الوقت- على وقع هتافات الموت لأمريكا والموت لاسرائيل، شهدت المدن الايرانية مسيرات مليونية تزامنا مع معظم المدن والعواصم الإسلامية وغير الإسلامية في شتى أنحاء العالم إحياءا ليوم القدس العالمي الذي أعلنة الإمام الخميني (رض) عام 1979 في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك من أجل الأبقاء على القضية الفلسطينية محورا لدى كافة المسلمين حتى تحرير الأراضي المحتلة من براثن الاحتلال الصهيوني.
وهتف المشاركون في مراسم يوم القدس العالمي بشعارات "الموت لأمريكا"، "الموت لإسرائيل"، "الموت للاستكبار العالمي والصهيونية الدولية"، وعبّروا عن غضبهم تجاه الإرهاب والاحتلال والقتل العشوائي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني البطل، كذلك حمل الايرانيون يافطات أشارت إلى الجرائم التي تحدث في المنطقة بدعم أمريكي، كما واعتبروا أن الكيان الصهيوني هو بيت العنكبوت وأن مصيره النهائي والحتمي هو السقوط، وحملوا يافطات اخرى كتب عليها "الموت لأمريكا"، "الموت لإسرائيل"، "الموت لبريطانيا".
كذلك استعرضت قوات حرس الثورة الإسلامية في ايران، صواريخ ذو الفقار وقدر، وهي الصواريخ التي دكّت أوكار تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور، ردًّا على اعتداءاتهم الآثمة على العاصمة طهران.
حضور رسمي على أعلى المستويات
وشارك رئيس الجمهورية حسن روحاني في مراسم يوم القدس العالمي من خلال حضوره في مسيرات العاصمة الإيرانية طهران، الى جانب رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية آية الله آملي لاريجاني سجلوا حضورهم أيضا في مسيرات يوم القدس العالمي.
من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، في كلمته بمناسبة مسيرات يوم القدس العالمي ان ايجاد الكيان الصهيوني كانت خطة شيطانية كبرى وكانت نقطة بداية التطورات في الشرق الاوسط، قائلا، ان الدول الاسلامية مبتلية حتى اليوم بهذه الظاهرة المشؤومة.
وأكد لاريجاني أن السلطات السعودية شجعت مرارا الولايات المتحدة الأمريكية على مهاجمة إيران، ونوه رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى ان السعوديين شجعوا مرارا على الاعتداء على ايران، قائلا، ان هذا الامر فضيحة للامريكان لانهم اعلنوا في حملاتهم الدعائية ان النظام السعودي داعم للارهاب ولكنهم اليوم يدعمون هذا النظام القبلي، وشدد لاريجاني على ان "اسرائيل" هي أم الارهاب، منوها الى ان "اسرائيل" هي اخبث ارهاب على مر التاريخ، مؤكدا ان داعش هي استنساخ للإرهاب الصهيوني، لافتا الى ان ارهاب "اسرائيل" يوجد لديه ظهور خارج حدود الكيان وشهداء ايران النووين دليل على ذلك.
الى ذلك اشار رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله أحمد جنتي في مسيرات يوم القدس العالمي، إلى أن الشعب الإيراني لا يخشى التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، أشاد بتواجد الشعب الإيراني الدائم في الميادين وقال إن هذا التواجد في الميادين أقوى ومؤثر بشكل أكبر من أي صاروخ وأضاف: "الشعب الإيراني لا يخشى أبدا من التهديدات الأمريكية والاسرائيلية"، وحول نجاح حرس الثورة الإسلامية في الانتقام لشهداء العمليات الإرهابية التي استهدفت طهران خلال الاسابيع الماضية قال رئيس مجلس خبراء القيادة أن الصواريخ أصابت أولا قلب أمريكا وإسرائيل، وفي الدرجة الثانية التنظيم الإرهابي التابع لهم داعش.
بدوره اعتبر رئيس السلطة القضائية، آية الله صادق آملي لاريجاني، أن صرخات الشعوب المسلمة سوف تستمر حتى تنال البلاد المظلومة ومن جملتها، واضاف إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية للعالم الإسلامي وليس موضوعا يرتبط بالظلم والاحتلال الّذي لحق فلسطين فقط، بل يتعدى ذلك الى نظام الحكم والسلطة العالمية والدعم الدولي لهذ الظلم والاحتلال، وأشاد آية الله آملي لاريجاني بالمشاركة المليونية للشعب الإيراني في هذه المسيرات بما يدل على مدى قوة الإسلام وإطلاق الصرخة في وجه نظام السلطة العالمية، وقال ان صرخات الأمة الإسلامية ضد نظام السلطة العالمية سوف تستمر حتى تحقيق الاستقلال الكامل للدول الإسلامية ومن بينها فلسطين. وأمل في نهاية تصريحاته أن يتحد الجميع من اجل اقتلاع جذور النظام الصهيوني.
البيان الختامي للمسيرات المليونية في ايران
وفي نهاية المسيرات المليونية في جميع المدن الايرانية، اعتبر البيان الختامي للمشاركين، ان "تحرير القدس" و"تحرير الشعب الفلسطيني المظلوم" من هيمنة المحتلين الصهاينة، من ابرز التطلعات السامية للثورة الاسلامية، واكد البيان ان تحرير القدس والقضاء على اسرائيل بالكامل وازالة الغدة السرطانية لاتزال على رأس اولويات العالم الاسلامي، مديناً اي خطوة تؤدي الى حرف الامة الاسلامية عن القضية الفلسطينية.
وأدان البيان الختامي محاولات آل سعود الشيطانية وبعض دول المنطقة في توفير الامن للصهاينة عبر دعم الارهاب وترويج التطبيع مع الكيان المحتل للقدس، معلناً عن الدعم للحكومة والقوى الشعبية والمقاومة في سوريا والعراق واليمن والبحرين، كما اعتبر البيان ان فتنة داعش والارهابيين في العراق وسوريا وليبيا والجرائم الوحشية للنظام السعودي المعتدي على الشعب اليمني المظلوم والشعب البحريني، خطة مشتركة بين أمريكا والكيان الصهيوني والرجعية العربية بغية ايجاد صدع وفرقة بين الملسمين وتوفير الامن للكيان الصهيوني.