الوقت - في تصريح مفاجئ جاهر الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون بموقفه من الأزمة في سوريا ومن رحيل الرئيس الأسد الذي اعتبره لم يعد أولوية لفرنسا بسبب عدم وجود أي خيار آخر شرعي بديل.
وأكد ماكرون في مقابلة صحفية نشرتها ثماني صحف أوروبية أن الهدف الرئيسي لفرنسا اليوم هو محاربة التنظيمات الإرهابية وأكد صراحةً أن موقف فرنسا قد تغير من بقاء الأسد قائلا: "لم أقل إن إزاحة الأسد تشكل شرطا مسبقا لكل شيئ".
كما صرح ماكرون ما فحواه: "قناعتي العميقة هي أنه يجب وضع خارطة طريق دبلوماسية وسياسية" كما أكد أن منهجه واضح فأولا إن محاربة الإرهاب مسألة نهائية ويجب محاربة كافة المجموعات التي وصفها بأنها عدوة، وفي إشارة إلى ضحايا اعتداءات باريس قال: "لقد شهدت فرنسا هجمات راح ضحيتها 230 قتيلا، ومصدر هذه الهجمات هي تلك المنطقة ولذلك نحن بحاجة لتعاون الجميع من أجل القضاء على هذه المجموعات" مؤكدا بشكل لافت على التعاون مع روسيا في هذا المجال.
هذا وأكد ماكرون على ضرورة الاستقرار في سوريا في سبيل منع ما أسماه فشل الدولة، محذرا من سيناريو ليبيا جديدة في سوريا، مؤكدا على خطوط حمر كان قد تكلم عنها خلال لقائه ببوتين أثناء زيارته الأخيرة إلى فرنسا الشهر الماضي حيث اعتبر في حينها أن الأسلحة الكيميائية خط أحمر إضافة إلى تأمين المساعدات ومنع سقوط سوريا.
وأضاف ماكرون أن بلاده لم تشارك في حرب العراق وأثبتت صوابية هذا القرار لكنها أخطأت حين دخلت الحرب في ليبيا فمهما كانت النتائج وبالنظر إلى البلدين فإنهما مدمران تزدهر فيهما مجموعات إرهابية، قائلا: "لا أريد أن يحدث هذا في سوريا".
كما ألمح إلى احتمال أن تشن فرنسا ضربات عسكرية في حال استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش أو أي مجموعة مسلحة موجودة على الأراضي السورية.
ومن أهم ما قاله ماكرون خلال لقائه هو موقف الاعتراف بأن بلاده اقترفت خطأ مع الدول الأخرى من خلال الاعتقاد أن نشر قوات عسكرية كاف لنشر الديمقراطية وقد عبر قائلا: "هذا خطأ اقترفناه سويا ولا يجب أن يتكرر".
وتأتي هذه التصريحات في بدايات عهد الرئيس الفرنسي الجديد الذي يبدو أنه لا ينوي إكمال مسير سلفه الذي كان في مقدمة المطالبين برحيل الأسد. حيث أن هولاند الرئيس السابق وعلى الرغم من أن المعادلة قد تغيرت بعد الاعتداءات الإرهابية التي طالت فرنسا عام 2015 إلا أن الموقف الفرنسي الرسمي بقي مصرا على أن الأسد يجب أن لا يكون ضمن أي حل في سوريا.