الوقت- يوماً بعد يوم يثبت للجميع فشل الكيان الاسرائيلي في الادارة وضعفه امام التهديدات التي تواجهه من الحروب الى الحرائق وصولاً الى المطارات والمجال الجوي.
وسائل الاعلام الاسرائيلية اعلنت توقف حركة مطار بن غوريون لاكثر من ثلاثة ساعات يوم الاثنين الماضي، ما ادى الى تأخير والغاء الرحلات الجوية من والى تل ابيب، بسبب عمليات تشويش تعرضت لها اجهزة المطار، مادفع الكيان الاسرائيلي الى ارسال قواته واجهزته الامنية الى المطار في محاولة لكشف مصدر التشويش. وفي اليوم الثالث على التوالي من تواصل التشويش على حركة الملاحة والطيران في مطار بن غوريون، بحسب مصادر فلسطينية، اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الرقيب العسكري الاسرائيلي في المطار اصدر امراً بالتكتم على اسباب اغلاق المجال الجوي بين الحين والاخر، موضحةً ان التشويش تعود لاسباب امنية. ويشهد المطار في الوقت الراهن انتشاراً كثيفاً لرجال الامن الاسرائيليين، اضافة الى ازدحام كبير للمسافرين بسبب الغاء او تأجيل عدد من الرحلات الجوية وتوجيه رحلات اخرى للهبوط في مطارات اسرائيلية أخرى.
وبالرغم من كل هذه الاحداث التي جرت في مطار بن غوريون، سارعت سلطات المطار الى تبرير ما حدث مدعية عدم اغلاق المطار، حيث نفى الناطق الرسمي باسم مطار بن غوريون وقوع اي حادث أمني، مدعياً ان المطار لم يغلق مجاله الجوي ولو لدقيقة واحدة، وبرر تأجيل الرحلات والغائها بوجود فجوات بالمواعيد، وانه يجري العمل على وضع مواعيد جديدة للرحلات القادمة. ولكن تصريح الناطق الرسمي باسم المطار يتنافى مع ما ذكر موقع والاه الاسرائيلي، حيث اعلن أن سلاح الجو ووزارة الأمن الإسرائيليين هما اللذان قيدا حركة الطائرات في المجال الجوي لمطار بن غوريون، وذلك لاكثر من ثلاث ساعات يوم الاثنين الماضي. واضاف الموقع انه بسبب القيود على الاقلاع والهبوط علق الاف المسافرين في المطار، مشيراً الى ان ادارة المطار تحاول زيادة عدد عمليات الاقلاع اثر تأخير 11 رحلة، في حين يجري الجيش الاسرائيلي مناورات عسكرية في مناطق اللد وموديعين القريبة من المطار تحت ذريعة الحفاظ على جاهزية وكفاءة القوات الاسرائيلية بعد تغييرات واسعة طالت قيادات في جيش الاحتلال. ومن جهتها ذكرت مواقع فلسطينية نقلاً عن القناة العاشرة الاسرائيلية، ان وزارة الامن الاسرائيلية ارسلت تحذيراً لسلطات المطار بضرورة اغلاق المجال الجوي جراء مخاوف من وقوع حدث امني، مشيرةً الى ان الحدث الامني لم يقع في نهاية المطاف. وكانت قناة "كان 11 تي في" الاسرائيلية قد اكدت ان سلطات المطار طلبت من الطائرات القادمة الى اسرائيل مغادرة المجال الجوي لمطار بن غوريون.
اما رواية الحكومة الاسرائيلية فكانت حافلة بالسرية والتكتم المطلق على سبب اغلاق المطار، باستثناء بعض التسريبات وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين، حيث صرحت وزارة الامن الاسرائيلية بان التشويش في حركة الطيران يعود الى نشاطات امنية دون الإفصاح عن طبيعتها، موضحةً انها سوف تغلق المجال الجوي الاسرائيلي بشكل متقطع وفقاً للحاجة، ومشيرةً الى انه جرى ترتيب وتنسيق النشاطات الأمنية من قبل الجهات المختصة الاسرائيلية بشأن النشاطات الامنية، الامر الذي ادى الى ازدحام وارتباك كبير في مطار بن غوريون تسبب بفزع وهلع في مجتمع الكيان الاسرائيلي نتيجة انتشار الشائعات.
مصادر مطلعة ربطت اغلاق مطار بن غوريون بحاملة الطائرات النووية الامريكية الاضخم في سلاح البحرية الامريكي"جورج دبليو بوش"، التي رست قبالة ميناء مدينة حيفا المحتلة، في مهمة رفضت واشنطن التصريح عن طبيعتها، وقالت مصادر فلسطينية نقلاً عن صحيفة معاريف العبرية ان مصادر عسكرية اسرائيلية أكدت ان حاملة الطائرات الامريكية "جورج دبليو بوش" اضطرت الى التشويش على طائرة اسرائيلية مسيرة اقترب منها واسقطتها، واوضحت الصحيفة ان اسقاط الطائرة المسيرة جاء تنفيذاً لقواعد الحماية المتبعة على متن حاملة الطائرات الامريكية. وربطت المصادر الفلسطينية حادث ايقاف اسرائيل لحركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بسبب امني، بحادثة اسقاط الطائرة المسيرة الاسرائيلية رغم عدم افصاح حكومة الاحتلال عن الحدث الامني الذي ادى الى اضطراب المطار.
ونظراً لاهمية مطار بن غوريون الاستراتيجية لدى اسرائيل، ذكرت تقارير استخبارية اسرائيلية ان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لن تتوانى عن استهداف المطار في اي حرب مقبلة لها مع الكيان الاسرائيلي، كما حصل في عام 2014 عندما قُصف بالصواريخ من قبل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ما تسبب في تعطيل المطار وتحويل الرحلات الى مطارات أخرى.