الوقت- تزاحمت خلال اليومين السابقين الدعوات الدولية وانهالت التنديدات بشأن موقف دول الحصار (السعودية ومصر والبحرين والامارات) من قطر، واعتبرت أن مطالب تلك الدول تمسّ سيادة دولة قطر، داعية الى حل النزاع عن طريق الحوار وعدم المساس بالقرار السيادي للدوحة.
وفي هذا السياق اقترح كل من وزير الخارجية الألماني "زيغمار غابرييل" و رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي"، دول الحصار الخليجي لقطر أن يتم حل النزاع مع الدوحة عن طريق الحوار ووقف تمويل الارهاب.
هذا النزاع الذي طال أمده بين قطر ودول خليجية أخرى، اعتبر "غابرييل" أن أفضل وسيلة لحله هي التوصل إلى اتفاق لا يسمح بتمويل الإرهاب في المنطقة.
وصرّح وزير الخارجية الألماني قائلا: لم يتشكل لدي انطباع، بأن الدول العربية الأخرى تهدّد بتصرفاتها سيادة دولة قطر، كما زعموا في الدوحة، بحسب وكالة "رويترز".
وجاء اقتراح غابريل، خلال زيارته للرياض يوم امس الاثنين، حيث تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي "عادل الجبير" حول أزمة قطر، لتقوم فيما بعد وسائل الإعلام السعودي بتحريف تصريحات الوزير الألماني التي كانت تصبّ في مصلحة قطر على مايبدو.
من جهتها حثّت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، الى تخفيف التوتر مع قطر.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية أن ماي بحثت مع الأمير السعودي العلاقات الثنائية، وتطورات الأزمة بين بعض الدول الخليجية وقطر. وحثّت ماي جميع أطراف الأزمة الخليجية على تخفيف التوترات.
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" الى التهدئة، مشيداً بالدور المحوري للوساطة الكويتية، مؤكدا استعداد بلاده لمدّ يد العون في هذا الشأن.
وأما الجانب التركي فقد أكد المتحدث باسم اردوغان "إبراهيم قالين"، أن الاتصالات الأخيرة بشأن الأزمة القطرية أدت إلى ظهور تفاهم عام حول حل الأزمة عن طريق المفاوضات، مشيرا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة.
وأما الموقف الروسي فقد جاء على لسان "أندريه بوكلانوف" المستشار السياسي في مجلس الدوما، الذي أشار الى أن لغة الإنذارات وتهديد الدوحة غير مناسبة.
وفي 21-6-2017 أصدر العاهل السعودي "سلمان بن عبدالعزيز" أمرا ملكيا بتعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. ودعا مواطنيه إلى مبايعة نجله في هذا المنصب، الأمر الذي اعتبرته المعارضة السعودية وبعض الدول الخارجية مخالفا للقانون السعودي من ناحية صعود بن سلمان بشكل مفاجئ الى هذا المنصب.
ويوم 5 حزيران/ يونيو الماضي قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى عليها حصارا بريا وجويا؛ لاتهامها بـ"دعم الإرهاب". على الرغم من أن قطر نفت صحة اتهامها بـ"بدعم الإرهاب"، وشدّدت على أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
جدير بالذكر أن دول الحصار الأربع أمهلت قطر 10 أيام لتنفيذ قائمة مطالب تحتوي 13 بندا، بينها إغلاق قناة "الجزيرة"، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، والتوقف عن دعم الإرهاب، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وتسليم مطلوبين لديها، وغيرها.
وأما الدوحة فقد رفضت هذه المطالب، وصرّح وزير خارجيتها في جلسة عقدها الخميس الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن: إن قائمة المطالب تمسّ سيادة قطر واستقلاليتها، وتقديم مطالب مع مهلة للتنفيذ سابقة في العالم.
وعن فشل دول الحصار في إخضاع قطر كتبت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن فشل محاولات دول الحصار لجعل قطر ترضخ لسيطرتها. ولعل هذا ما يؤكده غياب أي مؤشرات تدل على انحناء الدوحة لمطالب السعودية وحلفائها.
جدير بالذكر أن وزراء خارجية "دول الحصار" سيجتمعون في القاهرة غدا الأربعاء لبحث خطواتهم المقبلة في الأزمة الخليجية، ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الكويتي الاجتماع مع نظرائه من دول الحصار بالقاهرة.