الوقت- في السنوات الأخيرة الماضية سعى خصوم ايران ومن جملتهم مسؤولو الولايات المتحدة الأمريكية من عسكريين وسلطة تنفيذية وتشريعية، لفرض عقوبات عليها في شتى المجالات بغية الوقوف أمام تطورها في المجال الصاروخي. وبعد قدوم ترامب رئيسا لأمريكا يمكن القول أن هذا الموضوع بلغ مرحلة جديدة كان توقيع اتفاقية تسليح للسعودية إحدى علاماتها. مما يدل على انزعاج أمريكي واضح وسعي دؤوب لعرقلة تطور إيراني قل نظيره.
يجمع المختصّون والمحللون داخل ايران وخارجها، أن الصواريخ البالستية هي العنصر الأساسي في قدرة الردع الإيرانية، وفي حال غيابها تكون إيران من الناحية العسكرية دولة عادية كغيرها من الدول.
والطرف الغربي يعلم جيدا أن القدرة الصاروخية الإيرانية باتت تنافس عالميا، لذلك يسعى بشتى السبل لإيقاف هذا التطور متمسكا بحجج واهية كإمكان حمل الصواريخ لرؤوس نووية. وكانت الصفقة الأخيرة مع السعودية محاولة أمريكية للتعديل على موازين القوى في المنطقة.
منظومة "ثاد"
بالإضافة إلى شراء عدد كبير من صواريخح باتريوت، ضمت صفقة الأسلحة مع السعودية منظومة "ثاد" الدفاعية لتضاف إلى سلاح الجو السعودي، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي طويلة المدى، من نوع أرض- جو، تُستخدم من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها، وتُمثل مكوّنًا رئيسياً في نظام الدفاع ضد الصواريخ البالستية المُصمّمة لحماية القوات الأمريكية. صُنِعت من قِبل شركة " لوكهيد مارتن"، وصُمّمت على أساس يُتيح لها اعتراض الصواريخ قصيرة المدى وصواريخ البالستية المتوسطة الموجودة على مستويات شاهقة الارتفاع. وبحسب الشركة فإن الآلية التي تعمل بها صواريخ "ثاد" أقرب إلى عملية "ضرب رصاصة برصاصة"، إذ تعتمد على تِقنية الآشعة تحت الحمراء لتحديد موقع الهدف وضربه، وتدميره بالكامل.
أول من اشترى هذه المنظومة كانت الإمارات العربية المتحدة، وحسب بعض الأخبار يسعى كل من قطر وعمان إلى حيازتها. وبالتالي يمكن القول أن الدول الخليجية تسعى إلى تشكيل حزام دفاعي مستفيدة من باتريوت وثاد وبعض الأقمار الصناعية.
يبدو أن ما يحصل في الشرق الأوسط هو برنامج ممنهج تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة الترسانة الصاروخية الإيرانية، وتسليح الدول الخليجية بمنظومة "ثاد" هو من أبرز دلالات ذلك.
موقف روسي من طهران
على هذا الصعيد قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، "إن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تحاول تشويه حقيقة البرنامج الصاروخي الإيراني"، مؤكدا أن موسكو تختلف بشدة مع موقف بعض الدول الغربية لأنه لا يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. وتأتي تصريحات ريابكوف بعد محادثات له فى طهران، أمس الثلاثاء، مع نائبي وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، ومجيد تخت راونجي، حول تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال ريابكوف، لوكالة أنباء (سبوتنيك): "ناقشنا أيضا الوضع المتعلق بالملف النووي الإيراني فى إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231، وتوصلنا إلى وجود عدد من الأسئلة يجب أن نعمل عليها معا بنشاط، ومن بينها محاولات بعض الغربيين، بما فى ذلك الولايات المتحدة، تشويه البرنامج الصاروخي الإيراني، حيث إنهم يعلنون أن هذا البرنامج بما فى ذلك إطلاق اختبار الصواريخ البالستية، لا يلبى متطلبات القرار 2231".
يذكر أن مسئولين أمريكيين أعلنوا فى وقت سابق أن إيران أجرت، فى 29 يناير الماضي، تجربة لصاروخ بالستي متوسط المدى، وفي أعقاب ذلك فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 13 شخصية و12 مؤسسة إيرانية. من جانبها، تصر طهران على أن إطلاق الصاروخ لا يعتبر انتهاكا لشروط الاتفاق حول برنامجها النووي، ولا يعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الخاص بالاتفاق النووي.