الوقت- مع تواصل حملة التطهير العرقي التي يشنها جيش ميانمار ضد مسلمي الروهينغا والتي اودت بحياة الالاف وشردت أكثر من 120 ألف اخرين، وقّع أكثر من 360 ألف شخص عريضة الكترونية لسحب جائزة نوبل للسلام من زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، بعد المجازر الوحشية التي ترتكبها السلطات بحق المسلمين.
وحصدت العريضة التي حملت عنوان "اسحبوا جائزة نوبل للسلام من أونغ سان سو تشي" أكثر من 364 ألف توقيع، واعتبر مطلقها الإندونيسي أنه "حتى الآن، لم تقم سان سو تشي، التي تتولى السلطة بحكم الأمر الواقع في بورما، بأي شيء لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية في بلادها".
ومُنحت زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي جائزة نوبل للسلام عام 1991، فيما كانت تخضع للإقامة الجبرية في بلادها، ولم تتمكن من الحضور إلى أوسلو لإلقاء خطاب التسلم إلا بعد 21 عاما، وظلت سوتشي (72 عاماً)، صامتة لأيام، قبل أن تخرج، يوم الاربعاء عن صمتها واصفة الأقلية المسلمة بـ"الإرهابيين الذين يقفون وراء جبل جليدي ضخم من التضليل"، وذلك في إشارة إلى التقارير التي تتناول العنف في أراكان، بيد أنها التزمت الصمت إزاء النزوح الجماعي للروهينغا.
كذلك طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، من لجنة جائزة "نوبل" بسحب جائزتها للسلام بشكل فوري من رئيسة وزراء ميانمار.
بدورها نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للكاتب والناشط البريطاني جورج مونبيوت، أكد فيه أن زعيمة ميانمار الحالية كانت شيئا آخر، حيث كان اسمها يوما ما يلهم الصبر والتحمل في وجه المعاناة، ويعني الشجاعة والصمود في النضال لأجل الحرية، وكانت ملهمة لنا جميعا، ويضيف الكاتب "معاملة أقلية الروهينغا المسلمين في ميانمار معاملة بغيضة بالمقاييس كلها، حيث وصفتهم الأمم المتحدة بـ(أكثر الأقليات اضطهادا في العالم)، ولم يتغير وضعهم منذ أن تسلمت أون سان سو تشي منصبها".
ويضيف الكاتب البريطاني "أشك في أن سو تشي قرأت تقرير حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة الصادر في شباط/ فبراير، حيث كشف عن جرائم رهيبة ضد الروهينغا، ووثق التقرير الاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات، بعضهن مات بسبب الإصابات جراء الاغتصاب، وأظهر التقرير كيف تم ذبح الأطفال والكبار أمام عائلاته"، وتابع قائلاً : " أن زعيمة ميانمار لم تنكر وقوع تلك الجرائم فقط، بل أنكرت هوية الروهينغا الذين وقع عليهم الظلم، فطلبت من السفير الأمريكي عدم استخدام مصطلح الروهينغا، وهو ما يتماشي مع سياسة الحكومة التي تنكر وجودهم بصفتهم مجموعة إثنية -بالرغم من أنهم عاشوا في ميانمار لقرون- وتصفهم بأنهم متطفلون".
ويرى مراقبون أن موقف زعيمة مينانمار قد تبدل كثيراً مع انتقالها من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم؛ إذ شهدت فترة توليها منصب رئاسة الحكومة العديد من عمليات التطهير العرقي بحق مسلمي الروهينغا، الذين عولوا، في وقت ما، على ضمير السيدة التي وصلت إلى الحكم، مكللة بعقود من النضال ونبذ العنف، فضلاً عن أنها مقلَّدة بكبرى جوائز العالم في مجال السلام.
من جانبها أوضحت لجنة نوبل النرويجية، أنه من المستحيل، سحب جائزة من شخصية ما. وقال سكرتير اللجنة، أولاف نيولشتاد، إنه "لا وصية ألفرد نوبل، ولا مواثيق مؤسسة نوبل، تتيح احتمال سحب جائزة نوبل، سواء كانت جائزة الفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو الآداب أو السلام. المسألة غير واردة إذاً رسمياً"، وأضاف أن "لجنة نوبل تقيّم جهود شخص ما، إلى حين منحه الجائزة فقط"، وليس بعد منحها.
ومنذ الـ 25 أغسطس 2017، ينفذ الجيش البورمي بشكل منظم عمليات قتل وتهجير بحق الأقلية المسلمة، قد ترقى لجرائم حرب، وفق الأمم المتحدة، التي قالت، سابقاً، إن الروهينغا "هم الأقلية الدينية الأكثر إضطهاداً في العالم".
وفي حين تحدث المجلس الأوروبي للروهينغا، عن مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال الأيام الثلاثة الأولى للأحداث، تؤكد آخر إحصاءات لاأمم المتحدة فرار أكثر من 145 ألفاً من الورهينغا، باتجاه بنغلادش، خلال 11 يوماً.
بدورها قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قالت في بيان، إن 123 ألفاً من مسلمي الروهينغا، فروا من المذابح التي يرتكبها جيش ميانمار في أراكان، نحو بنغلادش المجاورة.