الوقت- بعد ساعات على هجمات برشلونة الدامية والتي خلفت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، في تقرير جديد نشرته الأحد، عن استخدام تنظيم "داعش" لشركات داخل المملكة المتحدة بوسيلة أو بأخرى في هجوم برشلونة الإرهابي وذلك عن طريق نقل معدات عسكرية عن طريق تلك الشركات.
ونشرت صحيفة الصنداي تايمز وثائق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي)، تؤكد أن المعدات المرسلة إلى إسبانيا، التي شهدت مقتل 14 شخصا الأسبوع الماضي في هجوم إرهابي تبناه داعش، شملت تلك المستخدمة في المراقبة كجزء من تطوير التنظيم المتطرف لطائرات بدون طيار قادرة على تحديد المواقع المستهدفة، عن طريق شركات عاملة في مدينة كارديف جنوبي بريطانيا وكذلك تمويل مخططات "إرهابية" ضد الغرب.
نقل برمجيات خاصة بالصواريخ
واشارت الصحيفة البريطانية اشارت الى أن التنظيم الارهابي استخدم شركة تابعة له لنقل آلاف الجنيهات الإسترلينية نقدا إلى متطرف أمريكي في ولاية ميريلاند، أعرب في وقت لاحق عن حلمه بتنفيذ مجزرة في كنيسة، ويعتقد المحققون أنها ستكون الأموال اللازمة لشن هجوم إرهابي جديد في إحدى الدول.
وقالت الصحيفة إن مشتريات أخرى تم توجيهها من خلال كارديف، من بينها برمجيات للمساعدة في إطلاق صواريخ، كذلك تضمنت المعدات المنقولة برامج تطوير لأنظمة التحليق الخاصة بالطائرات الدرونز "طائرات بدون طيار" لاستخدامها في مهام التجسس، إضافة إلى برامج أخرى لتطوير أنظمة إطلاق الصواريخ، تم تسليمها في 2015.
وأوضح المحققون أن كلمة السر لحساب بريد إلكتروني واحد مرتبط بالشركات كانت "killobama77" اقتلوا أوباما77، واضافت الصحيفة، فقد تم تسليم الشحنة في صيف عام 2015 إلى عنوان في مدريد، وفقا لوثائق محكمة أمريكية، وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت المعدات العسكرية لا تزال داخل إسبانيا من عدمه، مؤكدة أن الجهات المستقبلة لتلك المعدات لا تزال غير معلومة لدى الاستخبارات الأميركية أو السلطات الإسبانية.
واكدت الصحيفة أن أجهزة الأمن الأوروبية تلاحق، يونس أبو يعقوب (22 عاما)، المشتبه فى صلته بهجوم الشاحنة، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا فى لاس رامبلاس ببرشلونة يوم الخميس، وأبو يعقوب هو عضو في خلية داعش، التي يعتقد أنها تضم 12 عضوا على الأقل، وقتلوا امرأة فى هجوم منفصل في منتجع كامبريلز الساحلي في وقت لاحق على الهجوم الأول، بينما تم الكشف عن مخطط لهم لتفجير كاتدرائية سيرجادا فاميليا الشهيرة في برشلونة.
بريطانيا مركز كبير لداعمي تنظيم داعش
واعتبرت الصحيفة أن وثائق "إف.بي.آي" تعزز من سمعة بريطانيا لمركز كبير لداعمي تنظيم داعش، وتزيد من المخاوف بشأن احتمال شن هجمات مماثلة في بريطانيا.
من جانبه قال وزير الأمن البريطاني، بن والاس، إن التهديد بشن هجمات في بريطانيا مازال متزايدا في وقت يفقد فيه داعش نفوذه في سورية والعراق، في حين تظهر الوثائق القضائية الأمريكية، التي اطلعت عليها "صنداي تايمز" أن الأشخاص الذين أسسوا الشركات في جنوب ويلز أخفوا أنشطتهم، وبرروا ذلك بأنهم في "حرب أمنية مع الكفار".
هكذا تم نقل معدات المراقبة
وبحسب الصحيفة البريطانية فأن إحدى الشركات التي شحنت معدات مراقبة إلى مدريد، قد أنشئت باستخدام هوية مدير وهمي ومساهم يدعى "بيتر سورين"، ويعتقد أن هذا الاسم يعود لسيفول سوجان، وهو خبير في تكنولوجيا المعلومات ورجل أعمال، الذي غادر مع عائلته جنوب ويلز قبل 3 سنوات للانضمام إلى داعش في سورية، حيث قتل سوجان في وقت لاحق من قبل طائرة أمريكية دون طيار في الرقة.
وأسس سوجان مجموعة شركات تحت اسم إباكس، لتقديم خدمات إنشاء المواقع الإلكترونية والطباعة للمطاعم، لكن "إف.بي.آي" اكتشف أنها واجهة لأعمال إرهابية بعد توجه إلى سوريا، حيث كان شخصية بارزة في عمليات القرصنة وتطوير الأسلحة في داعش، واستخدمت إحدى شركات وتدعى "إيباكس تيل للإلكترونيات"، وتتخذ من كارديف مقرا لها، لإرسال ما مجموعه 7،700 دولار في عام 2015 إلى مؤيد لدعش في ماريلاند يدعى محمد الشناوي (32 عاما)، الذي أقر بالذنب الأسبوع الماضي في تهم تتعلق بالإرهاب، وبحسب الوثائق القضائية، التي استندت لأدلة استقاها عمل فيدرالي، فإن الهدف من إرسال الأموال كان "التسبب في تدمير أو شن هجوم إرهابي داخل امريكا".