الوقت- على وقع الخلافات السياسية وتباين المواقف العراقيّة والإقليمية والدولية حول شرعية استفتاء كردستان العراق، صوت مجلس محافظة كركوك العراقية، اليوم الثلاثاء، على الموافقة على المشاركة بالاستفتاء على الاستقلال الذي يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه في 25 سبتمبر، في تصويت قاطعته القوائم العربية بالإضافة إلى التركمان الذين سارعوا إلى إعلان رفضهم للقرار.
فقد صوتت قائمة كركوك المتآخية، وهي مشكلة من الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الكردستاني والديمقراطي الكردستاني وتملك 26 مقعدا من أصل 41، صوّتت في مجلس المحافظة كركوك بـ23 صوتا" على الموافقة على الطلب الذي كانت قد تقدمت به للمشاركة في الاستفتاء.
ومن شأن هذا التصويت، الذي قاطعته القوائم العربية والتركمانية، أن يثير التوتر بين مختلف المكونات العرقية في كركوك، ويشعل الخلافات مع بغداد التي كانت قد أعلنت مرارا، رفضها القاطع لتنظيم استفاء استقلال كردستان، خاصّة أن محافظة كركوك الغنية بالنفط التي يقطنها عرب وتركمان وأكراد، لاتتبع إداريا لكردستان، إلا أنها تعد من أبرز المناطق المتنازع عليها بين السلطات في كردستان والحكومة المركزية والإقليم.
التركمان: القرار يشعل فتنة قومية وطائفية..ومطالبات بالتدخّل المباشر
وفي حين اعتبر رئيس هيئة المناطق الكردستانية خارج إدارة اقليم كردستان نصر الدين سندي، قرار مجلس محافظة كركوك بإجراء الإستفتاء خطوة مهمة وتأريخية،، أعلنت الهيئة التنسيقية العليا لتركمان العراق رفضها قرار الاستفتاء، مؤكدة أن الأكراد اتخذوه من طرف واحد في مجلس محافظة كركوك.
واعتبرت "الاستفتاء مشروعا مخالفا للدستور في مادتيه الأولى و143 ومخالف للمادة 23 من قانون 36 لسنة 2008 ساري المفعول".
وطالبت التنسيقية الاكراد بـ"التريث في تداول مثل هذه القرارات الخاطئة التي لا تزيد إلا احتقانا شديدا واختلافا كبيرا بين المكونات في كركوك"، مؤكدا أن "اتخاذ أي قرار من قبل الاكراد في هذا الصدد مقابل رفض التركمان والعرب يعتبر قرارا مخالفا للدستور والقوانين السارية".
وأشارت الى أن "اتخاذ قرار بصدد إجراء الاستفتاء سوف يقضي على إدارة المحافظة بالشراكة ويقضي على التوافق السياسي فيها ويؤدي الى الاخلال في الامن والتطرف القومي بين المكونات ويعطي ذريعة لداعش لضرب التوافق الوطني داخل المحافظة وإشعال الفتنة القومية والطائفي ".
وحذرت من أنه سيؤدي إلى الإخلال في الأمن والعودة إلى التطرف القومي بين المكونات، مطالبة رئيس الحكومة، حيدر العبادي، التدخل المباشر لرفض قرار الاستفتاء.
ارشد الصالحي: تصويت مجلس كركوك للانضمام الى استفتاء الاقليم غير قانوني
من جانبه، وصف ئيس الجبهة التركمانية العراقية في مجلس النواب، ارشد الصالحي، تصويت مجلس محافظة كركوك بالموافقة على اجراء الاستفتاء بشأن استقلال كردستان في كركوك، بغير القانوني.
وقال الصالحي في بيان له، ان "ما قام به مجلس محافظة كركوك، عبر التصويت الغير قانوني للانضمام الى استفتاء حق تقرير مصير اقليم كردستان للمحافظات الثلاثة (اربيل- سليمانية- دهوك) كدولة، هو احتلال جديد وسيدخل العراق في مزيد من الصراعات"، بحسب تعبيره.
توران: الاحزاب التركمانية ترفض وبشكل قاطع.. والتصويت مخالف للدستور
وفي سياق الرفض التركماني، أكّد نائب رئيس الجبهة التركمانية، حسن توران، رفض الاحزاب التركمانية وبشكل قاطعا، لتصويت مجلس كركوك بالموافقة على المشاركة في استفتاء استقلال اقليم كردستان.
وقال توران خلال مؤتمر صحفي، لممثلي الاحزاب التركمانية في البرلمان العراقي ومجلس محافظة كركوك، اانهم كاحزاب تركمانية يرفضون وبشكل قاطع قرار مجلس محافظة كركوك، بالانضمام الى استفتاء اقليم كردستان في 25 ايلول القادم.
واضاف قائلا، ان "التصويت اليوم هو دليل على عدم ايمان قائمة كركوك المتاخية، في مجلس محافظة كركوك بحقوق الاخرين"،
وتابع قائلا، ان "تصويت المجلس على المشاركة في الاستفتاء، مخالف للدستور، وهي سعرض مواطني كركوك للخطر وخاصة ان رواتبهم تاتي من بغداد".
ودعا توران، المواطنين التركمان والعرب في المحافظة الى مقاطعة الاستفتاء، كما دعا محافظ كركوك الى الكشف عن اسماء الاعضاء المقاطعين لجلسة اليوم، من الذين قال "انهم يودون الحضور لكنهم يخشون الاعلام".
النجيفي يعلن رفضه لشمول كركوك والمناطق المتنازع عليها باستفتاء كردستان
على صعيد متّصل، اعلن نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي، رفضه لشمول كركوك والمناطق المتنازع عليها باستفتاء كردستان.
وأكد النجيفي موقفه المعلن منه "ورفض شمول كركوك والمناطق المتنازع عليها باستفتاء اقليم كردستان المزمع اجراؤه في 25 ايلول المقبل".
وشدد النجيفي على "أهمية استثمار النصر العسكري المتحقق بنصر سياسي ونصر في الجوانب الفكرية والاقتصادية والاجتماعية وعدم منح أية فرصة لظهور الإرهاب مرة أخرى".