فيه "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي) حزباً سياسياً معترفاً به في البلاد.
النهج العدائي مع وسائل الإعلام
ينتهج قادة حزب "البديل من اجل ألمانيا"( أي أف دي)، مواقف معادية تجاه وسائل الأعلام الألمانية، كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم حزب استقلال بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "نايجل فاراج". فهم يحاولون منع الصحفيين من حضور حفلاتهم وجلساتهم الحزبية، وهم أيضا لا يحبون أن يدفعوا أموالاً مقابل الاستفادة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، فكلما حاول الصحفيون الاتصال هاتفيا بتلفون الحزب المركزي للحصول على بعض المعلومات، يجيب عليهم المجيب التلقائي بقوله : "يرجى الاتصال في وقت لاحق".