الوقت - هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة السعودية بتوظيف سبع نساء في مركز الطوارئ الواقع في مكة المكرمة، حيث تعمل تلك النساء في جناح منفصل لتلقي بلاغات الطوارئ من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى الحجاج الزائرين.
ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء العالمية رويترز، فإن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة السعودية بتوظيف مجموعة من النساء في هذا النوع من المهن والوظائف وفي مدينة دينية كمكة المكرمة. وأضافت الوكالة بأن "العنصر النسائي موجود في كل المجالات وجميع الأماكن وفي المستشفيات وفي الشركات. وها هي الآن موجودة في الجهة الأمنية، وستقدم الأفضل والأحسن".
ويُعد مركز العمليات الأمنية للطوارئ في مكة هو الأول من نوعه أيضاً على مستوى المملكة، ودُشن منذ عامين، ويهدف إلى توحيد كل أجهزة الطوارئ والخدمات تحت رقم هاتفي واحد. ويجري العمل حالياً على افتتاح مراكز مماثلة في الرياض والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية.
وتجدر الإشارة هنا بأن هؤلاء الموظفات يرتدين حجاباً كاملاً ولقد بدأن عملهن على نظام تلقي بلاغات الطوارئ من المواطنين والحجاج الزائرين في مكة المكرمة منذ بداية موسم الحج لهذا العام. فهؤلاء الموظفات مدربات تدريباً جيداً ويجدن التحدث باللغة الإنجليزية. وتقول النساء إنهن لا يجدن صعوبة في التعامل مع الحجاج الناطقين بالعربية والإنكليزية، وبخلاف ذلك يحولن المكالمات إلى قسم للترجمة، يعمل به رجال ويتعامل مع ست لغات مختلفة. ويتعامل هذا القسم الأمني والخدمي مع موسم الحج الذي يتوقع أن يجتذب نحو مليوني مسلم من أرجاء العالم وعادة ما كان العمل بالجهات الأمنية السعودية يقتصر على الرجال فقط.
وعن طبيعة عملهن، فيمكن القول بأنه عندما يرد الاتصال من المبلغ، يتم التأكد من الموقع ومن الحالة، وبعد ذلك يتم إبلاغ الجهة المختصة في أسرع وقت، وخصوصا إذا كانت حال طارئة مثل الحرائق والإسعافات، لكي يتم إرسال المساعدات اللازمة لهم في وقت قصير.
وفي سياق متصل هنالك الكثير من القيود المفروضة على النساء في السعودية والتي تمنعهن من الحضور والمشاركة في الساحات الاجتماعية. وتجدر الإشارة هنا بأن السلطات السعودية تعتبر قيادة المرأة للسيارة جريمة يجب العقاب عليها، ومن جهة اخری تفرض الكثير من العوائل السعودية قيوداً دينية واجتماعية على الكثير من نسائهم وتمنعهن من المشاركة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية. فهذه القيود الاجتماعية هي مزيج لقراءة دينية معينة للسعوديين من الدين الإسلامي والتقاليد القبلية، التي لا تزال باقية في كثير من البلدان العربية كقوة قوية جدا وفي بعض الأوقات تكون تلك التقاليد أقوى من أي قانون آخر.
ومع هذا كله، فإن الحكومة السعودية قد بدأت في عملية إصلاح تدريجية لخلق فرص عمل جديدة للنساء ومن خلال دمج نصف المجتمع السعودي في الاقتصاد، سوف تتحقق رؤية السعودية لعام 2030 بالاعتماد قليلاً على عائدات النفط. وتجدر الإشارة هنا بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يراقب عن كثب عمليات الإصلاح هذه، التي تعتزم السعودية إجراؤها خلال الـ"13" عاماً القادمة والتي سوف تعتمد فيها على اقتصاد أكثر تنوعاً.